أصدرت دار الساقي أخيراً رواية الكاتب السعودي هاني نقشبندي «قصة الأحلام»، بعد أن تحولت رمضان الماضي، قبل النشر، إلى فيلم بعنوان «صانع الأحلام» من أنتاج قناة أبوظبي. الرواية الجديدة التي صدرت 320 صفحة، سبقها 6 روايات للكاتب منها «اختلاس» عام 2007، و«سلام» سنة 2009، و«الخطيب» في 2017، وغيرها.
وأوضح نقشبندي أن «قصة حلم» تعالج موضوع الأحلام التي قلّما تطرقت إليها الدراما العربية، مؤكداً أن العمل الدرامي أكسب الرواية قيمةً إضافيةً عبر مجال الصورة، ولعل المعالجة الدرامية التلفزيونية تبتعد بقدر ما عن الرواية الأصلية التي طرحت في الأسواق الخليجية والعربية هذا الأسبوع.
ويتداخل شخص ابن سيرين، أحد أبرز مفسري الأحلام في الثقافة العربية، مع شخص إسماعيل عمران، بطل الرواية، والذي هو أستاذ جامعي فيزيائي يعيش في مصر.
برع في تفسير الأحلام، بما ورثه عن والده عمران الذي اشتهر بدوره بتفسير الأحلام. لكنه أضاف إلى مهارته في التفسير، مهارته في الفيزياء أيضاً. ولم تأتِ دراسته لها، وتخصصه فيها اعتباطاً، إذ أنه يرى أن الفيزياء علم مطلق، لا تكاد تختلف عن الأحلام، التي هي أيضاً علم مطلق. فكما هناك 4 أبعاد في الفيزياء، كذلك هو الحلم يمثل البعد الرابع في الإنسان. ويضيف إلى ذلك قاعدة فيزيائية أخرى، وهي أن الحلم لا يفنى ولا يأتي من عدم. بمعنى أن ما يحلم به الإنسان، إما أنه تحقق في يوم ما، أو يتحقق الآن، أو سيتحقق في المستقبل. باختصار، كل ما يراه الحالم، ليس إلا انعكاساً لحقيقة واقعة، ولو لم يدرك صاحبها ذلك.
ذاع صيت الدكتور إسماعيل، فبات يقصده كثيرون لتفسير أحلامهم. كان يوافق في البدء، لكنه راح يبتعد عن الأضواء والناس، ويحصر حضوره على المؤتمرات، ومن مؤتمر في العاصمة السعودية الرياض، تبدأ أحداث الرواية.
إذ يُعنى المؤتمر السعودي بدراسة الظواهر غير الطبيعية. وقد تم استدعاء الدكتور إسماعيل ليكون أبرز الحضور والمتحدثين. وفي فندقه السعودي، حدثت معه قصص غريبة على هيئة أحلام ممزوجة بالواقع.
في هذا المؤتمر، طرح إسماعيل فكرة غريبة تقول إن الأحلام لا يمكن تفسيرها فقط، بل يمكن صناعتها أيضاً. بمعنى، صنع حلم لإنسان ينقله من زمن لآخر، وفي الوقت ذاته، يكشف له الكثير من الأسرار. وهو ما يفيد العلم والإنسانية بصفة عامة.
لم تكن نظريته تلك بلا أساس مقنع، إذ سبقها تعاقد قانوني مع مركز أبحاث متخصص في ميونخ بألمانيا، لتمويل بحثه الغريب هذا. لكنّ خلافاً حصل بين المركز وإسماعيل، دفع الأخير إلى الانسحاب من المشروع، فقرر أن يستأنفه وحده، في معمله الصغير في جامعة القاهرة التي عاد إليها أستاذاً مشاركاً. لم يرضِ ذلك المركز الألماني، ولا بعض المراكز العلمية الأخرى، فراحت تضع إسماعيل وأبحاثه تحت المجهر.
في الرياض، أثناء المؤتمر، استمرت مراقبتهم لكل كلمة يقولها، وبعد أن عاد إلى حيث يعيش في القاهرة، استمرت المطاردة، دون أن يدري بذلك.
توفي والد إسماعيل، واسمه عمران، منذ 4 أعوام. ومن شدة ارتباطه به، بات يحلم بوالده، بل ويستحضره إلى الحقيقة.
ذات يوم، وصلته رسالة من والده المتوفى عبر وسيط غامض، يخبره فيها أن أمانة ستصله. ينتظر إسماعيل موعد الأمانة، فتأتيه في مكان تقرر أن يكون الأزهر الشريف.
سلم له الأمانة رجل غامض، وبصحبته 11 رجلاً غامضاً مثله. قالوا له «هذه أمانة والدك. لا تخبر بها أحداً. وإن أعيتك فاحرقها».
كانت الأمانة عبارة عن كتاب فيه جملة تعاليم ووصايا من والده، لكن أهم ما فيه، هو حلم رآه عمران، أي والد إسماعيل، وعجز عن تفسيره رغم كل مهارته في التفسير التي أورثها من بعده لابنه إسماعيل. يطلب الأب في أمانته تلك أن يفسر له إسماعيل الحلم، فإن نجح، سيتمكن بعدها من صناعة الحلم الذي يريد.
كان حلم الأب هو التالي: ابن سيرين، مفسر الأحلام العظيم، يعطي للأب عمران، قلادة ويطلب منه أن يعطيها لإسماعيل، وأن يخبره بأن «الحلم في رحم الحقيقة».
هكذا تبدأ رحلة إسماعيل الطويلة، في محاولة منه لتفسير حلم والده، وما المقصود بعبارة «الحلم في رحم الحقيقة»؟