لقد جذب تعاقب الليل والنهار الناس منذ قديم الزمان، فحاولوا تفسير هذه الظاهرة، فراقبوا شروق الشمس وغروبها، وتغيّر الأوقات خلال النهار والليل، فقد كانوا قديماً يظنون أنَّ الأرض ثابتة ولا تتحرَّك، نتيجة اعتمادهم على الرؤية التي يشاهدونها، وعدم تحرّك الأرض تحت أقدامهم، ولكن برز العديد من العلماء الذين حاولوا إثبات دوران الأرض، منهم بطليموس وفيثاغورس، ولكن عندما صنع العالِم الإيطالي غاليليو المنظار الفلكي أخذ يراقب الأرض من خلاله، وعندما قدِم الفلكي كبلر استطاع أن يقدِّم الدلائل والبراهين التي أثبتت أنَّ الأرض تتحرّك وليست ثابتة كما كان سائداً.
وللأرض حركتان فهي تدور حول نفسها لينتج من ذلك الليل والنهار، كما أنّها تدور حول الأرض مما ينتج عن ذلك تغيّر الفصول الأربعة.
سبب حدوث الليل والنهار
تحدث ظاهرة الليل والنهار نتيجة دوران الأرض حول نفسها، حيث يوجد خطٌ وهميٌّ يصل بين قطبي الأرض الشمالي والجنوبي، وهو ما يسمّى بمحور الأرض، تدور الأرض حول هذا المحور، ممّا يجعل الجهة المقابلة لأشعة الشمس مختلفةً كل فترةٍ زمنيّةٍ، فالجهة التي تكون مقابلةً للشمس يسقط ضوء الشمس عليها وهو ما يُعرَف بالنهار، بينما الجهة الأخرى أو النصف الآخر من الأرض يكون معتماً نظراً لعدم سقوط أشعة الشمس عليه.
ونظراً إلى أنَّ شكل الأرض كرويّ فكل نقطةٍ على أحد نصفيها تقابلها نقطةٌ على النصف الآخر، لذلك فعندما يطلع النهار على نقطةٍ معيّنةٍ على الأرض فإن الليل يحل على النقطة المقابلة لها بالضبط.
ويختلف طول النهار والليل يوميّاً؛ نتيحة انحراف محور الأرض الذي تدور حوله خلال اليوم عن المحور الذي تدور حوله خلال عامٍ كاملٍ بالنسبة للشمس، وقد تم تقدير هذه الزاوية بمقدار 23.5 درجة، وينتج عن هذا الانحراف اختلاف الفترةِ الزمنيةِ بين شروق الشمس وغروبها على دوائر العرض بالنسبة للأرض، ويزداد طول النهار والليل كلّما تم التوجه من خط الاستواء إلى القطب الشمالي والقطب الجنوبي للأرض، فيصل طول النهار في أحدهما نصف عامٍ، وفي الوقت نفسه يكون طول الليل في القطب الآخر نصف عامٍ أيضاً.
ويُعتبر تعاقب الليل والنهار من نعم الله تعالى التي أنعمها على البشر، حيث إنّه لو كانت الأرض ثابتة لا تتحرَّك فإن نصف الأرض المواجه للشمس سيحترق نظراً لتعرّضه للحرارة باستمرار، كما أنَّ الحياة ستكون صعبةً جداً إذا لم تكن مستحيلة، كما أنَّ النصف الآخر من الأرض البعيد عن الشمس سيبقى في ظلامٍ دامسٍ، ولا تصله الحرارة ممّا يسبب موت جميع الكائنات الحية وتجمدّه، وبالتالي استحالة قيام الحياة عليه إلّا بإذن الله تعالى