الحل هو
الجواب: قال ابن عباس هنا كلمة تبين السبب في ذلك؛ فقال: "أوحى الشيطان إلى قومهم" والوحي: إلقاء في خفاء، والشيطان لا يتحدث علناً، ولكن يوحي، يعني: يلقي في خفاء، فالوحي هو إلقاء الخبر في خفاء، فألقى الشيطان في روعهم وأنفسهم ذلك الأمر: فكان سبباً للشرك بالله- جل وعلا- ولم يكونوا في أول الأمر يعبدونها، لكنهم لما صوروا صور أولئك الصالحين، ونصبوا لهم الأنصاب: كان ذلك سببا ووسيلة إلى عبادتهم، لكن أولئك الذين جعلوها وسائل، كان عندهم من العلم ما حجزهم عن عبادة الصالحين، لكن لما نسي العلم عبدت وهذا الفعل الذي فعلوه بإيحاء الشيطان هو من الغلو في أولئك الصالحين وهذا وجه الشاهد، وهو أنهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم، أو صوروا صورهم، أو نصبوا الأنصاب في أماكنهم ليتذكروهم، وليكون ذلك أنشط لهم في العبادة أو العلم، ولكن هذه الأفعال التي فعلوها، كانت سبباً من أسباب عبادة أولئك الصالحين، الذين غلوا في حبهم.