لقوى العاملة على مركب يبحر ضد الريح
يمكن احتساب القوى المؤثرة على أجزاء الشراع كل منها على حدة, لتحديد فعاليتها النسبية إن للأمام أو جانبيا أو لعوامل الإرجاع فيها. وحيث أن القوى العاملة في الاتجاه الأمامي هي الأقوى، فإن القوة الكلية المؤثرة على الشراع تكون نوعا ما أمامية، ولكن أغلبها إلى الجانب.وإذا زدنا قوة شراع ما ليحصل على دفع أمامي أكبر ينتج عن ذلك زيادة أكبر في قوة الدفع الجانبي. وهنا ينشأ السؤال. كيف يمكن للشخص أن يتقدم إلى الأمام عندما تكون أكبر القوى المؤثرة عليه في الاتجاه الجانبي؟ هنا تدخل في الحسبان زاوية الشراع مع هبوب الريح، وكذلك مقاومة القارب للسائل الذي يسبح فيه، والذي هو في هذه الحالة: الماء.
أن اتجاه معظم القوى هو عمودياً تقريباً مع وتر الشراع.فإذا كان وتر الشراع موازيا لخط المنتصف (centerline) في القارب، تكون القوة الرئيسية كلها جانبية تقريباً. ولكن إذا وضعنا الشراع على زاوية صغيرة بحيث أصبحت القوة في الاتجاه الأمامي أكثر من ذي قبل، يتحرك القارب نفسه إلى الأمام فورا. لماذا؟ لأن خط المنتصف في القارب أوالعارضة الرئيسية يعمل ضد الماء بطريقة تشبه عمل الشراع في مواجهة الريح. وتنتج العارضة الرئيسية قوة تعاكس قوة الدفع الجانبي الشراع، وهي تمنع القاربمن الانحراف إلى الاتجاه المفروض عليه من الشراع. وبالرغم من أن القوة الكلية المؤثرة على الشراع تكون دائما في اتجاه الجنب عند الإبحار عكس اتجاه الريح، فإن زاوية الهبوب المناسبة سوف تؤدي إلى تحريك القارب إلى الأمام.
وكلما ازدادت زاوية تمييل الشراع عن خط المنتصف للقارب، ازدادت القوة المؤثرة في الاتجاه الأمامي وليس في الاتجاه الجانبي. ادمج ذلك الضبط البسيط في القوة المؤثرة في الاتجاه الأمامي مع معارضة الماء للقارب، وسوف نحصل على قارب يسابق الريح لأنه يواجه أقل مقاومة في تلك الحالة.