موضوع عن الحديث الرابع عن الراعي
مقدمة بحث عن حقوق الراعي والرعية :.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلّّ الله عليه وسلّم قال: (كلُّكم راعٍ فمسؤولٌ عن رعيتِه، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدِه، وهي مسؤولةٌ عنهم، والعبدُ راعٍ على مالِ سيدِه وهو مسؤولٌ عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه). هكذا أخبرنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، أن لكل إنسان مسئولية تجاه الجماعة التي يعيش فيها، وكذلك تباعاً للدور الذي يقوم به في الحياة، ويتم تعريف كلمة الراعي بأنه هو الفرد المسئول على مراقبة ومتابعة ما يتبعه من أفراد، ولكي يقوم بهذا الدور لابد أن يتميز بالإستقامة والصلاح. أما الرعية فهم مجموعة أفراد يستوجب عليهم أن يتحملوا مسئولية قرارهم في إختيار الراعي، وأن يقوموا بما عليهم من أعمال، وأيضاً لابد عليهم أن يخضعوا لمن يرعاهم ويؤدون ما عليهم من واجبات ويأخذون من الراعي حقوقهم كاملة، وهكذا تستقيم المجتمعات بشكل سليم غير متفكك
حقوق الرعية على الراعي :. هناك حقوق للرعية لابد أن يوفرها لهم الراعي، حتى تتم ولايتهم بشكل صحيح ومُرضي بدون حدوث أي مشاكل داخلية بين الرعية والراعي وهى كالتالي : الحكم بالعدل :. لن يحدث الحكم بالعدل من الراعي تجاه الرعية إلا إذا حكم بينهم بشرائع الله سبحانه وتعالى وأوامره التي جاءت في القرآن الكريم والسُنة الشريفة المطهرة، فإذا تم حكم الرعية بظلم أو عدم توفير ما يحتاجون إليه بسبب طمع الراعي أو إهتمامه فقط بالسلطة التي في يده، هذا سيؤدي إلى إنشقاق في المجتمع ونزاع وحقد وعنف وتفكك كامل بين النسيج الواحد الذي يتكون منه أي مجتمع. الإرشاد :. لابد على الراعي أن يكون مرشد لرعيته إلى ما يحقق لهم مصلحتهم، سواء على المستوى الإجتماعي أو الإقتصادي، فدائماً الراعي لابد أن يقوم بتقديم خير الأمور لمن يتولى مسئوليته، فإسداء النصيحة إلى ما هو به خير ورضا الله سبحانه وتعالى هى غاية لابد أن يعمل من أجلها أي راعي. فالزوج راعي على زوجته وأسرته والأب راعي على بناته وأولاده، والزوجة من الممكن أن تكون راعية على أسرتها إن فقدت العائل، حتى أن من يربي حيوان أليف يعتبر راعٍ له فعليه أن يوفر ما يحتاج إليه من طعام وأمان وعدم إيذاء. الرأفة والرفق :. على كل راعي أن يقوم بمعاملة الرعية بكل الرأفة والرفق، وهذا يحدث من خلال إستيعابه لمشاكل رعيته والعمل على حلها، وأن يوفر لهم الأعمال المناسبة لهم، فلا يأتي بعمل يفوق قدرات رعيته ويطلب منهم فعله، بل أنه عليه الحرص الدائم على أن تكون مطالبه من رعيته متوافقة تماماً مع إمكانياتهم. شاهد ايضًا : بحث عن الديدان المفلطحة والأسطوانية حقوق الراعي على الرعية :. هناك حقوق للراعي على الرعية لابد من مراعاتها وإتخاذها في الإعتبار مادام تم إختيار هذا الشخص كراعي لهم، ومن هذه الحقوق هى التالي : الطاعة الكاملة :. عند إختيار الراعي والإقتناع به للقيام بهذا الدور، على الرعية تقديم كافة أنواع الطاعة لأوامره، والإيمان الكامل بأنه هو المتولي للمسئولية ولا يخرجون عن هذا الإطار أبداً. الطاعة في الظاهر والباطن :. على الرعية أن يطيعوا الراعي في ظاهرهم وباطنهم، لأن هم من قاموا بإختياره من البداية، لكن هذه الطاعة لها حدود وهذه الحدود تتمثل فيما لا يغضب الله، وأيضاً عدم التعدي على أي حق للآخرين. اللطف في تقديم النصح :. عندما يخطئ الراعي في أمراً ما، على