اكتب مقالة لحماية سوريا للجولان
على منصت الداعم النجاح نقدم لكم إجابات العديد من اسئلة المناهج الدراسية وإليكم حل السؤال
الإجابة هي
كون الجولان هو هضبة كما يتضح من التسمية الشائعة له، فهو مرتفع عموماً حيث عادةً ما تكون معظم المناطق على ارتفاعات تتراوح بين 120 و 500 متر فوق سطح البحر، لكن هذا الأمر لا يمنع كون بعض المناطق مرتفعة أو منخفضة للغاية، ففي الشمال هناك جبل الشيخ (حرمون) بارتفاع 2814 متراً (مما يجعله أعلى قمة في سوريا) وبالمقابل هناك منخفضات حادة في الجزء الجنوبي على ضفاف اليرموك وبحيرة طبريا حيث هناك مناطق أدنى من سطح البحر بمقدار 200 متر.
من حيث الحدود، يمتد الجولان المحتل من جبل الشيخ شمالاً على الحدود اللبنانية، وصولاً إلى بحيرة طبريا ونهر اليرموك في الجنوب، حيث تظهر الاختلافات واضحة بين الصخور الجيرية البيضاء للجبل مقارنةً بالأرضية البازلتية السوداء للهضبة. من الغرب يحد الجولان وادي الأردن المنحدر بشدة نحو بحيرة طبريا، فيما الناحية الشرقية مستمرة على شكل هضبة بازلتية تتحول تدريجياً إلى سهول حوران. عموماً تبلغ مساحة هضبة الجولان حوالي 1800 كيلومتر مربع، تحتل إسرائيل حوالي ثلثيها، فيما الثلث الباقي من الهضبة تحت السيادة السورية.
مع تضمن الجولان لعدة أنهار وارتفاعه العالي نسبياً مما يؤمن هطولات مطرية جيدة، فالمنطقة عموماً زراعية بامتياز، ومع أن الأجزاء الشمالية من الهضبة عادةً ما تُستخدم لزراعة التفاح أو العنب، فالأجزاء الجنوبية المستوية (تتضمن تعرجات واختلافات ارتفاع أقل بكثير) مناسبة لزراعة كل شيء تقريباً.
تاريخ هضبة الجولان
من المعروف أن منطقة الجولان مسكونة من البشر منذ القدم، حيث أن هناك آثاراً تعود لأجناس بشرية بدائية (بالتحديد الإنسان المنتصب – Homo erectus) يعتقد أنها تعود لما يتراوح بين 230 و700 ألف عام مضت. عموماً أقدم الحضارات المسجلة في المنطقة هي العموريون الذين قطنوها منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتلاهم سيطرة الآراميين مع نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد.
خلال الألفية الأولى قبل الميلاد بدأ العبريون بالهجرة نحو أراضي فلسطين ووصلوا إلى الجولان التي استولوا عليها من العموريين وفق العهد القديم من الإنجيل، لكن السيطرة العبرية لم تمتد على الرغم من ذكر المنطقة كـ “ملأ آمن” في العهد القديم، حيث بقي هناك صراع بين الممالك الآرامية والعبرية على المرتفعات.
لاحقاً تناوبت عدة إمبراطوريات على حكم المنطقة بما فيها الآشورية والبابلية وبعدها الفارسية التي سمحت لليهود بالعودة من منفاهم في بابل ليلجأوا إلى الجولان. لاحقاً استولت الإمبراطورية السلوقية (نسبة إلى الامبراطور سلوقس الأول نيكاتور) على المنطقة، وتضمن الجولان عدة معارك ضمن ثورات اليهود المتتالية على السلوقيين ولاحقاً الرومان والبيزنطيين. تبادلت المنطقة الأيدي بين الرومان والمملكة الهيرودية عدة مرات، وفي عام 250 قبل الميلاد استولى عليها الغساسنة وأسسوا عاصمتهم “الجابية” هناك.
في القرن السابع وصل المسلمون إلى المنطقة، وبعدها بقي الجولان والمناطق المحيطة به بأيدي الخلافات الإسلامية والسلالات المتوالية حتى فترة الانتداب الأوروبي مطلع القرن العشرين. خلال القرن التاسع عشر كان الجولان قليل السكان للغاية وحتى أنه وصف بكونه شبه مهجور مع عدد قليل من البلدات والقرى، لكن مع الحرب التركية الروسية بدأ الكثير من اللاجئين بالتدفق إلى المنطقة، كما أن المجمعات الصهيونية بدأت بتشجيع هجرة اليهود إلى هناك تحت غطاء عثماني.
بعد حرب 1948 بقي الجولان تحت السيادة السورية مع منطقة منزوعة السلاح على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن المنطقة بقيت محور اضطرابات عدة ونزاعات وغارات متبادلة بين الطرفين، وبحلول الستينيات ازدادت حدة الصراع الذي تحول إلى حرب 1967 التي انتهت بنصر إسرائيلي كبير تضمن احتلال الجولان السوري وسيناء المصرية. في حينها أرغم ما يتراوح بين 80 و131 ألف سوري على النزوح بينما بقي حوالي 7 آلاف تحت الحكم الإسرائيلي.
لاحقاً منعت الحكومة الإسرائيلية عودة السوريين المهجرين إلى الجولان، وبدأت منذ بداية الاحتلال بإنشاء المستوطنات في المنطقة، وخلال سنوات لم يبق سوى بضع قرى بسكان سوريين مقابل عشرات المستوطنات في كل مكان. وعلى الرغم من النصر الأولي في حرب تشرين (حرب أكتوبر) عام 1973 وتحرير شطر كبير من الجولان، لم يدم التحرير سوى لوقت قصير جداً مع عودة إسرائيل للاستيلاء على المنطقة بعدها بسرعة.
خلال العقود التالية جرت الكثير من المحادثات بغرض إعادة المناطق المحتلة إلى سوريا مقابل السلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات (على غرار اتفاقية كامب ديفد التي أعادت سيناء إلى مصر) كان أبرزها خلال الشطر الأخير من التسعينيات. لكن المحادثات فشلت مراراً وتكراراً وبقي الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم.