هل تأثَر الشيخ بالشائعات التي انتشرت عنه؟ وضح إجابتك
العجل الأبيض
(الجزء الأول)
كان شيخ طاعن في السن قد اعتاد أن يجلس كل يوم منفردًا تحت شجرة التوت، بعيدًا عن بيوت القرية، وكانت ساعات الوحدة هذه أعذب ما لديه، وفي كل مرة يستعرض حياته الماضية وشبابه، فقد كان شابًا يافعًا قويًا، يستيقظ كل يوم باكرًا، يرتدي ملابسه، ويطعم دواجنه، ويساعد أمه في حلب البقرات، ثم يذهب إلى الحقل.
وكان حين يشتد به التعب ويغمره العرق؛ يذهب إلى شجرة التوت، فيجلس تحتها، ويفتح صُرَّة الطعام، ويأكل ثم يتمدد في الظل.
مرت الأيام وتزوج فتاةً رقيقة عرف معها طعم السعادة، وقد عاشا في بيت صغير، ومع ذلك فلم يتضايقا وأصبحا سعيدين جدًا رغم بعض المشاكل التي كانت تواجههما، ومن المشكلات التي مرّوا بها أنَّ المطر قد ينحبس ويهدد الموسم وأغنام الجيران تأكل مزروعاتهما أحيانا، ولكن هذا كله يضيع في أحلام واسعة عن المستقبل وبناء غرفة جديدة، وشراء بقرات، ومجيء الطفل الصغير.
وقد رزق بولدين أعاناه وساعداه حتى شبَّا، وعاد دولاب الزمن يكرُّ ثانية، فتزوجا وأصبح له أحفاد، ولم يعد يعمل، فقد كان أبناؤه يتكفلان بأمور المعيشة، وأجمل ما لديه وما يحرص عليه صندوقه الحديدي، والعجل الأبيض، أما هذا الأخير فله قيمة كبيرة في نظره أكثر من غيره، وكثيرًا ما كان العجل يتمدد في الظل بجانب الشيخ، ويأتي الأطفال الصغار من أحفاده، يرتقون ظهره ويحكون خدودهم في شعره الأبيض، ويداعبون أذنيه، والعجل يتركهم يفعلون ذلك.
وكان الشيخ يتحدث إلى عجله عن محاصيله، والأمطار المقبلة، وغارات الجراد، كأنه يحادثُ شخصًا أمامه، والعجل يجترُّ طعامه في وقار، وتبدو عليه علامات التعقل والفهم.
وسرعان ما شاع في الوادي كله أن الشيخ مخبول، وأن العجل الأبيض قد سحره، وملك عقله وروحه، ولم يكترث الشيخ لهذه الثرثرة، فقد اعتاد في كل صباح أن يخرج العجل من حظيرته ويقوده إلى مزود العلف أو كوم الحشائش، وبينما يأكل العجل يتكئ الشيخ على جنبه ويمر بيده على شعره اللامع، فإذا وجد بعض القش أو الغبار عليه؛ أخذ حفنة من العشب الجاف لينظفه بها ثم يغسل له قرنيه وحوافره، ويغني له أغنيات غريبة
هل تأثَر الشيخ بالشائعات التي انتشرت عنه؟ وضح إجابتك
الاجابة الصحيحة
لا لم تأثَر الشيخ بالشائعات التي انتشرت عنه؟