0 تصويتات
في تصنيف معلومات عامة بواسطة

هل الانسان حر ام مقيد مقالة جدلية

مرحلة طرح المشكل: (المقدمة)


أـ البداية: تعتبر مشكلة الحرية من أعوص المشاكل التي خاض فيها الفكر البشري عموما و الفكر الإسلامي خصوصا كونها تتعلق بالإنسان منذ القدم فهي القدرة على الاختيار بين ممكنين أو أكثر كما تعتبر تجاوز كل اكراه سواء كان داخليا أم خارجيا


ب ـ المسار:هذا ما جعل الفلاسفة يختلفون فيها إذ تعددت الآراء و المذاهب و وجهات النظر خاصة من حيث موضوعها فبرز موقفين واحد يعطي للإنسان الحرية المطلقة ومنهم من نفاها نفيا مطلقا


ج ـ صياغة المشكل: هي هل الإنسان مخير أم مسير؟


2ـ مرحلة محاولة حل المشكل : (التوسيع)


1ــ الأطروحة الأولى: الإنسان مخير لا مسير و يتزعم هذا الموقف كل من المعتزلة –ديكارت- كانط –سارتر –برغسون إذ أقروا بحرية الإنسان فهو حر في إختيار أفعاله سواء كانت خيرة أو شريرة و في ذلك يقول سارتر أنا الذي أصنع الخير وأقرر الشر فالإنسان ذات عاقلة و له إرادة واسعة في التمييز بين الأفعال كما يقول في نفس الصدد أن حياة الإناسن مشروع أساسي له لا يكف عن مراجعته و تعديله فوجود الإنسان وجود متحرك نحو المستقبل و متجاوز لذاته باستمرار و عليه حريته هي ما يميزه عن الوجود في ذاته أي وجود الأشياء و هي ليست صفة خارجة عن الإنسان بل هي صميم وجوده و لذلك فنحن كما يقول لسنا أحرار في رفض حريتنا لأنه محكوم علينا أن نكون أحرار و إلى جانبه نجد ديكارت الذي أن الحرية في حالة وجدانية تحدث على مستوى الشعور حيث اعتبر أن كل فعل إرادي يتخلله الاعتبار بالوعي (الشعور) فهو يدلي بشهادة الشعور وبوجود الحرية فيها حيث يقول إننا جد متأكدين من الحرية الموجودة فينا بحيث ليس هناك شيء نعرفه أكثر مما نعرفها كما أقر كانط أن الحرية بدون أخلاق ليست حرية حيث يقول إذا كان عليك فأنت تستطيع لأن الحرية مصدرها الواجب الأخلاقي كما يرى برغسون أن الحرية الحقيقية تتمثل في تلك الحياة الشعورية الباطنية التي لا تخضع لأي ضغط أو تأثير وفي ذلك يقول إن الحرية ليست موضوعا للتحليل بل هي معطى مباشر من معطيات الشعور وقسم نفس الإنسان إلى قسمين أنا سطحي ويمثل العالم الخارجي المقيد بشروط أنا عميق يمثل الحياة الشعورية الباطنية


الــنـقــد : إن الحرية المستقلة عن كل الأسباب و الدوافع حرية غير مفهومة تماما و الشعور لا يكفي لكي يكون دليل على الحرية فهو صالح لإثبات الحرية و إثبات الحتمية معا


الأطروحة الثانية: و يمثل هذا الاتجاه كلا من الجبرية إذ ينفون حرية الإختيار و يعتقدون أن الله عزوجل هو الفاعل الوحيد و لا يمكن أن يكون الإنسان خالق أفعاله إلى جانبهم نجد دور كايم أن الحرية وهم شعوري و أن كل تصرفات الإنسان تخضع لحتمية قاهرة على أساس أن المجتمع بقوانينه و قيمه و مؤسسات و دينه هما الذين يتحكمون في كل ما نقوم به بل أن الفرد هو بحد ذاته مجرد عجينة في يد المجتمع و هذا الأخير يصنع منه ما يريد إذ يقول : حينما يتكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم كما ترى فئة أخرى أن العوامل البيولوجية هي التي تتحكم فينا


النقد : إن موقف الجبرية يؤدي بنا إلى التسليم بحقيقة خطيرة و سلبية مفادها أننا لا نقوم إلا بتلك الأفعال التي أرادها الله و هذا يتعارض تماما فكيف يكلفنا الله بواجبات ؟ و خضوع المرء للمجتمع أمر نسبي و الأدلة موجودة في تاريخ البشرية من تمرد و غيرها


التركيـــــــب: إن الانسان ليس حرا حرية مطلقة بل محدودة لأنه يخضع لعدة حتميات ، كما أنه ليس مجبرا فله الاختيار النسبي في أفعاله و بالتالي فهو بين التسيير والتخيير فالعلم المطلق للخالق و هو امر لا مفر منه في أي عقيدة دينية أي أن الانسان يخضع لقدر الذي وضعه له الخالق ، لكن هنالك حرية اختيار المرء و هو أمر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الآخروي في العقائد الدينية.


خاتمة : ليس المهم أن نفني أعمارنا في البحث عن الحرية و لكن المهم أن نتعلم كيف نتحرر و يبقى مفهوم الحرية متطور

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...