الرعية أن تقوم بتوجيهه للطريق الصحيح، ولكن بمنتهى اللطف واللين وبإسلوب يمنحه الإحترام والتقدير، والقيام بتنبيهه إلى ما غفل عنه والنصح الجميل له حتى يصل ما عليه من حقوق لأصحابها. المناداه بحب الراعي :. على كل فرد من الرعية أن يحاول بطريقة لينة ولطيفة القيام بإقناع غيره من الذين يكونون غير مقتنعين به كراعي، فمن المعروف أن لا أحد يتفق عليه كل الناس، فقد يكون الراعي جيداً ولكن هناك وجهات نظر تختلف على ذلك، وهنا من حق الراعي أن يكون بين الرعية من يقوم بنشر حبه بين الناس وأيضاً بث أهمية طاعة أوامره. الصلاة خلف الراعي :. على الرعية إن قام الراعي بإمامة صلاة في أي مسجد، أن يقوموا بالصلاة خلفه وأن يكونوا ملتفين حوله وسائرين على نفس نهجه فيما يخص العبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإن دعاهم إلى حماية جماعتهم سواء كانت دولة أو أسرة أو مؤسسة حكومية حتى، أن يقوموا بالدفاع عن هذا بكل همة. دفع الصدقة والزكاة للراعي :. على الرعية تقديم ما عليهم من أموال زكاة وصدقات إلى المنافذ التي يشير إليها الراعي، وعلى الراعي إن لم تكن الرعية قادرة على دفع هذه الأموال أن يقوم بدفعها عنهم. الإبتعاد عن نفاق الراعي :. يجب أن تكون الرعية صادقة تماماً فيما تقوله للراعي ويخص صفاته الحميدة، فلا تقوم الرعية بخداعه أبداً بكلام وأفعال لا تمُت له بصلة، وأن يعترضوا ويحاولون إرجاعه إلى الطريق القويم إن كان هناك فعل محرم يتم. الدعاء للراعي :. أمر الله سبحانه وتعالى الرعية أن تدعوا إلى الراعي في صلواتها بأن يكون صالح وأن يكون سبباً في هداية وخير للمجتمع، وأن يدعوا له أيضاً بالتوفيق في إختيار ما حوله من مساعدين، فبطانة الراعي التي حوله من الممكن أن تحوله حتى وإن كان صالحاً إلى راعي ظالم. الصبر على ظلم الراعي :. إن الصبر على ظلم الراعي من الأمور التي يجب فعلها من الرعية، والتي تجنبهم تفكك مجتمعهم وحدوث الفتنة داخله، ولكن هذا الصبر لابد أن يكون مصاحباً لمحاولة إصلاحه، وأن يكون محدد بمدة معينة، فإن لم يكن فعلى الرعية أن تتفق معاً ومع أولي الأمر الآخرين على تغيير هذا الراعي. إعانة الراعي على الخير :. على الرعية أن يقوموا بإعانة الراعي على فعل الخير والتقدم بمجتمعهم، وذلك بأن يتكاتفوا جميعاً حتى يحقق الأهداف السامية التي تجعل المجتمع في تقدم مستمر، وعليهم معاونته في هذا بكل ما يستطيعوا من قوة، لأن الخير الذي سوف يحدث سوف يكون للمجتمع كله. فعليهم أن يكونوا نافعين للمجتمع غير مفسدين في أي من المؤسسات وأن تكون لديهم الأخلاق الحميدة التي تساعدهم على فعل كل ما فيه مصلحة لمجتمعهم وحياتهم سواء الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية. شاهد ايضًا : بحث عن أهم أعمال نجيب محفوظ الروائية والأدبية خاتمة بحث عن حقوق الراعي والرعية :. قدمنا لكم بحث كامل العناصر عن حقوق الراعي والرعية، فكل إنسان يحتاج إلى من يتولى مسئوليته وشئونه حتى يستطيع أن يستكمل حياته بشكل يرضيه، وأن تكون هذه الحياة تسير بشكل مستقر لا يوجد به أي مشاكل، فأحسنوا إختيار الراعي حتى تسعدوا كرعية بحياتكم وبمستقبل مجتمعكم. فالأمم تتقدم من خلال حُسن إختيار الراعي وتقدير الرعية له وطاعته فيما يقوم به من إتخاذ قرارات وأعمال داخل المجتمع، والمقصود بالراعي ليس الحاكم فقط، وإنما الأب راعي والأخ راعي والزوج راعي والأم راعي والأخت راعي، وكل منا له رعية لابد أن يُحسن إدارتها وتولي مسئوليتها.
/