التربة المناسبة لزراعة الشعير والدورة الزراعية له
ينمو الشعير جيدا في الأراضي الخفيفة المتوسطة الخصبة، وهو يفضل عادة الطينية الكلسية والطينية الرملية المحتوية على الكلس، ويمتاز الشعير عن القمح بقوة تحمله لملوحة الأتربة، ولذلك هو يزرق أيضاً في الأتربة المالحة التي هي تحت الإصلاح (كما هو الحال في مصر والعراق وبعض أطراف باديتنا الشامية) ومنه قرية الضمير التي لا تزرع إلا الشعير وكذلك ينمو حيث لا ينمو القمح أي في الأتربة الرملية الضعيفة نوعا ويعطي فيها محصولا لا بأس به، كما هو الحال في تهامة الحجاز واليمن). ولذلك اعتاد معظم الزراع أن يخصصوا أخصب وأعمق أرض لديهم للمحاصيل الحساسة: كالقمح والفول، والأرض المتوسطة والرقيقة للشعير بحكم أنه أكثر تحملا منها لفقر التربة أو ملوحتها أو جفافها، ولأن جذوره سطحية تعيش في عمق قليل، لكن تخصيص الشعير بالتربة الفقيرة في المناطق البعلية يحمله إلى عدم الخصب وعدم الارتفاع الى أكثر من 25 - 30 سم فلا تعمل فيه المناجل وقت الحصاد بسبب قصره، واذا حصد بالمناجل فإن جمعه وتغميره صعبان، وقد يسهل كوما على طريقة (الحابون) غير أن نقله إلى البيدر يبقى صعبا ويذهب منه ضياعا مقادير كثيرة، فلهذه الأسباب يحصد الشعير باليد قلعا بجذوره، فيؤدي هذا القلع الى حرمان التربة من بقايا عضوية مفيدة تبقى فيها لو كانت مزروعة قمحا، لأن القمح يترك بعد حصاده مهما كان قصيرا بقايا تؤلف بمجموعها مادة عضوية تعيد للتربة بعض ما أخذه منها نبات القمح، فالقمح يعوض على التربة بعض ما تفقده، بينما الشعير لا يعوض شيئا. لذلك ننصح بزرع الشعير في التربة الجيدة الخصبة أسوة بالقمح ليحصل منه غلة جيدة تتناسب مع نفقاته، وهو إذا زرع في مثل هذه التربة طالت سيقانه وسهل حصاده بالمناجل مثلما يحصد القمح فيترك في الأرض بقايا عضوية تعوض على الأرض شيئا مما تفقده. أما الأتربة الخفيفة فإنها تخصص بالقرنيات (القطاني) على اختلاف أنواعها، لأنها أقل إتعابا للتربة من الشعير، اللهم إلا الفول والحمص اللذين لا يجودان إلا في التربة الخصبة