قالوا قديماً : إن المستحيلات ثلاث منها الخل الوفي الذي أصبح كالعملة النادرة وكالمعدن النفيس الذي لا تجده بسهولة، وإن كنت ما زلت في سلم الوظيفة ولم تتقاعد بعد أنظر إلى أصدقائك سواء في محيط عملك أم خارجه. أنظر كم منهم يسأل عنك في مرضك ؟ كم منهم يزورك إن كنت مريضاً ؟ كم منهم يبقى على تواصل معك في تنقلاتك الوظيفية ؟ كم منهم يقف معك في المحن والشدائد ؟ كم منهم يؤثرك على نفسه ؟ كم منهم يكون متكئاً لك إذا وقعت ؟ كم منهم يشاطرك الأحزان ويشاركك الأفراح ؟ كم منهم يذب عن عرضك في غيابك ؟
ستصدم عزيزي القارئ من الحقيقة المرة بأنهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ولا غرو في ذلك لأننا في زمن طغت فيه الماديات والمصلحة الشخصية ولذلك في زمننا الحاضر قلماً تجد صديقاً حقيقياً وفياً يهتم لأمرك ويجعلك ضمن أولوياته في حياته.
فلا تكن عزيزي القارئ على شاكلة هؤلاء الذين تكون صداقتهم وقتية ونفعية بل كن بلسماً شافياً لصديقك, كن درعاً وحصناً حصيناً لصديقك يحتمي فيه من تقلبات الحياة, كن كالقمر المنير لصاحبك تضئ له دربه إذا أظلمت الدنيا في عينيه, كن معيناً له في كل أموره, فإذا وجدت منه جحوداً ونكراناً لكل ما فعلته من أجله تذكر أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.