0 تصويتات
بواسطة
اللهم اني اعوذ بك من البرص والجنون والجذام صحة الحديث

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ[1]

المفردات:

البَرَصُ: داءٌ معروف، نسأَل اللّه العافيةَ منه، ومن كل داءِ، وهو بياض يقع في الجسد([2])، مما يغير الصورة والشكل.

الجنون: زوال العقل .

الجذام: علة تسقط الشعر وتفتت اللحم وتجري الصديد مما ينفر الناس منه لبشاعته .

سيئ الأسقام: الأمراض القبيحة الرديئة([3]) .

الشرح:

استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراض التي تُغيّر في الخِلْقة؛ لشدة فظاعتها، ونفورها عند الناس، فاستعاذ صلى الله عليه وسلم منها: قوله: ((من البرص)): وهو مرض يُظهر في الأعضاء بياضاً غريباً رديئاً يُغيّر في الخلق، والصورة، والشكل، فينظر الناظر إليها، فيحصل للمصاب منها الحزن والهمّ والكدر.

قوله: ((الجنون)): استعاذ صلى الله عليه وسلم من ((الجنون)): وهو ذهاب العقل، وهو على درجات مختلفة من ذلك، ولا يخفى علينا أهمية الاستعاذة منه كذلك.

قوله: ((الجذام)): وهو مرض خطير، وشديد، ومعدٍ بقدرة اللَّه تعالى، يحصل بسببه سقوط الشعر، وتقطع الأعضاء، واللحم، ويجري الصديد منه، مما ينفّر منه الناس لشدة فظاعته، وسوء منظره، ويوضع صاحبه في معزل عن الخلق، نسأل اللَّه السلامة، والعافية.

وقوله: ((ومن سيئ الأسقام)): أي الأمراض الخطيرة الرديئة: كالفالج، والسل، والأمراض المزمنة، مع اختلاف أنواعها، وكأمراض هذا الزمان مثل: السرطان، والإيدز، وغير ذلك، والعياذ باللَّه، ولم يستعذ صلى الله عليه وسلم من كل الأمراض؛ لأن منها ما إذا تحامل عليها العبد على نفسه بالصبر خفّت مؤنته كالحمى، والصداع، والرمد، أما تلك الأمراض المزمنة؛ فإن العبد قد لا يؤمن عليه السخط، والوقوع في الأمور غير المحمودة، في أمور دينه، ويفرّ منه الصديق، والحميم، والأنيس، والمداوي، والاستعاذة ((من سيئ الأسقام)): مع دخول الثلاثة ((البرص، والجنون، والجذام)) فيها هو من عطف العام على الخاص لكونها أبغض شيء إلى العرب، لما تفسد هذه الأمراض الخلقة، وتورث الآفات والعاهات، ولذا عدّوا من شروط الرسالة: السلامة ممّا ينفر منه الخَلْق ويشوِّه الخُلُق([4]) .

 

([1]) أبو داود، أبواب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1554، والنسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجنون، برقم 5493، والطيالسي، ص 268، وأحمد، 20/ 309، رقم 13004، وابن حبان، 3/295، برقم 1017، والحاكم، 1/712، والضياء في المختارة، 6/340، وأبو يعلى، 5/277، برقم 2897، والطبراني في الصغير، 1/198، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 5/ 276، وفي صحيح الجامع الصغير، برقم 1281.

([2]) لسان العرب، 7 / 5، مادة (برص).

([3]) الفتوحات الربانية، 3/ 641.

([4]) فيض القدير، 2/ 122، 3/ 150.

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...