تعد سوريا واحدة من أقدم الحضارات الموجودة على الأرض، فهي تتميز بامتلاكها لموقع استراتيجي على امتداد الحافة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، وذلك عند مدخل قارة أسيا، ولا سيما مدخل الشرق الأوسط، وعاصمتها دمشق، والتي كانت تعرف باسم مدينة العطور، فهي من أقدم المدن التي كانت مأهولة بالسكان، وحتى اليوم، تتميز سوريا وعاصمتها بأنها من أهم المراكز الثقافية الموجودة في العالم العربي، فخلال فترات وعصور طويلة، تعرضت سوريا للقتال والسيطرة من قبل فصائل متنوعة، ولعل أهمها الإمبراطورية العثمانية، التي استمرت سيطرتها حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وحل مكانها الحكم الفرنسي، وإضافة للمدن المهمة التي تضمها سوريا، إلا أنّها تضم أيضًا العديد من الجزر، ولعل أشهرها جزيرة أرواد، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن جزيرة أرواد. [١]
جزيرة أرواد
يمكن اعتبار الموقع من أهم الأمور التي يتم ذكرها عند الحديث عن جزيرة أرواد، حيث تقع جزيرة أرواد في الجهة الشرقية من ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي تبعد 3 كيلومتر عن مدينة طرطوس الساحلية، فهي الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان في دولة سوريا، ولأنّ تاريخ الجزيرة مرتبط ارتباطًا وثيقا بالحديث عن جزيرة أرواد، تعود هذه الجزيرة في بداياتها للفنيقيين، حيث استقروا بها خلال الألفية الثانية ما قبل الميلاد، وجعلوا منها قاعدة تجارية فريدة من نوعها، فمن خلالها كانت تتم العمليات التجارية لكل من وادي العاصي ونهر الفرات، ومنها إلى مصر، ثم تتابع على أرضها العديد من الحضارات التي حكمتها وسيطرت عليها لفترات مختلفة.[٢]
كما وشهدت الجزيرة العديد من المعارك ولا سيما معركة قادش والتي حصلت ما بين الأرواديين والمصريين، في ما بعد ذلك عاشت الجزيرة تحت سيطرة الأشوريين، تبعهم البابليون وكذلك الفرس، ومن ثم الرومان، فخلال الحكم الروماني تراجعت أهمية الجزيرة، وفقدت قوتها التجارية، فقد تم احتلال الجزيرة، وقامت فرسان الهيكل بالدفاع عنها وحمايتها، واستمر الحال على ذلك إلى أن سقطت أخيرًا في يد العرب، فبعهدهم تم بناء قلعة عربية إضافةً لقلعة تمبلر التي كانت موجودة سابقًا، حيث يعود بنائهما إلى القرن الثالث عشر، لذلك وحتى اليوم، تعتبر جزيرة أرواد جزيرة عربية متكاملة، يعتمد سكانها على الصيد للعيش، فبحسب التقارير التي صدرت خلال عام 2004، بلغ عدد سكان الجزيرة ما يزيد عن 4.3 نسمة، وأغلبهم من المسلمين السنة.[٢]
مناخ جزيرة أرواد
تتبع جزيرة أرواد لمناخ مدينة طرطوس تمامًا، ومن هنا وباعتبار المناخ ذا تأثير كبير على مختلف المجالات، فإنه لا بدّ من ذكره عند الحديث عن جزيرة أرواد، خاصةً وأنّ الجزيرة تتمع بمناخ بحري متوسط بامتياز، وتمتار بفصل شتاء معتدل ورطب جدًا، كما وتتميز بفصل صيف ذا درجات حرارة عالية وجافة، بالإضافة إلى وجود فترة انتقالية بين شهري نيسان وتشرين الأول، أما بالنسبة لمعدلات الهطول فإنها تمتاز بتساقط جيد للأمطار مقارنة بغيرها من جزر ومدن سوريا الداخلية، وذلك بفضل بعض التلال الموجودة في جهة الشرق حيث إنّها تخلق مناخ أكثر برودة مع هطول أعلى للأمطار، كما من الممكن أن تصل الرطوبة فيها إلى 0%.[٣]