اكتبي مقالا عن الوطن مع ضرورة الالتزام بأعراف الكتابة الاساسية
نرحب بكم على موقع الداعم الناجح موقع حلول كل المناهج التعليمية وحلول الواجبات والاختبارات وكل ما تبحثون عنه من اسالتكم التعليمية ... واليكم حل السؤال......اكتبي مقالا عن الوطن مع ضرورة الالتزام بأعراف الكتابة الاساسية
العام الدارسي الجديد الفصل الاول ف1 1444
::الاجابة هي :::
يتجلّى حب الوطن في كونه فطرة مجبولٌ عليها كلّ إنسان، حيث تُعتبر هذه الفطرة نبض قلبه، ودمه الذي يجري، فالوطن هو مكان النشأة والولادة، ويُستمَدّ حبه من دروس الهجريّة النبويّة، حيث كان الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم يُحب وطنه (مكة الكرمة) كثيراً، حتّى أنَّه قال: (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ)،[٣] ومن ناحية أخرى لا يعني حبّ الوطن التعصب لوطن دون آخر، أو لجنس دون جنس، أو تقسيم الأمة إلى أقسام مُتباغضة ومُتنافرة، فحب الوطن يعني الأخوّة، والتعاون، ونصرة جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم.[٤]
الوطن كلمة صغيرة، لكنّها تملأ القلب شغفًا وحبًّا، وتُشعل فتيلَ الروح، فالوطن أكبر من أن تصفه كلماتٍ قليلة، وأعظم من أن تحتويه العبارات، وهو بمثابة اليد التي تُطبطب على القلب وتمحو عنه التعب، فالإنسان بلا وطن لا يملك أي انتماء، لأنّ الوطن هو الانتماء، وهو الذّي تأوي إليه النفس في كلّ وقت حتى في الغربة، ولا يعرف قيمته إلّا من وجد نفسه بلا وطن، أو من يرى وطنه وقد وقع تحت وطأة الاحتلال أو الاعتداء، وهذا لا ينطبق على الإنسان فقط، بل على الحيوانات والطيور وحتى النباتات، فالطيور المهاجرة تعود إلى أوطانها مهما ابتعدت عنها، وكذلك الحيوانات التي تحنّ لأوطانها مهما تنقلت، حتى النباتات التي تتأقلم للعيش في وطنها تحديدًا، وإن نُقلت منه أصبحت أضعف وأقل حيوية.
الوطن لا يحتاج من أبنائه المديح والغزل فقط، بل يحتاج منهم العمل والجدّ والاجتهاد، والعمل على رفعته ليكون في المقدمة في كل وقت، ويكون هذا بالحرص على العمل والتعلّم، والبحث عن كل ما يُفيد الوطن من مخترعات واكتشافات، كما يكون حب الوطن بالدفاع عنه وعدم السماح لأحدٍ بالمساس فيه، والحفاظ على مقدّراته وتاريخه وآثاره، والحرص عل ثرواته من الهدر والضياع؛ لأنّ الوطن وكل ما فيه هو حقٌ للجميع، ولا يجوز لأحد مهما كان احتكاره لنفسه، وهذا يكون بحماية الوطن من الفساد والمفسدين، والسعي لتقديم الفائدة لأبنائه كي يتطور المجتمع بأكمله، لأنّ بناء الوطن ورفعته يبدأ من تثقيف أبنائه وتعليمهم، لأنهم اللبنة الأساسية التي يرتكز عليها التطوّر. يظنّ كثيرّا من الناس أن الوطن مجرّد مقرّ إقامة، حتى أنهم يُفكّرون بالابتعاد عنه والهجرة منه بمجرّد أن تتيح لهم الفرصة للعيش في مكان أفضل، لكن في الحقيقة لا كرامة للإنسان خارج وطنه مهما علت به الرتب، ومهما أُتيحت له من الفرص؛ لأنّ الوطن هو الوحيد القادر على منح الإحساس الكامل بالأمان، وهو الوحيد الذي يحتضن أبناءه بلا منّة، ويضمّهم أحياءً فوق ترابه، حتى يضم أجسادهم بعد الموت، وليس غريبًا أن يُفرد الشعراء جُلّ قصائدهم للتغزّل بالوطن وذكر محاسنه؛ لأنّ حب الوطن من الإيمان، وخير مثالٍ على هذا رسول الله محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي لم يُهاجر من وطنه مكة إلا مضطرًا، وعندما عاد إليها في فتح مكّة كان في قمة سعادته لأنذها أحب الأوطان إليه.