رواية ماجدولين العاطفية الحزينة: من هو الكاتب الأصلي وماذا فعل المنفلوطي بها؟
رواية ماجدولين العاطفية الحزينة كاملة مكتوبة
نرحب بكم زوار موقع الداعم الناجح حيث نعمل هنا علي عرض الاخبار والمقالات والاسئلة المجاب عنها
السؤال :
رواية ماجدولين العاطفية الحزينة: من هو الكاتب الأصلي وماذا فعل المنفلوطي بها؟
اعزائنا مرتادي موقع الداعم الناجح نسعد بزيارتكم واختياركم لموقعنا للحصول علي الاجابات اطرح سؤالك وانتظر الاجابة فقط .
رواية ماجدولين: من هو الكاتب الأصلي وماذا فعل المنفلوطي بها؟
ارتبطت رواية ماجدولين Magdolin باسم مُترجمها –أو مُعربها كما سنعرف الفرق بعد قليل- مصطفى لطفي المنفلوطي، لدرجة أن بعض الأشخاص لا يعلمون أن كاتب الرواية الأصلية هو الروائي والصحفي الفرنسي ألفونس كار. وأنه كتب هذه الرواية بعنوان تحت أشجار الزيزفون، وبطلتها تُسمى ماجدِلين، إذا من هي ماجدولين وكيف أصبحت من أكثر الروايات تفضيلًا في وطننا العربي؟ اقرأ مقالتنا لتعرف.
رواية ماجدولين (بالفرنسية: Sous les tilleuls) هي عبارة عن قصة حب حزينة لم تُكلل بالزواج –ولهذا اعتبرت قصة حب- بين الفتى استيفن وماجدولين. استيفن شاب متوسط الحال، ومُرهف الحس، يحب القراءة والموسيقى وأي شيء قد يحرك مشاعره. أما ماجدولين فهي فتاة رقيقة وجميلة وتعيش في مستوى اجتماعي أعلى من استيفن. التقيا في منزل ماجدولين حيثُ سكن استيفن في غرفة صغيرة في نفس البيت، وبعد تبادل النظرات والابتسامات من حين لآخر يقعا في الحب.
يعيش استيفن وماجدولين قصة حبهما بين الطبيعة وعلى ضفاف النهر وخاصة تحت شجرة الزيزفون التي ستصبح شاهدة على خططهما للحياة وأملهما في النهاية السعيدة، لكن بالطبع لأن النهاية السعيدة توجد في الأفلام فقط، رفض والد ماجدولين هذه العلاقة مبررًا لابنته أن استيفن فقير وأنه لا يستطيع منحها السعادة أو نمط الحياة التي تتمناه، وأرسل خطاب للفتى فورًا يأمر بمغادرة المنزل في الحال والابتعاد عن ماجدولين وفي لحظة الوداع الأخير تعاهد استيفن وماجدولين على الوفاء لحبهما وألا يتخذ أحدهما حبيب آخر على أمل أن إليها استيفن محققًا الثروة التي تُرضي والدها ويحظى بحبيبته. وبقيا على العهد وتبادلا الرسائل متى استطاعا. وبعدها عاد استيفن إلى منزل لوالده ليقابل مُخطط لتزويجه بفتاة ثرية من خلال إقامة حفل راقص يستضيف به فتيات عليه القوم ويثور والده عليه بعد أن يخبره أنه لن يتزوج فتاة منهم ويطرده من البيت فيخرج استيفن باحثًا عن العمل والمسكن.
يسكن اسيتفن في بيت حقير ويشاركه فيه صديقه الغني إدوار، وأثناء ذلك تذهب ماجدولين إلى بيت صديقتها الثرية سوزان وتتعرف على أسلوب حياة الأغنياء وتنبهر بالمجوهرات والحلى التي تراها عند صديقتها، وتقرر أن تحكي لها عن علاقتها باستيفن لتر علها سوزان بأن تتخلى عن هذه الأوهام وأن هذه العلاقة نهايتها الفشل وأن عليها أن تتزوج صديقها الثري إدوار –نعم هو ذاته رفيق استيفن- الذي ورث عمه ويملك الكثير من الأموال التي تكفل لها الحياة التي تستحقه
وتمر الأيام، ويحصل استيفن على ثروة كبيرة فيبدأ في إنشاء البيت الذي سيجمعه بحُب عمره ماجدولين، ويذهب استيفن ليطلب يدها ليفاجئ بها جالسة إلى جانب صديقه إدوارد الذي خطبها وعامله معاملة سيئة عندما رآه وتصرفت ماجدولين كأنها لا تعرفه، وخرج استيفن مرة أخرى من ذلك البيت مكسور القلب وكاد يُجن تمامًا واعتل جسمه وساءه حالته الصحية، ويدخل المستشفى، ولا يسترد صحته إلا بعد أن تزوره ماجدولين برفقة إدوار، ويقرر أن يهب حياته إلى الموسيق
أما إدوار، فخسر ثروته، وأعلن إفلاسه، وهاجر حيث انتحر بعيدا عن زوجته الحامل التى تلجأ إلى استيفن ليساعدها في محنتها المادية، وتكتشف أنه ما زال يحبها، إلا أن كبريائه يمنعه أن يعود إليها بعد الخيانة التي ارتكبتها في حق
وفي النهاية، تأتى ماجدولين إلى بيت ستيفن وتترك طفلتها الصغيرة مع رسالة تعلن فيها أنها قررت الانتحار غرقًا فى النهر المجاور وأنها تترك أمر طفلتها إليه، وما أن يقرأ الرسالة حتى يركض إلى النهر لكن بعد فوات الأوان. بعدها يعيش استيفن على ذكراها مع طفلتها الصغيرة باقيًا على العهد القديم حتى يمرض ويوشك على الموت ويوصي أصدقائه أن يُدفن بجانب ماجدولين وأن يعتنوا بطفلتها الصغيرة ويتركوها تتزوج من تحب، وتتحقق وصيته ويدفن بجانب حبيبته إلى الأبالكاتب الأصلي ألفونس كار
صورة مؤلف رواية تحت أشجار الزيزفون الكاتب الفرنسي ألفونس كار
وُلد ألفونس كار في باريس لعازف البيانو والملحن الألماني هنري كارن ثم التحق بمدرسة كوندرست، وأصبح مُدرسًا فيها. كانت رواية تحت أشجار الزيزفون- Sous les Tilleuls هي روايته الأولى وتبعها بروايات تنتمي إلى نفس المدرسة، روايات رومانسية مبنية على أحداث من حياته.
