أن ظاهرة زواج الأقارب تمثل واحدة من أبرز العادات المجتمعية التي تورّث العديد من المشكلات الصحية ذات التأثير الضار والخطير، وتنتشر في مصر بنسبة 38%، مؤكدًا أنه فى حالة استمرارها لعدة أجيال متتالية تتسبب في تراكم الصفات الوراثية غير الجيدة مما يؤدى إلي ضعف النسل، موضحًا أن العوامل الوراثية المتنحية في الأقارب في الجين الأول تجتمع بنسبة 1: 8، وتقل هذه النسبة في غير الأقارب، مما يؤكد خطورة زواج الأقارب في ظهور بعض الأمراض الوراثية النادرة إذا استمر الزواج جيلًا بعد جيل.
فعلي سبيل المثال إذا تزوج الرجل بابنة عمه، وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثى المتنحى لصفة صحية أو مرضية فإن 25 % من أبنائهما ستظهر عليهم تلك الصفة، كما بين أهمية التغذية في الوقاية من الأمراض والقدرة على تحمل مسئولية الزواج والحمل وإنجاب أطفال أصحاء في المستقبل، محذرا من خطورة زواج الأقارب على صحة المولود الذي يؤدى إلى إنجاب طفل ضعيف أو ناقص الوزن أو مصاب بالأمراض الوراثية.
وأوصى بأن تحرص كل أم حامل على المتابعة الدورية لحمايتها هي وطفلها من التعرض للمخاطر الصحية أثناء الولادة وبعدها، من جهته أشار الدكتور محمد جويلى الطبيب بوحدة رفح الصحية إلى أهمية نشر الوعي الاجتماعي في القرى والتجمعات وذلك لارتفاع نسبة زواج الأقارب فيها موضحا خطورة هذا الزواج والأمراض الوراثية الناجمة عنه، وحذر من مخاطر زواج الأقارب، وضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج للوقوف على الأمراض الوراثية المحتملة، وتقديم النصائح اللازمة للمقبلين علي الزواج، لتجنب حدوث أي إصابات محتملة، وذلك من خلال معرفة التاريخ المرضي للعائلة، ونسبة الخطورة وكيفية علاجها، وكذلك الفحص الدقيق لفصائل الدم المختلفة، والتأكد من مقدرة الاثنين على الإنجاب وعدم وجود العقم.
وأشار الدكتور جويلى إلى الجانب الإيجابي لزواج الأقارب، والذي يقتصر على امتلاك الأسرة لبعض العوامل الوراثية المرغوبة والإيجابية مثل صفات الجمال والذكاء والقوة أو طول العمر، والتي يُفضل عندها زواج الأقارب شريطة ألا يستمر الزواج لأجيال متتالية، مؤكدًا أن محاولة محاربة هذه الظاهرة في بعض المجتمعات يكون بمثابة معارضة للعادات والتقاليد، ولذلك أوصى بضرورة التوصل إلى الإقناع العلمى وتقديم الوسائل المناسبة للتعامل مع العائلات المعرضة لإنجاب أطفال مرضي.
وأوصى الحاضرون بضرورة توفير الزائر الصحى بالمدرسة ، والعمل على تفعيل الفحصوصات الطبية للمقبلين على الزواج بصورة حقيقية وليس استكمالًا لأوراق الزواج، وتوسيع مراكز خدمة فحص المقبلين على الزواج بإنشاء مراكز للفحص فى كل المستشفيات والعيادات، وضرورة عقد ندوات بصفة دورية لنشر الوعى بمفهوم الزواج الصحى، والعمل على إتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الأمراض المزمنة والمعدية، وضرورة تركيز كل من وسائل الإعلام ووزارة الصحة على بيان أهمية المشورة الطبية قبل الزواج".