مقدمة عن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف عاشت البشرية في ظلمات الجهل والظلم والإستبداد، وكان الفساد يسري بكل الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في المجتمع، وإنتشرت مظاهر المجون من شرب للخمر ولعب للميسر وقتل للبنات خوفاً من الفقر، وقد إنتشرت صفات التكبر والعصبية القبلية، ولم يكن للقانون مكان ولا سيادة. لكن وفي ليلة منَّ الله بها على البشرية وُلِدَ الهدى وسيد الرحمة وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلَّ الله عليه وسلم، فتجدد الأمل في أن تنصلح الأمور، وقد قيل أنه يوم مولده الكريم إهتز عرش ” كسرى “ وهو أحد الملوغ الطغاه في هذا الوقت، وقد سقطت من الشرفات الخاصة بقصره أربعة عشر شرفه، وبعد أربعون عام نزل الوحي على أشرف خلق الله، فياله من يوم وجد فيه كل ضال طريقه إلى النور. :: والآن مع أنشودة طلع البدر علينا ينشدها لنا الطالب { … } :: والآن مع الطالب { … } الذي سوف يقرأ لنا موضوع عن مظاهر الرحمة عند النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. مظاهر الرحمة عند النبي صلَّ الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، أتشرف بأن أقدم لكم اليوم موضوع عن مظاهر الرحمة عند نبي الرحمة سيدنا محمد صلًّ الله عليه وسلم. شملت الرحمة عند الرسول الكريم جميع المخلوقات، فكانت رحمته على العاصي والفاجر والعدو والبعيد لا تقل عن رحمته بالمؤمن والبار والصديق والقريب، وقد وردت في السُنه النبوية الكريمة الكثير من الأحاديث التي تحث على أهمية الرحمة بين المسملين. فقد أمرنا رسولنا صلَّ الله عليه وسلم أن نرحم بعضنا البعض فالقوي يجب أن يرحم الضعيف والكبير يرحم الصغير، والرحمة تشمل القريب والبعيد، فأوصانا النبي صلوات الله عليه وسلامه أن تمتد رحمتنا إلى جيراننا والساكنين بحينا وأن نرحم المسيحي وأن نتقبل الآخر مهما كان به. وقد ضمن الرسول في سُنته الكريمة للضعفاء والمساكين والفقراء الكثير من الحقوق على الأغنياء، وأوصانا خيراً بالنساء لأنهم ضعفاء، وكانت حجة الوداع التي إنتقل بعدها الرسول صلَّ الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى خير شاهد على وصيته بالنساء. وقد كان الرسول صلَّ الله عليه وسلم أحرص الناس على أن يُعلم أصحابه أن المكانة الإجتماعية وكثرة المال لا تضيف على الإنسان أي فضل، وأن قلة المال والفقر لا تأخذ من الإنسان أي شرف، لأن الإنسان ليس بيده الرزق وإنما الرزق بيد الله سبحانه وتعالى. وقد أخبر النبي الكريم أصحابه عن أهل الجنه في حديث صحيح وأشار إلى أن أهل الجنه أكثرهم من الضعفاء والمساكين، وأمر أصحابه ومن يأتي بعدهم بأن للفقير حق في مال الغني من خلال الزكاه ولا يجب على الغني أن يشعر بأنه يمن على الفقير، بل يجب أن يشعره بأنه حقه وأن له أهمية لأنه وسيلته للتقرب إلى الله. وقد إستمر الصالحون من بعد النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم على نفس المنهج الذي يدعو إلى الرحمة مع المساكين والفقراء والضعفاء، فلقد روى ” علي زين العابدين “ أنه كان إذا جاء الليل عليه يحمل الطعام ويوزعه على البيوت التي بها أيتام وأرامل إيماناً منه أنه بجبر تلك القلوب يجبر الله قلبه وبفعله هذا يقوم بشراء رحمة الله عليه. وقد كان الرسول صلَّ الله عليه وسلم يقول إن أحوج الناس إلى الرحمة هم العصاه، والرحمة التي يحتاجون لها هى رحمة الدعاء لهم بالهداية وأن نوجههم إلى الطريق الصحيح، ومن هذا المنطلق كان الرسول الكريم يتجه إلى أي مكان يسمع أن به قوم يعصون الله ولا يعرفونه. وقد أمر المسلمين أن يبلغوا عنه ولو بآيه وقال عن نفسه صلَّ الله عليه وسلم ” أنا رحمه مهداه “ ولا ننسى رحمة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالحيوان فقد كان عندما يركب دابه إن شعر أن طريقه طويل نزل عنها ليريحها، وكان لا يركب دابته إن شعر أن الجو حار، فكان يشفق عليها من حرارة الجو والعطش. وقد كان صلوات الله عليه وسلامه دائماً يحث المسلمين على الرفق بالحيوان، وقد روى إن إمرأة دخلت الجنه لمجرد أنها قامت بسقي كلب عطشان، وقد نهى الرسول نهي عظيم عن قيام أي مسلم بتعذيب حيوان ولعن من يقوم بهذا العمل، وأمر أيضاً أن يُرحم الحيوان عندما يُذبح وأمر المسلمين أن يحسنوا الذبح. وقد ترك رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قطة تلد في كُمه ولم يزعجها حتى ولدت وكان يعتني بصغارها، كما كان الرسول صلَّ الله عليه وسلم يترك القطة تشرب من إناء الوضوء الخاص به دون أن يقوم بإزعاجها وبعد أن تنتهي وترتوي يقوم هو بالوضوء. :: والآن مع بعض أبيات الشعر النبوي لمدح الرسول صلَّ الله عليه وسلم يقدمها لنا الطالب { … } :: وخير ختام لهذه الإذاعة تلاوة مباركة من آيات الله البينات لسورة … يقدمها الطالب