من هي حياة الفهد في مسلسل ام هارون
طوال مسيرتها الحافلة بالإنجازات والنجاحات المتنوعة، سواء في ميدان التقديم الإذاعي، أو المسرح أو التلفزيون، تفوقت الممثلة الكويتية حياة الفهد في تجسيد العديد من الأدوار الكوميدية والدرامية التي استطاعت من خلالها تكريس حضورها الفني اللامع والمتفرد كأحد أهم وأبرز نجمات الخليج العربي، لتستحق عن جدارة، لقب سيدة الشاشة الخليجية التي رسخت اسمها على الساحة الدرامية الخليجية والعربية، عبر سلسلة من الأعمال التلفزيونية التي جذبت إليها أنظار الجمهور، خصوصاً خلال المواسم الرمضانية، التي عاهدت فيها سيدة الشاشة جمهورها في كل عام، على إطلالاتها المتنوعة وأدوارها المتجددة كل مرة.
أدوار متنوعة
في شهر رمضان المنصرم، قدمت حياة الفهد، أحد أهم الأدوار الدرامية التي تحسب في مسيرتها الفنية، من خلال تصديها لبطولة مسلسل «حدود الشر»، الذي تناول حقبة الستينات من القرن العشرين، ليتطرق إلى جملة من القضايا الإنسانية والاجتماعية المهمة آنذاك ويعكس أثرها على الصعيد الأسري الضيق، سبقه في رمضان 2018 دور لا يقل أهمية عن الأول، في مسلسل «مع حصة قلم»، الذي جسدت من خلاله سيدة الشاشة أكثر الأدوار اختلافاً في مسيرتها على الإطلاق، وهي شخصية امرأة مسنة تفقد تدريجياً بوصلة الزمن، وتنسى ما يدور حولها، فتتسلح بذاكرة الورق وبقلم التدوين لاستحضار أبرز الأمور التي تتجاوزها ذاكرتها الضعيفة وبعض تفاصيل حياتها، مازجة بحذاقة وبراعة المحترفين بين كوميديا الموقف الذي كانت فيه مبعث سخرية أبنائها، وتراجيديا الحياة التي خذلتها، فانتهت مصدر طمعهم في السطو على ممتلكاتها.
أما في رمضان هذا العام، فيبدو أن حياة الفهد مقدمة على تجربة دور مغاير قد أثار قبل بضعة أيام من عرضه على الشاشة، موجة من اللغط والتكهنات، وذلك، على الرغم من عدم إلمام الكثيرين من منتقديها هذه المرة، بأي تفاصيل، لا حول شخصية «أم هارون» ومساحتها الدرامية والإنسانية ولا حتى تفاصيل العمل الجديد، الذي وصفه صناعه بـ«الملحمة التاريخية الإنسانية»، والمشارك في بطولته مع الفهد، نخبة من نجوم الدراما الخليجية أمثال محمد جابر وأحمد الجسمي وسعاد علي وفخرية خميس وعبدالمحسن النمر وغيرهم، الأمر الذي قد يدفع ربما إلى التريث قليلاً وعدم الحكم على مضمون العمل حتى مشاهدته والاطلاع على تفاصيله.
مسيرة حافلة
لا تقتصر مسيرة حياة الفهد التي تنتمي إلى الرعيل الأول في تاريخ الدراما الخليجية،على تقديم الأدوار الدرامية المؤثرة فحسب، بل نجحت في تقديم عشرات الأدوار الكوميدية التي مازالت محفورة في عمق الذاكرة الجماهيرية العربية، لعل أبرزها دورها في مسلسل «خالتي قماشة» في عام 1983، ومسلسل «رقية وسبيكة» في عام 1986، ومسلسل «سوق المقاصيص» في عام 2000، ودورها الكوميدي اللافت في مسلسل «رمانة» في عام 2017، حيث حققت سيدة الشاشة نجاحات استثنائية مثبتة براعة لا تضاهى في تقمص مختلف الأدوار على الشاشة مهما كانت مركبة، عبر مشاركتها في العديد من الأعمال الفنية البارزة التي تضاف إلى ذاكرة التلفزيون الكويتي والخليجي بشكل عام. في الوقت الذي تفخر الفنانة بالدور الريادي الذي لعبته في مجال تطوير الدراما الكويتية وتعزيز وجودها وانتشارها في العالم العربي، بعد أن تمكنت من ترك بصمة مميزة في أغلب الأعمال الدرامية التي شاركت بها، فاستحقت بها شتى الألقاب الفنية، أبرزها «أم المسرح» و«عميدة الدراما الخليجية» وأخيراً «سيدة الشاشة الخليجية»، بعد أكثر من نصف قرن من الإبداع والتألق في المجال الفني الذي قدمت فيه «أم سوزان» أعمالاً فنية مرموقة حققت لها النجاح والشهرة، ودفعتها لاحتضان ودعم وتبني عدد من الطاقات الفنية الشابة المنطلقة في الميدان