ماهي وصية جبريل لرسولنا الكريم
الوصية الأولى : عش ما شئت فانك ميت
نعم عش ما شئت من السنين هل يكفيك يا عبد الله ثمانون سنه هل تكفيك تسعون سنه هل يكفيك مائة سنه ، هذا إذا بلغت ايه العبد هذا السن والأمر ليس بيدك لأن الله يقول جل جلاله : { ولكل أمة اجل فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون } فسبحان من انفرد بالقهر والبقاء وكتب على الخلق الفناء
فجدير بمن كان الموت مصرعه والتراب مضجعه والقبر مقره والقيامة موعده والجنة أو النار داره جدر به أن يعلم أن عيشه في الحياة الدنيا لا قيمة له إلا أن كان يتجهز فيها للآخرة ، فيا من غره ماله أو غره شبابه او غرته صحته ودنياه نقول لك : عش ما شئت فانك ميت .
{ قل إن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون }
الوصية الثانية : و أحبب من شئت فانك مفارقه
إن كل محبة في الحياة الدنيا لابد وان يأتي يوم وتنقطع بل إن كثير من علاقات المحبة والصداقة ستصير عداوة يوم القيامة إلا ما كان منها لله وفي الله يقول الله تعالى : { الأخلاء يوم إذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
هنيئا لمن احب القرآن و هنيئا لمن احب المساجد وتعلق قلبه بها وهنيئا لمن احب مجالس الذكر فان هذه النوع من المحبة ستكون نافعا لصاحبها في الدنيا والآخرة .
الوصية الثالثة : و اعمل ما شئت فانك مجزي به
ونقول لمن يستهين بالمعاصي اعمل ما شئت فانك مجزي به ليس عليك رقيب من الناس إنما الرقيب هو الله
ونقول لمن نذر نفسه لنشر الفساد في الأرض ، اعمل ما شئت فانك مجزي به
ونقول لمن يحارب الدين و أهله ولمن يسوئه إنكار المنكر والدعوة إلى الله ، اعمل ما شئت فانك مجزي به
ونقول لمن سخر قلمه أو لسانه ليضل الناس أو يلبس عليهم الحقائق نقول له اعمل ما شئت فانك مجزي به
وكذلك نقول لمن قضوا أوقاتهم بالعبادة أو في الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير ولمن نذروا أنفسهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولمن أبانوا للناس طريق الحق وزيف الباطل نقولهم اعمل ما شئت فانك مجزي به والله ليس بظلام للعبيد
قال تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفا بنا حاسبين }
الوصية الرابعة : وعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل
انظروا يا عباد الله كيف أن قيام الليل شرف للمؤمن ثم قارنوا بين مفهوم الشرف عند بعض الناس اليوم ومفهم الشرف في هذا الحديث ، أليس هناك من المسلمين من يسمي العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء علاقات شريفة فصار ومع الأسف هناك غناء شريف وحب شريف ورقص شريف وتعر شريف ، وهناك طائفة من الناس ضنوا الشرف يكون بالنسب ولو كان العمل فاسدا حابطا فهائلا يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم {من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه }
الوصية الخامسة : وعزه استغنائه عن الناس
نعم ايه الاخوة إن عز المؤمن أن يستغني عن الناس ، إن اعظم نعمة بعد نعمة الأيمان أن يستغني المسلم عما في أيدي الناس وان يأكل بعرق جبينه والايكون عالة على غيره . واعلموا ايه الاخوة أن من اعظم ما يعين المسلم على الاستغناء عن الخلق أن يقوى صلته بالخالق الخلق