استخرجي ما يستفاد من الايات من سورة الحديد من 20 الى 29
تتجلى مقاصد هذه السورة لعدد من العناصر الأساسية على النحو الأتي [1] :
السورة الكريمة بدأت أياتها بأن كافة المخلوقات تسبح بحمد ربها ، وتذكره بلسانها بأنه ذي الجلال والعظمة .
كما جاء في السورة الكريمة عددا من أسماء الله تعالى ، من حيث أنه الأول دون بداية والآخر دون أنتهاء وهو الظاهر بآثاره وقدرته ، كما أنه عز وجل لا تدركه الأبصار وهو يدركها لأنه الباطن ، وهو الملك للسموات والأرض لأنه خلقها وابدع صنعها ، وهو على علم بكافة ما يدور بالأرض، والذي يخرج من خلالها أو ينزل عليها من السماء والذي يعرج بها فالله عز وجل ترجع له كافة الأمور .
وذكر في أياتها بضرورة أن نذكر صفات الله تعالى وملكه وقدرته ، والوجوب لوجوده وجميع تصرفه ، وأن نأمر بالإيمان وأنه موجود ، وما أرسل به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ، والذي أنزل عليه من آيات القرآن الكريم .
وورد فيها بأن المائل غير دائم ، وأن ننفقه في سبيل الله تعالى ، والإنفاق لوجه الله ستجد ثوابه عظيم .
جاء فيها أن القرآن به هداية وأن الله تعالى رحيم ورؤوف بخلقه ، والقرآن هو طريق النجاة .
يوجد في السورة فريقين تحدثت عنهم هما فريق الجنة وهم من أمن من الناس بالله ورسوله ، وهؤلاء النور يكون بين أيديهم، وكذلك بالإيمان الذي يسكن في قلبهم ، وهو يهديهم عند الصراط حتى يدخلون الجنة ، أما أصحاب الفريق الثاني فأصحابه هم أهل النفاق ، فلا يوجد لهم نور ويكونوا بعاد عما أمن من الناس، وهم لا يقتربون من المؤمنين ولا يلحقوا بالمؤمنين ، ولا يستطيع هؤلاء الرجوع للدنيا حتى يؤمنوا ويلحقوا بأهل الإيمان .
ذكرت السورة الكريمة بأن الدنيا متاعها غير دائم وهي دار تفاخر ولعب وتكاثر بالأموال والأولاد ، وقد ضربت لذلك مثل لتشبيه الدنيا بالزرع الذي يسقى من المطر حتى ينضر ويعجب الزراع ، وبعد ذلك سيصيبه الضمور والذبول فيصير هشيما تذره الرياح، وهو نفس أمر الدنيا فهي تأخذ زخرفها ووتزين فيظن أهلها بأنهم قادرون، فيأتيها بعد ذلك الفناء فتصيح مثل الزرع الذي حصد ولن يكون موجود قبل ذلك .
حذرت المسلمين بأن تكون قلوبهم قاسية ، وقد وقع أهل الكتاب الذين كانوا من قبل في تلك القساوة بقلوبهم وقد ترتب على ذلك قيامهم بالفسوق .
الجهاد في سبيل الله له فضل عظيم .
أمرت المسلين على ضرورة الإيمان بالله ورسوله وإتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولذلك سيكون لهم حسن العاقبة والله فضلهم على غيرهم من الأمم ، والفضل كله بيد الله تعالى يأتيه لمن يشاء .
رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مشابهة لرسالة سيدنا نوح وإبراهيم عليهما السلام ، وإن في ذريتهما من يهتدي ومن هو فاسق، وأن نتبع الرسل الآخرين .
الدروس المستفادة من سورة الحديد
إبداع الله في كل شئ وهو محيط بكل شئ، وأن يؤمن المؤمنين بالله ورسوله وينفقوا أموالهم في سبيل الله تعالى [2] .
تسبيح الكون وما فيه لله تعالى ، والإيمان بعرش الرحمن وأنه عز وجل أستوى على العرش ، وأن نؤمن بعلمه وبصره وسمعه دون أن نشبه بعباده .
