محمد الفكي سليمان ، ولدت في الخرطوم الصحافة فقط الميلاد بالخرطوم لانني لا انتمي إلى مدينة الخرطوم ولكن عشت طول عمري ومراحل الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان أصولي تعود إلى منطقة المهجرين في مروي وقد تابعت هذه القضية منذ الدراسة في المرحلة الثانوية وانا اعرف بنفسي دائما بانني انتمي إلى السودان بشماله ووسطه وغربه وجنوبه ودرست بجامعة الخرطوم التي تجمع السودانيين من كل الأنحاء من كل هذا المزيج هذه الشخصية وعادة اعرف نفسي بانني سوداني من كل الأنحاء .
س: كنت نشطا في الجامعة قبل الحراك السياسي الراهن؟.
ج- انا نشطت حقيقة في السياسة قبل المرحلة الجامعية ولكن تبلور ذلك عندما دخلت الجامعة صدمنا في الاسبوع الأول للإلتحاق بالجامعة باستشهاد الشهيد محمد عبد السلام من ابناء مدينة ودمدني الصف الرابع كلية القانون ورغم انه استشهد في الاسبوع الأول من وصولونا للجامعة ولكن كنت قد التقيته مرة أو مرتين خلال هذه الفترة وكان هذا غربيا خاصة لطالب في الصف الأول ولكن كانت هنالك علاقة صداقة تربطه بأحد أقربائي من الطلاب الذي كان يدرس بالصف الرابع في كلية القانون، كما تعلم فإن الطلاب الجدد عندما يأتون إلى المدينة يأتون للناس الذين يعرفونهم( أمثال ابناء عمهم أو قريب لهم ) . التقتيه مرة أو مرتين وأدرنا نقاشات حول مستقبل السودان وحول مستقبل الدراسة والديمقراطية لقد كان شابا بشوشا وممتليء بالوطنية ، نترحم عليه وقد آن الأوان أن نفتح هذه الملفات حول الشهداء في المراحل السابقة خلال الثلاثين عاما الماضية كيف تمت ملاحقتهم وتصفيتهم ومطاردتهم ، في الأسبوع الأول كانت هذه صدمة طالب قادم من الريف يحمل آمالا عراضا كانت هذه الأزمة السياسية ، لذلك اجزم انني انتميت إلى الحركة الطلابية منذ اليوم الأول ، ثم اكتمل انتظامي السياسي بالإنتماء الى رابطة الطلاب الديمقراطيين ربما في الشهر الأول أو الثاني وأصبحت ملتزما بالعمل السياسي الذي لم يفارقني حتى اليوم خاصة وأن الحركة الطلابية كانت بهذا العنفوان والجسارة وهذا التحدي خصوصا وقد كانت هنالك مضايقات والحياة كانت صعبة لا يختارها عدد كبير من الطلاب.
س: تم اختيارك عضوا في المجلس السيادي اختيارا صادف أهله عبر إنتمائك لقوي الحرية تعليقكم؟
ج- أنا طبعا انتمي إلى التجمع الديمقراطي أحد المكونات الخمس في تجمع المهنيين ، نداء السودان الذي يضم الأحزاب والحركات ، وقوى الاجماع الوطني ثم التجمع الديمقراطي فترة محددة كنت خارج السودان ، تمت فيه قيادة هذا العمل الكبير وأنا كنت فخور أنني كنت مسئولا عن الإعلام في تنسيقية اعلان الحرية والتغيير ضمن كوكبة من 15-18 شخصا ووجودنا في الخارج ساعدنا كثيرا في لحظات محددة إذ كانت هنالك مطاردات واعتقالات للقيادات التنسيقية وبوجودنا في الخارج كنا في مأمن وساعدنا في أن نتواصل مع اللجان والقواعد ومع لجان الميدان ومع مكونات أخرى فوجودنا في الخارج سهل لنا أن نتواصل واحوز على أكبر كمية من المعلومات لأن هنالك كانت كثير من الأشياء التي كانت موجودة في اماكن لا يمكن الوصول إليها وهذا جعلني ملما بكل تفاصيل الحراك المتصل .
س: ماهي التحديات الماثلة اماكم الآن؟
ج – المسئولية كبيرة ، فالوطن شبه محطم، الخدمة المدنية متردية، والفصل للصالح العام ونظام تعليمي وصحي متدهور وفي غاية السوء ، ومن هذا خرج الأطباء الذين قادوا هذه الثورة المجيدة إذ كان الأطباء هم الفصيل المتقدم في الثورة وهذا نتاج السياسات الصحية البائسة التي تخلت عن تغطية الشريحة الأعظم من السودانيين الذين لا يملكون امكانيات العلاج وكل هذه التحديات تفرض نفسها على المجلس السيادي ومجلس الوزراء وعلى كل السلطة بمستوياتها المختلفة سواء في مجلس السيادة أو مجلس الوزارء أو المستوى التشريعي بالأضافة إلى المستوى الولائي ، ونحن مطالبين باصلاح ما افسد من ثلاثين عاما فقط في ثلاثة سنوات، بالأضافة إلى محاربة الفساد الكبير الذي تفشي ، علاوة على تحقيق مطلوبات الثورة لتحقيق السلام كواحد من الملفات المهمة امام المجلس السيادي وكل السلطة الإنتقالية.
