اختارت الصين لأول مرة في تاريخها امرأة لتكون المتحدثة الرسمية باسم المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (البرلمان) المنعقد حالياً في العاصمة الصينية بكين.
وقد أثارت فو ين نائبة وزير الخارجية اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية بأدائها المميز وثقافتها الرفيعة وثقتها الواضحة بالنفس. وقد أشارت فو بفخر إلى تنامي نسبة حضور المرأة الصينية في الحياة السياسية ودخولها بجدارة معترك الحياة بكل ميادينها لتدلي بدلوها في رسم السياسات، لكنها أكدت في ذات الوقت أن الطريق لا يزال طويلاً أمام المرأة الصينية للوصول إلى مساواة تامة مع الرجل في ميادين مختلفة.
وسجلت نسبة النساء في الجلسة السنوية الحالية للبرلمان زيادة جديدة وصلت نسبتها إلى 24% من أصل ثلاثة آلاف عضو في أكبر برلمان في العالم.
وقد أظهرت دراسة حديثة شملت مسحاً لمائتي شركة صينية أن الصين سجلت أعلى نسبة في العالم للنساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية عليا في قطاع الشركات والأعمال، إذ بلغت نسبتهن حوالي 51% وهي أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 22%.
وأعلنت الصين اليوم أنها سمحت لأول مرة للنساء الصينيات القيام بمهمات قتالية في قوات البحرية الصينية، وذلك بعد النجاح الذي حققته ليو يانغ العام الماضي كأول رائدة فضاء صينية.
وتحرص الصين على مخاطبة العالم بلسان امرأة وضمان وجودها كواحدة من المتحدثين الرسميين باسم وزارة خارجيتها طوال السنوات الأخيرة، ربما للتأكيد على أن نهوض الصين سلمي ولا يشكل خطراً على جيرانها.
نساء حديديات
وسجلت الصين بروز نساء حديديات مثل وو إي نائبة رئيس الوزراء السابقة التي نجحت حيث فشل الرجال بقيادة معركة الصين ضد مرض سارس، وبمفاوضاتها العنيدة لدخول منظمة التجارة العالمية.
بعض النساء ذهبن إلى حد إقصاء الرجل من ميادينهن كفرقة العنقاوات الاثنتي عشرة للغناء والموسيقى، في حين أن الرجال ذهبوا إلى المطالبة بتأسيس اتحاد خاص بهم على غرار اتحاد المرأة للمطالبة بحقوقهم ومساواتهم معها.
ومنذ بداية مرحلة التحرر الوطني حطمت المرأة الصينية قيودها ولعبت أدواراً هامة في صفوف الثورة إلى أن جاءت جيانغ تشين زوجة مؤسس الصين وزعيمها ماو زي دونغ لتدخل البلاد في أتون حرب الثورة الثقافية بتزعمها لما عرف بعصابة الأربعة.
وكانت المرأة الصينية قد عانت طوال قرون من عادات وتقاليد اجتماعية مؤلمة، وظل المجتمع الصيني مجتمعاً ذكورياً بامتياز يحكمه المثل المتوارث والشائع "للدجاجة القن والديك وحده هو الذي يصيح" لكن رغم صياح الديوك فإن المرأة لم تعد كما كانت لعدة قرون خلت مقيدة القدمين باللفائف والأقفاص الحديدية، أو حبيسة القصور والبيوت، ومتهمة بالمكر وحياكة الدسائس.
واستطاعت خلال العقود الأخيرة انتزاع الكثير من حقوقها بتبوؤ العديد من المراكز الهامة في الحزب والدولة.