وصانا الله عز وجل بالوالدين، وخاصة بحُسن المعاملة عند كبر سنهما؛ فالآية الكريمة تقول: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" [الإسراء: 23]، لذا علينا أن نلتزم بآداب التعامل مع آبائنا وأمهاتنا، وهى أن تكون أنت البادئ بإلقاء التحية مبتسماً عند الدخول، وإذا كنت لا تراهم يوميًا، فصافحهم وقبِّل أيديهم.
لا تدعهم يقومون بأي عمل أثناء وجودك، وانتبه دائمًا لما يقولاه ولا تلهِ نفسك عنهم بأشياء غير هامة؛ فهناك مثال شائع أحب أن أذكره يفعله الكثير من الشباب الآن .. تجد أحدهم جالس لمشاهدة التلفزيون واللعب بهاتفه الجوال "الموبايل" ولا يعطي أي اهتمام لما يقوله والديه وإذا هم أحدهم بالحديث وتذكيره بشيء ما يقول لهم "سوري معلش مش واخد بالى ..نسيت .. طيب .. حاضر" مجرد كلمات يحاول الخروج من الموقف السخيف الذي وقع فيه.
أيضا من آداب المعاملة معهم أن لا تدعهم يقومون عن مائدة الطعام لفتح الباب أو استقبال الزائرين أو للرد على الهاتف أو لإحضار شيء وتبقى جالسًا.
إذا جلست معهم إلى مائدة الطعام فابدأ بهم أولاً و قرِّب إليهم البعيد مما يرغبون في أكله قبل أن تبدأ بنفسك .
واحرص على اختيار ألفاظك فلا تخاطبهم بصيغة الأمر، وكن رفيقًا أثناء الحديث والسؤال عن متعلقاتك.
ثانيا: آداب التعامل مع الأقارب و الأرحام:
صلة الرحم واجبة وهامة ولها فوائد كثيرة، ولها أكثر من طريقة منها الزيارات أو الاتصالات الهاتفية، يجب أن تهتم بصلة رحمك حتى لو لم يقم الآخرون بذلك.
وهناك اعتقاد سائد بين الشباب وهو اعتقاد خاطئ، بأن صلة الرحم هي إذا زارك أحد أقاربك يجب أن ترد الزيارة، إذا أرسل هدية عليك أن ترسل مثلها أو قدرها.
ولكن هذا أمر يجب أن تلفت الأنظار إليه وهو أن صلة الرحم أعمق من ذلك، فقد يكون لأحد أقاربك ظروف خاصة ويصعب عليهم زيارتك، حينها يجب أن تقوم أنت بزيارته ولا تنتظر ردها.
وإن كان أحد أقاربك مريضًا فيجب أن تداوم على السؤال عنه وزيارته؛ فالأجر مضاعف لأنك تزور مريضًا ومن ناحية أخرى تصل الأرحام.
ثالثاً: آداب التعامل مع الجيران:
عليك أن تعرف أن جيرانك لا يختلفون كثيرًا عن أقاربك، فهم أقرب الناس إليك إذا شعرت بضيق أو إذا واجهتك مشكلة فأول من يقف بجانبك هم جيرانك، فأنت تعيش معهم وقتًا أكثر من الوقت الذي تعيشه مع أقاربك.
احرص على حُسْن العلاقة مع من تراه مناسبًا منهم، وبادر بإلقاء التحية، والابتسام، والسؤال عن الحالة والصحة وبعض الأمور العامة المعروفة.
عليك أن تبادر بالزيارة عند الأحداث الطارئة المحزنة كالوفاة، والمرض الشديد، وكذلك الأحداث المفرحة منها، لا تفعل ما يزعجهم مثل إلقاء شيء على سيارتهم أو غسيلهم.
إذا رأيت أحدهم محتاجاً لمساعدة، فاعرض عليه مساعدتك، إذا دق بابك في أي وقت مضطراً ، حاول أن تتفهم ما يريده وساعده قدر مستطاع مظهرا له كل الاهتمام، فربما تمر بنفس الحال يوماً .
دور الآباء لتخطى عقبات التواصل:
هناك بعض النقاط يجب أن يأخذها الآباء في الاعتبار عند التعامل مع أبنائهم لان كل ذلك ينعكس عليهم في التعامل مع الآخرين.
وها هي بعض النقاط التي تساعدهم في ذلك:
اقترب من نفسية ابنك لتشعره بالصداقة وتمازحه بلطف وبالنظرة الحانية وبالاستماع إلى مشاكله وهمومه.
حاول أن تشعره بأنه أصبح مسئولا بأن تضعه في مواقف تترك له فيها حرية التصرف، اطلب منه أن يدعو أصدقائه إلى المنزل حتى يتسنى لك معرفتهم جيدًا ومن ناحية أخرى تشعره بأهميته.
اصعد إلى عالمه الخيالي فكر بتفكيره وعقليته وافهم رغباته الذاتية، واحترم عقله.
أشعره دائمًا بصبرك عليه حتى في أخطائه، واستخدم معه أسلوب إذا أنت كنت ترغب في ذلك فأنا لا أرغب فيه لأنه يضايقني، حاول الابتعاد عن التسلط والأوامر.
دعه يقع في أخطاء خفيفة وحاول أن تجعله يشاركك البحث عن حل لخطئه وادع له بالهداية والتوفيق.
قد يرى البعض أن ما يفعله الشباب هو حرية تصرف، وأن هناك حرية ولا ينبغي أن نجور عليها بأي حال من الأحوال، لكنني أرى أننا بحاجة لتعليم الشباب وتضخيم كل الموضوعات الخاصة بهم لأنهم ببساطة رجال المستقبل، وحماة هذه الأمة، لذا يجب أن يكون هناك دائمًا نقد بنَّاء لتفادى مشكلات هذا الجيل مع الجيل القادم، فشباب اليوم هم آباء المستقبل.