لابد أن ننفق في سبيل الله تعالى ، وأن نجاهد في سبيله حتى تعلوا كلمة الله تعالى والخشوع له تعالى وثمرة الإيمان به ، وعندما نصاب بالشدائد في أي مكان وزمان فهناك أجر مضاعف لذلك .
أن المال من عند الله تعالى الرزاق وأننا فقط نتصرف فيه فقط وسنحاسب على ذلك .
لا فرق بين الذكر والأنثى في الجزاء بالنسبة للأعمال .
المنافق أشد خطرا على المؤمن من الكافر ، والمؤمن يشكر ربه في السراء ولا يغتر ويتكبر .
لابد أن ننفق في سبيل الله تعالى ونأمن عقيدتنا من أي فتنة قد تصيبه ، وأن نسعى لنشر وتمكين ديننا في الأرض .
عندما نقيس الأمور التي في الدنيا بالأخرة فهي تكون هينة ، لأن الأخرة هي دار البقاء والخلود ولكن ذلك لا يعني أن نهمل حياتنا في الأرض .
أن نؤمن بقضاء الله وقدره وأن نرضى بحلوه ومره ، وجميع الرسالات السماوية تدعوا إلى أن نعبد الله تعالى ولا نشرك به أحدا ، وكلها تحث على العدل وتقدر العمل وتقدر الجهود والأخلاق .
أهل الكتاب ليس وحدهم شعب الله المختار، لأن فضل الله تعالى متسع للجميع ولا يقتصر على أحد معين أو محدود .
الحديد من نعم الله تعالى على عبادة لأنه له قوة واستفادة منه في السلم والحرب ، ولابد أن نحسن استخدامه وقد تتحقق منه النفع للعباد والبلا د.
فضل سورة الحديد
قد قال ابن كثير عن ذلك بأنه قد حدثنا يزيد بن عبد ربه عن أنه قد حدثه بقية بن الوليد عن حديث بحيرة بن سعد عن خالد بن معدان وعن ابن أبي بلال وعن عرباض بن سارية بأن الرسول عليه الصلاة وأتم التسليم ، كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وكان يقول عنها بأن فيها ( إن فيهن آية أفضل من ألف آية) .
والأية التي كان يقصدها النبي عليه الصلاة والسلام هي رقم 3 في قوله تعالى ( هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم) والله تعالى أعلى وأعلم [3]
لماذا نزلت سورة الحديد
يقول القرطبي عن ذلك بأن تلك السورة هي مدنية وفقا لقول الجميع ، ولكن ما ذكره القرطبي عليه أختلاف من حيث أنها مكية أو مدنية ، فيقول الإمام ابن عاشور بأن هناك أختلاف كبير لن يوجد مثله من قبل من حيث أنه مكية أو مدنية .
ولكن الكثير من المفسرين ذهبوا على أنها مدنية ، وطابع السورة طابع مدني والمواضيع التي جاءت فيها تشهد بذلك وقد ذكرت حال الناس قبل الفتح وبعده ، والفتح قيل عنه بأنه فتح مكه وصلح الحديبية فتظهر مدنية تلك الأيات ، وقد ذكرت أحوال المنافقين .
وقد أشكل عن هذا ما جاء في رواية الإمام مسلم بصحيحه ، عن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بأنه قال ما كان بين إسلامنا وبين إلى جاءت تلك الأية وعاتبنا الله فيها ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) أية 16 سورة الحديد سوى أربع من السنين .
والجدير بالذكر بأن إسلام سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه متقدم وبذلك يبدوا بأنهم قد عوتبوا قبل هجرتهم ، وتكون تلك الآية قطعا مكية ، ولكن الجواب الصحيح بأن تلك الآية هي مكية جاءت بسورة مدنية .
ولكن لابد أن ننوه بأن تلك الآية المكية جاءت بالسورة المدنية للمناسبة المقصودة ، وهي التي تتفق مع الغرض من السورة الكريمة ، فيقول الإمام ابن تيمية رحمة الله بأنها سورة مدنية ولن يخاطب بها مشركي مكة .