في عام 1839، أصبح كار محررًا لمجلة Le Figaro، والذي كان مساهماً دائمًا فيه. كما أنشأ أيضًا مجلة شهرية باسم الدبابير- Les Guêpes، ذات نبرة ساخرة شديدة، وهي مجلة جلبت له سمعة شخص صاحب “كلمات خالدة” وذكاء لاذع. نُشرت المجلدات الأولى من المجلة في الفترة من 1839 إلى 1843. حاول كار إحياء نشر Les Guêpes مرة أخرى من عام 1852 إلى 1855 لكن قوبلت محاولاته بالفشل بسبب رقابة الدولة (في ظل نظام نابليون الثالث).
ما فعله المنفلوطي بالرواية
بعدما تعرفنا على كاتب النص الأصلي للرواية والخط الرئيسي لأحداثها، ننتقل إلى السخة العربية الأشهر لها، ونسرد أهم ما فعله المنفلوطي في سطورها:
1- الفرق بين التعريب والترجمة
لم يجيد المنفلوطي اللغة الفرنسية، وإنما ألقاها عليه صديقه محمد فؤاد بك كمال وحوَّل المنفلوطي ما سمعه إلى الرواية التي تقع تحت أيدينا الآ�� حيثُ قال:
“أما طريقة تعريبها فقد كان يملى علىَّ ترجمةَ أغراضها ومعانيها حضرةُ صديقى العالم الفاضل محمد فؤاد بك كمال، ثم أعود إلى كتابة ما أملاه علىَّ بكثير من التصرف ما بين زيادة وحذف وتقديم وتأخير حتى فرغنا من هذا الجزء الصغير”.
_ جاء ذلك في مقدمة نسخة مكتبة ابن سينا لرواية ماجدولين، دراسة وتقديم عادل أبو العباس.
لذا يمكننا القول بكل جرأة أن المنفلوطي لم يترجم رواية ماجدولين، بالإضافة أنه قال بنفسه أنه تصرف في الرواية كثيرًا كما يحلو له سواء بالحذف أو بالإسهاب، لذا ليس من الغريب أن بعض النسخ المبكرة من الرواية كان يُكتب على الغلاف أنها “مقتبسة من رواية فرنسية” وليست مُترجمة، وعلى النسخ الجديدة أن تحذو حذوهم من أجل الأمانة.
لم يتفق المنفلوطي مع بعض الأسماء بالنسخة الأصلية، فمثلًا العنوان الأصلي هو تحت أشجار الزيزفون وليس ماجدولين أو تحت “ظلال” الزيزفون كما يوجد ببعض النسخ. بالإضافة إلى أن اسم بطلة الرواية لا يُنطق هكذا من الأساس وإنما من المفترض أن يُنطق ماجدِلين بمعنى المجدلية، لكن ربما رأى المنفلوطي أن ماجدولين أسهل في النطق.
كُتبت الرواية على هيئة رسائل ما بين أبطالها، لكن الفرق هو أن في الرواية الأصلية كان يوجد في بعض الرسائل تواريخ توضح المسار الزمني لها، لكن اكتفى المنفلوطي بأسماء الراسل والمُرسل إليه فقط.
2- إضافة الصبغة الدينية
أضاف المنفلوطي ف الفصل التاسع والعشرين بعنوان “حفلة رقص” عدة فقرات هاجم فيها الراقصين والفنانين، مع أن هذه الفقرات لم توجد تمامًا في الرواية واختلقها المنفلوطي على لسان استيفن عندما غضب من والده لإقامته حفل راقص حتى يجبره على اختيار عروس ثرية لكن استغلها المنفلوطي ليعطي دروسًا في الأخلاق ويحذر من عبث الراقصين والراقصات وتأثيرهم السيء على المجتمع:
“ويل لهؤلاء القوم المرائين الكاذبين. يفسقون ويزعمون أنهم يرقصون، ويقترفون صنوف السيئات والآثام، ويقولون إنهم يغنون أو يطربون، ووالله ما اجتمعوا إلا ليخطف العاشق معشوقته من يد زوجها أو أخيها أو أبيها”.
كل هذه المعلومات لا تنفي أبدًا فضل المنفلوطي في تعارفنا على هذه الرواية، وقد يكون الاستمتاع ببلاغة المنفلوطي هو السبب الوحيد التي جعلت البعض منا يكمل هذه الرواية شديدة الرومانسية حتى النهاية، لكن هذا لا يمنع أن روح الرواية الأصلية لم تصل إلينا -وبعض الأحداث كذلك- وربما حان الوقت لتترجم مرة أخرى، مباشرة من الفرنسية وبدون أي تدخل من قبل المترجم في محتواها.
د.ه.ى.ا..