0 تصويتات
في تصنيف معلومات عامة بواسطة

لمن كانت قصة أصحاب الجنة

للحصول على افضل اخبار المشاهير والفن واحدث وادق الاجابات النموذجية لأسئلة العاب وحلول وجميع انواع الالعاب والالغاز وكل ما تبحثون عنه من جواب جميع العاب والغاز واسئلة دينية وثقافية يمكنكم زيرتنا على موقع الداعم الناجح حيث يوفيكم اول باول دمتم بخير زوارنا الاعزاء..

قيل: كانا شريكين أو أخوين ثم اقتسما المال فصار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، فاشترى المؤمن منها عبيدًا بألف وأعتقهم، وبالألف الثانية ثيابًا فكسا بها العراة، وبالألف الثالثة طعامًا فأطعم بها الجياع.


وأما الآخر فنكح بماله النساء ذوات اليسار، واشترى دوابا وبقرا فاستنتجها فنمت له نماء ًمفرطًا، وتاجر ببقيتها فربح حتى فاق أهل زمانه غنى.


وأدركت الأول الحاجة "الفقر" فأراد أن يستخدم نفسه في جنة يخدمها، فقال: لو ذهبت لشريكي وصاحبي فسألته أن يستخدمني في بعض جناته، ورجوت أن يكون ذلك أصلح لي.


فجاءه فلما دخل عليه وعرفه وسأله حاجته قال له: ألم أكن قاسمتك المال نصفين؟ فما صنعت بمالك؟ قال:اشتريت به من الله تعالى ما هو خير وأبقى، فقال: أإنك لمن المصدقين - أي (بالبعث والنشور)؟ ما أظن الساعة قائمة، وما أراك إلا سفيهًا وما جزاؤك عندي على سفاهتك إلا الحرمان.


فذكره صاحبه (الفقير) بمنشأته من ماء وطين، ونصحه إلي الأدب الواجب في حق المنعم، أنذره عاقبة البطر والكبر، وأنه يرجو عند ربه ما هو خير من جنته وثماره.


 (قال تعالي): قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا"(الكهف).


هكذا تنتفض عزة الإيمان في النفس المؤمنة، فلا تبالي المال والفقر، ولا تداري الغني والبطر، ولا تتلعثم في الحق، وهكذا يستشعر المؤمن أنه عزيز أمام الجاه والمال، وأن ما عند الله خير من متاع الدنيا، وأن فضل الله أعظم وهو يطمع في فضل الله، وأن نقمة الله وشيكة أن تصيب الغافلين المتكبرين المتبطرين.


وقوله تعالي: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)، ولو قلت إذا أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك، وأعطاك من المال والولد ما لم يعط غيرك، وقلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لهذا قال بعض السلف: "من أعجبه شيء من حال أو ماله أو ولده فليقل لا قوة إلا بالله"


مصير الغرور:

وفجأة ينقلنا السياق من مشهد النماء والازدهار إلى مشهد الدمار والبوار، ومن هيئة البطر والاستكبار إلي هيئة الندم والاستغفار، فلقد كان ما توقعه الرجل المؤمن (قال تعالي): وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)


من أبدع القصص هو القصص القرآني.. فيه العبرة والعظة والإثارة والمتعة أيضًا.. سنقدم لكم كل يوم من أيام شهر رمضان المعظم قصة من قصص القرآن الكريم.. (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) صدق الله العظيم .. وقصة اليوم هي قصة صاحب الجنتين..


(قال تعالي): (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)


"قصة صاحب الجنتين"

هذه القصة تضرب مثلا للقيم الزائلة والقيم الباقية، وترسم نموذجين واضحين للنفس المعتزة بزينة الحياة الدنيا، والنفس المعتزة بالله، وكلامها نموذج إنساني لطائفة من الناس.


صاحب الجنتين هذا:


نموذج للرجل الثري، الذي تذهله الثروة، وتبطره النعمة، فينسى القوة الكبرى التي تسيطر على أقدار الناس والحياة، ويظن أن هذه النعمة خالدة لا تفنى، فلا تنفعه قوة ولا جاه.


وصاحبه المؤمن:


نموذج للرجل المؤمن المعتز بالله وبإيمانه، دائم الذكر لربه، يرى النعمة دليلا على المنعم موجبة لحمده وذكره، لا جحوده وكفره.


بداية القصة:

تبدأ القصة بمشهد الجنتين، قال تعالي: "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ" (الكهف).


فهما جنتان مثمرتان من الكروم، محفوفتان بسياج من النخيل، تتوسطهما الزروع ويتفجر بينهما نهر، فيا له من جمال المنظر وروعة المشهد، قال تعالي: "كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا " يختار التعبير كلمة تنقص وتمنع، لتقابل بين الجنتين وصاحبهما الذي ظلم نفسه فبطر النعمة ولم يشكر وتكبر، "وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ" أي لصاحب الجنتين أنواع من المال ومن الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك.


 وقرأها ابن عباس "ثمر" وقال: هي أنواع المال، وها هو صاحب الجنتين تمتلئ نفسه بهما، ويزدهيه النظر إليهما، فيحس بالزهو وينتفش كالديك ويختال كالطاووس، ويتعالي على صاحبه الفقير: "فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا" ثم يخطو بصاحبه إلى إحدى الجنتين، وملأ نفسه البطر والغرور، وقد نسي الله ونسي أن يشكره على ما أعطاه، وظن أن هاتين الجنتين المثمرتين لن تبيدا أبدًا، أنكر قيام الساعة أصلا، ولو فُرض أنها قامت فسيجد هناك الرعاية والإيثار، أليس من أصحاب الجنان في الدنيا فلابد أن يكون ذلك في الآخرة حاشا لله.


من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...