القصة طفلة اللغة:
لأنها لا تكتب بلغة الكبار، التي تكون الجملة فيها كاملة والدلالة تامة. إنها تكتب بلغة "ناقصة" : تتلعثم، وتنطق الراء لامات، والشين سينا، وتسمي الجريدة (بابا)، والمرآة (ماما) والتلفزيون (زوزو).
إنها لا تكتب ما تراه، بل ما رأته من قبل. تكتب من الذاكرة. تسمي الأشياء بأسمائها الأولى حين تعرف الكاتب عليها وهو طفل، قبل أن يتعلم الأسماء.
الذاكرة هي محبرة القصة. هي "جيب بابا" العميق الذي نغرف منه دون حساب، ودون أن نعرف كيف يعود فيمتلئ من جديد.
القصة إذن هي "الطفلة الخالدة"
لا تكبر أبدا، ولا تموت أبدا
تقضي وقتها كله في اللعب
تقفز فوق كل الحواجز
وحين يطلب منها أن "تعقل"، وأن تدخل البيت، تخرج لسانها للعالم، وتقفر مرة