سبب نزول ايات سورة المائدة (90-91)
هذه الآيات نزلَت بعد وَقْعَة أُحُد مباشرة ، وكانت بالسنة الثالثة مِن الهجرة ؛ أي: في آخِرها تقريباً ، ويُروى أن سبب نزولها أن مُلاحاةً وقعت بين سعد بن أَبي وقاص ورَجُلٍ آخر مِن الأنصار بسبب شُرْب خَمر في ضِيافَة تخصهم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إنما نزل تحريم الخمر في قَبيلتَينِ مِن قَبائِل الأنْصار شَربوا، فلمَّا أنْ ثَمِلَ القوم عَبثَ بعضهم ببعض، فلما أن صَحَوْا جعل الرَّجُل يرى الأثَرَ بوجهه ورأسه ولِحيتِه، فيقول: صَنَعَ بي هذا أخي فلان، وكانوا إخْوَةً ليسَ في قلوبهم ضغائِن، فيقول: والله لو كان بي رؤوفًا رحيمًا ما صَنَعَ بي هذا، حتى وقعت الضَّغائِن في قلوبهم” .
ولهذه الأسباب أنزل الله عز وجل تلك الآيات من سورة المائدة والتي توضح التحريم التام لكل من الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رحمة ورأفة بالقوم في الدنيا والأخرة .
ما هو الخمر ؟
الخَمْر سُمِّيت كذلك لكونها تعمل كخامِرَة لهبة العَقْل ، وهو لدى بعض الناس مصطلح يطلق لِكُلِّ مُسْكِر، وهي تصنع من كل من العِنَب والتَّمْر وغيرها من المكونات.
ما هو الميسر ؟
المَيْسِر: فهو لعب القِمار بأنواعه المختلفة .
ما هي الأنصاب ؟
الأنْصاب تشير إلى تلك الحجارة التي كان العَرَب يعبدها وكانت تذْبَح عليها الذبائح ؛ قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ﴾ [المعارج: 43] ، وقال: ﴿ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ﴾ [المائدة: 3] ، وقد يقال في جمعها: أنصاب، وقال تعالى في كتابه: ﴿ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ ﴾ [المائدة: 90]، والنُّصْب والنَّصَب: التَّعَب ، وقُرِئ: (بِنُصْبٍ وعذاب) و(نَصَب)؛ وذلك مثل بُخْل وبَخَل، قال: {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ} [فاطر: 35].
ما هي الأزلام ؟
تعرف الأزلام بكونها سهام صغيرة كانت قبائل الجاهلية يكتبون على بعضها لفظ أفعل ، وعلى بعضها الآخر لا تفعل ثم يضعونها في كيس ، وإذا أراد المرء شيء ما أدخل يده بالكيس لكي يخرج واحد منها ، فإذا وجد مكتوب عليها لفظ “أفعل” يمضي في حاجته ، وإذا وجد عكس ذلك لم يمض في قضاء حاجته .