طريقة الخطبة يوم العيد
بعد الحديث عن كيفية صلاة عيد الأضحى، لا بدَّ من الحديث عن الخطبة في العيدين وحكمها في الإسلام، وفي حكم الخطبة ذهب جمهور العلماء إلى أنَّه على الإمام أن يخطب يوم العيد بخطبتين، يفصل بين هاتين الخطبتين بجلوس، كخطبة الجمعة تمامًا، قال الإمام مالك في هذا الحكم: "الخطب كلُّها، خطبة الإمام في الاستسقاء والعيدين ويوم عرفة والجمعة، يُجلسُ فيما بينها، يُفصل فيما بين الخطبتين بالجلوس"، وجاء عن الإمام الشافعي أنَّه قال: "عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: السُّنَّة أن يخطبَ الإمام في العيدين خطبتين يفصل بينهما بجلوس"، وقال الإمام النووي: "وما روي عن ابن مسعود أنَّه قال: السُّنة أن يخطب في العيد خطبتين يفصل بينهما بجلوس، ضعيفٌ غير متصل، ولم يثبت في تكرير الخطبة شيء، والمعتمد فيه القياس على الجمعة".[١٠]
وقد أجابت اللجنة الدائمة في الإفتاء عندما سُئلت عن الجلوس بين خطبتي العيد قائلةً: "خطبتا العيدين سنَّة وهي بعد صلاة العيد، وذلك لما روي النّسائيّ وابن ماجه وأبو داود عن عطاء عن عبد الله بن السائب -رضي الله عنهما- قال: شهدتُ مع النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- العيد فلمَّا قضى الصَّلاة قال: "إنَّا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلسْ ومن أحب أن يذهب فليذهب"[١١]، وقال الشوكاني -رحمه الله- في النيل: قال المصنف رحمه الله تعالى: وفيه بيان أنَّ الخطبة سُنَّة، إذ لو وجبتْ وجبَ الجلوسُ لها"، والله أعلم.[١٠]