تحليل قصيدة وتجلدي للشامتين
أمن المنون وريبها تتوجع *** والدهر ليس بمعتبٍ من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شاحبا *** منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا *** إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها أن ما لجسمي أنه *** أودى بني من البلاد وودعوا
أودى بني وأعقبوني حسرة *** بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة *** ولسوف يولع بالبكا من يفجع
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم *** فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب *** وإخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم *** فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن حداقها *** سملت بشوك فهي عور تدمع
حتى كأني للحوادث مروة *** بصفا المشرق كل يوم تقرع
وتجلدي للشامتين أريهم *** أني لريب الدهر لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغبتها *** فإذا ترد إلى قليل تقنع
والدهر لا يبقى على حدثانه *** جون السراة له جدائد أربع