الجزء الثاني :
الاحتكار الياباني : ” زراعة اللؤلؤ “
عند نهاية القرن التاسع عشر ، بدأت مصائد محار اللؤلؤ بالنضوب ، خاصة بعد تطور أجهزة الغوص . وصل الحد إلى إخراج 300.000 صدفة للحصول على لؤلؤة واحدة … حتى أنقذ ميكوموتو هذه الأصداف بواسطة الاستزراع .
ووضع ميكوموتو قواعد صارمة ، حتى يتم لليابانيين إحتكار أسواق اللؤلؤ وذلك بالآتي :
1 – بغض النظر أين ينتج اللؤلؤ وبأي طريقة فلابد من بيعه تجارياً في اليابان .
2 – لليابانيين فقط الحق بتعلم طرق استزراع اللؤلؤ .
3 – تعطى الخبرة اليابانية فقط للمشاريع الأجنبية التي تديرها الإدارة والخبرة الفنية اليابانية .
وبهذا أصبحت اليابان أكبر سوق لاستيراد وإنتاج اللؤلؤ في العالم ، ويعني ذلك أن أي مستثمر له الحق في توفير المكان المناسب لاستزراع اللؤلؤ ، أما الخبرة الفنية ، وكذلك الإدارة وأدوات الاستزراع والأنوية تأتي مع اليابانيين ، ولهم الحق في استخدامها فقط ، ولا يحق لغيرهم استخدام هذه الأجهزة . وكذلك لابد أن يوافق المستثمر أن يبيع كل الإنتاج للشركات اليابانية وإلاّ فليس هناك مشاركة .
ولكن لهذا الاحتكار فوائد منها :
1 – سعر اللؤلؤ في العالم أصبح مرتفعاً ، واستطاع اليابانيين من هذا الاحتكار أن يبقوا هذه الأسعار مرتفعة .
2 – وضع قوانين خاصّة حتى لا يُصدر إلى الخارج غير اللؤلؤ الجيد فقط .
3 – تعتبر اليابان أكبر مستورد للؤلؤ في العالم . ففي عام 1988 م استوردت اليابان ماقيمته 121 مليون دولار من اللؤلؤ . وارتفع هذا الرقم إلى 156 مليون دولار عام 1989 م . هذا اللؤلؤ استورد من 33 دولة في العالم ، ولكن كانت استراليا وبولوتتريا الفرنسية وإندونيسيا لها النصيب الأكبر ، ولكن معظم هذا اللؤلؤ غير مصنع .
4 – ومن ناحية أخرى تعتبر اليابان أكبر دولة لتصدير اللؤلؤ .
ففي سنة 1990 صدرت اليابان ما قيمته 352 مليون دولار من اللؤلؤ منها 101 مليون دولار إلى الولايات المتحدة ، 80 مليون دولار إلى سويسرا ، 64 مليون دولار إلى هونج كونج .
إلى عام 1988 كانت الولايات المتحدة أكبر سوق للؤلؤ في العالم ولكن أصبحت الآن اليابان أكبر مستهلك للؤلؤ حيث كان استهلاكها 60 % من إنتاج العالم ، وهذا الاتجاه كان بسبب تعاظم ثروة اليابانيين ، وبالتالي رفع أسعار اللؤلؤ حتى أصبح يباع اللؤلؤ الصغير بـ 30 – 40 % زيادةً عن أسعاره السابقة عام 1991م .
5 – تعتبر اليابان أكبر منتج للؤلؤ في العالم ، ففي سنة 1988 أنتجت اليابان 71.6 طن من اللؤلؤ من بينها 70 طن من المياه المالحة و 1.7 طن من المياه العذبة . هذه الإنتاجية قدرت بحوالي 482 مليون دولار أمريكي مما جعل استزراع اللؤلؤ أهم المزارع في القيمة والربح .
كان هناك ما يربو عن 2000 مزرعة للؤلؤ في اليابان ، ولكن في الخمس وعشرون سنة الماضية بدأ ينقص هذا العدد للنصف ، بسبب تلوث المياه بالمخلفات الصناعية والزراعية ، والمنافسة على المياه من صائدي الأسماك وأماكن النزهة والترفيه ، مما دفع المزراعين لزيادة أعداد الأصداف المستزرعة في وحدة المساحة مما زاد من النفوق أو الفقد حتى وصل من 55 – 60 % من المحصول المستزرع في منطقة مي Mie ، وهي من أهم مناطق الاستزراع في اليابان وهذا ما أنقص كمية اللؤلؤ المنتج .
ففي عام 1980 م وجد 5 – 10 % فقط من محصول اللؤلؤ له قيمة اقتصادية، أو قيمة تسويقية . ولعلاج هذا الفقد اضطرت اليابان إلى: زراعة اللؤلؤ
1 – زيادة استخدام تقنيات أفضل للاستزراع.
2 – الاستثمار خارج اليابان .
الجزء الثالث والاخير :
من ناحية التقنية ، ففي عام 1966 وبقيادة الدكتور وادا Wada بدأت اليابان تتحرك علميّاً لتحسين إنتاج اللؤلؤ ، وقد وجد وادا أن لون اللؤلؤ يحدد بلون أو نوعية نسيج البرنس المستزرع مع النواة داخل جسم الكائن الحي . وحيث أن اللؤلؤ الأبيض أكثر قيمة من اللؤلؤ الأصفر ، لهذا فإن نتائج وادا زادت من قيمة الإنتاجية اليابانية من اللؤلؤ . ولهذا بدأ اليابانيون يدركون أهمية العلم والتقنيات العالية . لهذا بدأ البحث العلمي في معظم مجالات الاستزراع ، ودراسة نوعية المياه وأماكن الاستزراع ، وعلاقة الاستزراع بالكائنات الأخرى .
