احتفل محرك البحث العالمي “غوغل”، اليوم السبت، بذكرى ميلاد التشكيلي الجزائري “محمد خدة”.
يصادف، يوم 14 مارس، الذكرى التسعين لميلاد الفنان التشكيلي الجزائري محمد خدة، الذي يعد أحد الآباء المؤسسين للرسم المعاصر في الجزائر.
وولد محمد خدة في مثل هذا اليوم من سنة 1991 بولاية مستغانم، وطور شغفه بالفن خلال سنوات تكوينه التي عمل فيها في مطبعة محلية.
عرضت لوحاته مزيجا من التراث الإفريقي مع الأنماط الغربية على اللوحات التي تميزت بالخط العربي
يحتفل محرك بحث جوجل اليوم، بالذكرى الـ 90 لميلاد الرسام والنحات الجزائري الراحل، محمد خدة، وقامت جوجل بتغيير شعار محرك البحث العالمي إلى صورة بألوان زيتية، ووضعت صورة الفنان التشكيلي محمد خدة بدل من حرف O الأول في كلمة جوجل، ممسكا بفرشاة الرسم و يرسم حرف L بكلمة جوجل.
-من هو محمد خدة:
يعتبر خدة أحد مؤسسي فن الرسم الجزائري المعاصر، وأحد أعمدة ما يعرف بـ"مدرسة الإشارة"، ولد محمد خدة في 14 مارس عام 1930، في مدينة مستغانم الساحلية المطلة على البحر المتوسط، بالجزائر.
وتعلم الرسم عن طريقة المراسلة عام 1947، وعمل بمرسم "جراندشوميير" الفرنسي المعروف في باريس عام 1952، ثم عاد إلى الجزائر بعد الاستقلال، حيث أقام معرضه الفني الأول هناك بعنوان "السلام الضائع" عام 1963.
وتميز خدة بتوظيف الحرف العربي كنعصر في الفن التشيكلي، بسبب مرونته وقابليتها الكبيرة للحركة والتشكيل، كما اهتم بالعمران الإسلامي.
وجمع خدة أعماله الفنية في كتابين هما "صفحات متناثرة مترابطة"، و"معطيات من أجل فن جديد"، وتولى الفنان التشكيلي رسم لوحات لمؤلفات عديدة وتصميم الملابس والديكورات لمسرحيات جزائرية، كما توجد أعماله بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر، ومتحف الفن الحديث بباريس.
وتوفي محمد خدة في العاصمة الجزائرية يوم 4 مايو 1991، وفي عام 2015 أطلقت الجزائر جائزة للفنون التشكيلية تحمل اسم الفنان الراحل.
والذي ولد في 14 مارس 1930 بمستغانم، وكانت طفولته مليئة بمظاهر البؤس والفقر، لذلك بدأ العمل طفلاً بإحدى المطابع لتأمين قوته وقوت والديه المكفوفين ولم يتلقَّ أي تعليم أكاديمي يؤهله لممارسة الفن التشكيلي، فكان "عصاميا" اقتحم الميدان بملكته وحسه الفني.
وبدأ هوس الألوان والخطوط يلح على «محمد خدة» فكانت بدايته مع الرسم الواقعي سنة 1947 حيث بدأ يرسم أولى لوحاته وهو في سن السابعة عشر ثم اضطر إلى الهجرة صوب فرنسا عام 1952، فكان يعمل بالنهار ويرسم بالليل، وفي باريس التقى «محمد خدة»، بشخصيات فنية وثقافية من جنسيات مختلفة، أسهمت في تشكيل رؤيته الفنية، وإثراء تجربته بعناصر جديدة، كما أتيح له أن يقيم معرضه الأول في قاعة "الحقائق" بباريس عام 1955.
وبعد استقلال الجزائر سنة 1962 عاد «محمد خدة» إلى بلده لينظم سنة 1963 أول معرض بعنوان "السلام الضائع"، وساهم في الحركة الثقافية طيلة مشاوره الفني بداية بمشاركته سنة 1964 في تأسيس الاتحاد الوطني للفن التشكيلي، وبتقلده لعدة مسؤوليات في وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة وكذلك المدرسة العليا للفنون الجميلة.
أسس رفقة فنانين آخرين مجموعة "أوشام" في سبعينيات القرن الماضي، وأقام عدة معارض جماعية وفردية آخرها كان في قاعة "السقيفة" سنة 1990 أي قبل سنة من وفاته.
وصفه الكاتب الجزائري محمد ديب بـ"المنجم" الذي يفك طلاسم الرموز لإعادة إحياء رونق جوهر في لوحات خالدة يلتقي فيها الماضي بالحاضر والمستقبل”.
طوال مسيرته الفنية الممتدة على مدى أكثر من أربعة عقود رسم «محمد خدة»، العشرات من اللوحات الفنية أغلبها موجود بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بالعاصمة، والمتحف الوطني أحمد زبانة بوهران، ولدى الاتحاد الوطني للفنون الثقافية، بالإضافة إلى ذلك استطاع أن يترك بصمته عبر مجموعة من الرسومات الجدارية منها منحوتته «نصب الشهداء» في مدينة المسيلة، وصمم زرابي مثل تلك التي تزين مطار الملك خالد الدولي بالسعودية.
ومن جهة أخرى، قام «محمد خدة»، أيضا عن طريق رسومه بتزيين كتب لأشهر الكتاب مثل ديوان الوردة لجان سيناك سنة 1964، و "من أجل إغلاق نوافذ الحلم" لرشيد بوجدرة سنة 1965، و"العصفور المعدني" لالطاهر جعوط سنة 1982 وأيضا كتب للفرنسي جون ميشال وجورج برنارد.
ولمحمد خدة العديد من المقالات والكتابات النقدية والتنظيرية التي كان ينشرها في الصحف والمجلات المتخصصة، أما في مجال الديكور المسرحي، عُرف «خدّة» بتجربته الطويلة في العمل مع المخرج عبد القادر علولة، حيث صمم ديكورات أبرز مسرحياته، كما أنه أنجز ديكور مسرحية ولد عبد الرحمن كاكي "بني كلبون" سنة 1974.
وقام أيضا بتصميم ملابس وديكور مسرحية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" التي أخرجها زياني شريف عياد عن قصة للطاهر وطّار.
وتوفي «محمد خدة» في عام 1991 بالجزائر العاصمة عن عمر 61 سنة وكانت وفاته بسبب سرطان الرئة