تعبير عن الترابط بين ابناء الوطن الجزائري
تعبير عن الترابط بين ابناء الوطن الجزائري
الوطن هو الحاضنة التي تحتضن المدنيين الذين يمارسون حياتهم وأنشطتهم الطبيعية على أرضه، وهو تكلفة عالية بشكل كبيرً بحد نفسه، وله منزلة رفيعة وراقية في أنفس أبنائه الذين هم على أكمل التحضير للمدافعة عنه مهما كلفهم هذا من قيمة، حتى إذا بلغ المسألة إلى التضحية بأنفسهم، وعائلاتهم، وأموالهم في طريقه.
إن للوطن حقٌّ هائلٌ على أبنائه، ومن ينتسبون إليه، ولا يكون تأدية ذاك الحق كثيرا التغنّي به، أو كتابة الأشعار، أو وحط الملصقات الوطنيّة في جميع مقر، بل يكون ذاك بالحفاظ فوقه، والعمل من أجل رفعته، ورفعة الآخرين ممن يتقاسم الإنسان معهم الرياح، والماء، والتّراب.
تشييد الوطن ينطلق في الأساسً من تشييد الإنسان لذاته، ولنفسه أولاً، فكلما صلب الشخص قويت الجماعة، وصلب المجتمع، وهكذا ذو بأس الوطن، ولا يكون الإنسان قوياً سوى بواسطة علم مقصده في تلك الحياة، والعمل على تحقيقه، ومن هنا فإنّ الإدارة الشخصيّة تتقابل على الدوام مع هيئة الوطن، ولذا هو سرُّ نهوض الدول والأمم الشديدّة التي تمَكّنت تشييد الشخصيات حتى صاروا بِاستطاعتهم أن إنشاء أوطانهم.
لا تتفق قصد تشييد الوطن مع الغرض من نشر وإشاعة الفتن، وتأجيج الصراعات الداخليّة، والحروب المحليّة، فهذه الموضوعات والمكروهات تتضاد طول الوقتً مع تلك الغرض السامية، بل وتعد كفيلة ايضاً بالقضاء على أي منجز حضاريّ كان قد أُنجِزَ على أيدي المدنيين الشرفاء بينما غادر. ومن هنا فإن الدول التي تدخل ذات واحدة من تلك المتاهات تفتقر إلى مراحل طويلة للتعافي، واسترداد التشييد، ذاك عدا عن التلفيات البشريّة، والعينية التي تلحق بالوطن وبكل ما سلس على أرضه.