والآن بدأت عملية تنظيم نوعية الكائنات المستزرعة ، من حيث الصفات الوراثية الجيدة في الكائن المعطي للنسيج والكائن المستزرع فيه النسيج ، وكذلك بُدء في تحسين الإخصاب الصناعي للتحكم في هذه الصفات الوراثية ، ولهذا نجد أن معظم المحارات المستزرعة في اليابان أنتجت في المعامل . – زراعة اللؤلؤ –
من أهم البحوث، تلك التي أستعمل فيها أصداف ليست من الأصداف المتواجدة في المياه اليابانية، مثل الموجودة في أستراليا ومناطق المحيط الهادئ الدافئة ، ولقد استغل اليابانيين تلك البحوث للدخول في مشاريع خارج اليابان ، ولكن يبقى السؤال هل سيسمح اليابانيين بمشاركة البلاد الأخرى لنتائج هذه البحوث ؟
حتى وقت قريب ، كان اليابانيون يحتكرون تقنية استزراع اللؤلؤ في جميع أنحاء العالم ، وقد نجحوا في ذلك لتفوقهم في تقنية الاستزراع وإتباعهم قانون ميكيموتو في عدم مشاركة أحد في هذه التقنية . ففي البلاد التي تسمح بالاستثمار الأجنبي ، كان اليابانيون يشاركون في المزارع بتوفير الفنيين والأنوية والتسويق وكذلك الأرباح ، وهذه البلاد مثل ؛ تايلاند وماليزيا واستراليا.
ولكن في البلاد التي لا تسمح بالاستثمار الأجنبي ، مثل جزر بولوتيتريا الفرنسية ، فإنهم يشاركون في توفير الأنوية والخبرة الفنية . ولكن يخرج من هذا الاحتكار الهند والصين ، حيث أن حكومات هذه البلاد دعمت أبحاث استزراع اللؤلؤ .
1- اختيار موقع المزرعة – زراعة اللؤلؤ –
في أي مزرعة كانت يكون اختيار موقع المزرعة من أهم العوامل التي يجب ملاحظتها والتوفيق فيها من حيث الناحية الاقتصادية والتكنولوجية.
والتوفيق في بيئة المواقع الطبيعية لتواجد الأصداف يعطي صورة واضحة عن أي الأماكن يمكن استغلالها في تربية الأصداف ,ومن أهم العوامل التي يجب ملاحظتها عند اختيار الموقع اختلافات التيارات المائية , الإنتاجية الأولية , كمية الرواسب وخلافه . حتى يمكننا إنتاج افضل أنواع اللؤلؤ . ويجب الاهتمام بنسبة الملوحة ودرجة الحرارة والتيارات المائية الباردة وكذلك المد الأحمر Red tides وH2S والتلوث الصناعي ولهذا فان الخلجان المحمية تعتبر من الأماكن المثلى لتربية أصداف اللؤلؤ لأنها توفر الحماية للأصداف وكذلك للعوامات والأقفاص .
2 – الحصول على الأصداف – زراعة اللؤلؤ –
في مزارع اللؤلؤ تجمع الأصداف الحية من الأماكن الطبيعية أو جمع اليرقات من الطبيعة وتربية في المزارع ,ويلاحظ اختلاف في محصول هذه الأحياء من سنة لأخرى وتجمع اليرقات باليد من منطقة المد والجزر ,في اليابان تجمع اليرقات بواسطة وضع حبال أو ألياف نبات السيدر مدلاة من عوامات وذلك في فترة تكاثر أو فترة سقوط اليرقات . ويمكن استعمال الشباك القديمة أو أي أسطح مشابهة لجمع اليرقات.
3 – التربية – زراعة اللؤلؤ –
انسب الطرق المتبعة في تربية يرقات أصداف اللؤلؤ هي ألـ Raft أو التعليق بواسطة العوامات أو المنصات العائمة في المناطق المحمية . وحجم هذه المنصات تختلف حسب مناطق الاستزراع وعموماً فان منصة من 6 × 4م تكون سهلة الصناعة وتعوم بواسطة أربع مراجيل أو عوامات . ويمكن استعمال براميل البترول بعد طلائها بمادة الفيبر جلاس لحمايتها من الصدأ. وتثبيت هذه المنصات بواسطة مرساتين مربوط به سلال حديدية.
وتستعمل طريقة أخرى تسمى Long-line حيث تستعمل عوامات مستقيمة أ, مخروطية تربط ببعضها بواسطة حبال أو سلاسل ثم تدلى الأقفاص من هذه الحبال . وتستعمل هذه الطريقة في الأماكن المفتوحة ( غير المحمية ) . وقد تستعمل طرق أخرى في الأماكن الكثيرة الأمواج وهي بعمل ثقب قرب مفصل الصدفة وتعلق كل صدفة من هذا الثقب بواسطة حبل مربوط في الحبل الأساسي وهذا بالتالي مربوط بعوامة .
4 – الاستزراع على القاع – زراعة اللؤلؤ –
في هذه الطريقة توضع المحارات على القاع مباشرة ولابد من توفر قاع مناسب مثل القاع الصخري وغالباً ما تستعمل هذه الطريقة لاستزراع أمهات المحار أو تربية المحارات بغرض الاستفادة من نفس الصدفة وتتبع هذه الطريقة في الفلبين في استزراع اللؤلؤ . وقد لوحظ أن في بعض المناطق أن نمو الأصداف بهذه الطريقة يكون اقل منه بطريقة التعليق .