س: كيف ترون التوافقات بينكم وبين مجلس الوزراء خاصة ف يمتطلبات المرحلة؟
ج:هناك تعاون كبير بين المجلس السيادي ودولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك فهو رجل مشهود له بالكفاءة ومعروف و طموح وقريبا سيضع بصماته وينهض بالبلاد في هذه المرحلة الهامة. التقنيا في أربع اجتماعات رسمية وسوف نشكل العديد من اللجان في المرحلة القادمة لقضايا السلام ، وبالتالي فإن السلطة التنفيذية في مجلس الوزراء يقع عليها العبء الأكبر في البرامج التي وضعتها الحرية والتغيير بالإضافة إلى المشروعات التي اقترحها السادة الوزراء لوزاراتهم ونحن في المجلس السيادي سنتباع في بعض المشروعات بإذن الله سبحانه وتعالي.
س: كيف تقيمون المشاريع ؟
ج-التقييم يكون للشارع وللناس اللصقين جدا ولابناء الثورة الذين يتابعون بدقة وبمسئولية لأن الشارع هو الذي يفوضنا دائما وهذا حق من حقوقه طبعا ، خاصة وان هذه الثورة محروسة بدماء الشهداء ومحروسة بوعي الشباب وبتكوينات الأحياء والحركة النقابية السودانية التي بدأت في التبلور مع تجمع المهنيين كل هؤلاء يتابعون ماذا نفعل .
س: استهللتم نشاطكم بوفد التفاوض تعليقكم ؟
ج- طبعا مسئولية كبيرة وهي قضية السودانيين منذ الإستقلال وظللنا نعيشها في الحرب الأهلية لسنوات وسنوات سواء في حقب متقطعة هي كانت فترة عصيبة لذلك وعينا السياسي تشكل في الحرب وشاهدت وعشنا في مناطق التماس في أم روابة وكنا نري الحرب في عيون الألاف من القادمين وفي النزوح والهجرة والضياع وكل الآلام وعشنا الاقتصاد المتردي السييء جدا الذي افرزته الحرب وبلادنا المليئة بالموارد واقعدتها هذه الحرب المتطاولة وبالتالي جعلتنا نتحمل هذه المسئولية الكبيرة وذهبنا بعقل مفتوح أن لابد أن نصل إلى سلام ومهما كانت التنازلات والاستحقاقات التي يجب دفعها وصراحة لمسنا المسئولية الكبيرة التي يتمتع بها الجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال المناضل عبدالعزيز الحلو. وعملنا مع بعض لفترة طويلة ، فهو قائد كبير وعندما كنا في التجمع الطلابي كان الحلو أحد قيادات التجمع الطلابي وعلمنا تحت امرته في صفوف التجمع الديمقراطي وبالتالي كنا قريبين منه إذ خرجنا من ذات رحم المطالب ولذلك كنا في الجانب الحكومي نحمل نفس الهموم وما كان العبء أن نصل إلى تفاهمات مع الجبهة الثورية التي يراسها الدكتور عبدالهادي استاذ الاقتصاد وتجمعنا معه صداقة وزمالة جعلتنا ننفذ إلى لب القضية الواضحة كمجموعة من السودانيين لديهم مطالب مشروعة وبالتالي لم يكن تفاوض قدر ماهي ترتيبات للوصول إلى مرحلة جديدة يكون فيها هؤلاء الذين في الجانب الآخر كحركة شعبية نتقاسم المسئوليات مع بعضنا البعض هذه المرحلة الأولي نحن سميناها اعادة الثقة لأنها كانت مفقودة ، عبدالعزيز الحلو عقب جولة المباحثات التي استمرت لمدة 48 ساعة قال توصلت معكم إلى ما عجزت عنه في (22) جولة طوال الثمانية سنوات الماضية وبالتالي كانت هنالك رغبة حقيقية في السلام ، هذا الكلام قاله بنفسه أن ما تم الوصول إليه كان بسرعة وهذه بداية حقيقية للسلام شاهدنا بعد ذلك القائد اركو مناوي وهو يقول أن هنالك امل جديد للوصول إلى سلام ، وهذه جميعا توضح إننا نسير وسنصل إلى السلام دون تأخير ذلك وضعنا سقف أن نصل إلى السلام خلال شهرين.
س:/ ولكن ماذا عن عدم الثقة بين هذه المجموعة الواحدة ومكونات الحرية والتغيير؟.
ج: اعتقد أن قوي الحرية والتغيير مجموعات مختلفة وقد جلست مع هذه المجموعات والمفاوضات صاحبتها العديد من الإخفاقات التي كانت في اديس ابابا والقاهرة بين الطرفين وخصوصا أن الجبهة الثورية هي احدي مكونات قوى الحرية والتغيير وكانت على هذه النقاشات ان يتم داخليا ولكن لم يكن هنالك تقدير سليم لهذه القضية مما اضطرنا مواجهة مكوناتنا الداخلية التى ذهبت إلى منبر اديس ابابا ويطالبنا أن نصل معه إلى تسوية ، وهذه دروس نتعلم منها أيضا لأن اسئلة الحرب مختلفة ولكن مازالت الإرادة موجودة.