باتت الطفلة الباكستانية زهرة شاه حديث مواقع التواصل الاجتماعي في جميع العالم بسبب قصتها الموجعة، حيث تعرضت للضرب المبرح والتعذيب حتى الموت على يد زوجين نُزعت الرحمة من قلبهما؛ وذلك بسبب قيامها بفتح قفص الببغاوات.
كانت زهرة تبلغ من العمر 8 سنوات فقط، ورغم سنها الصغير، إلا أنه بسبب ظروفها الاجتماعية اضطرت للعمل كخادمة في المنازل، وظنت أن الحظ ابتسم لها حين تقرر إرسالها للعمل بأحد المنازل الفخمة في منطقة روالبندي الراقية في باكستان، ولم تتوقع مصيرها المشؤوم.
وكان قد تم توظيف زهرة شاه من قبل المتهم حسن صديقي، وهو رجل أعمال اشترى الطيور الباهظة قبل أربعة أشهر، وتعهد لأهلها بدفع تكاليف تعليمها كاملة نظير خدمتها، وكجزء من عملها كانت الفتاة تنظف القفص الذي كان يضم اثنين من الببغاوات باهظة الثمن، وأثناء ذلك فتحت الباب عن طريق الخطأ وهربت الببغاوات منه، وكان ذلك كفيلًا لإنهاء حياتها البريئة، فما كان من الرجل وزوجته إلا أن عاقبا زهرة بالضرب المبرح الذي أفضى إلى موتها.
ووفقًا لتقرير المعلومات الأولية، أُصيبت زهرة بإصابات في وجهها وساقيها وضلوعها ويديها، وسلط تقرير تشريح الجثة الضوء على وفاة شاه بسبب الضرب الوحشي.
وأذهلت الحادثة المروعة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وسلطت القضية الضوء على عمالة الأطفال في باكستان.
ويطالب جمع كبير من الناس بالعدالة لزهرة شاه، لا في باكستان فحسب، بل في العالم كله، بعد أن انتشر هاشتاق JusticeForZohraShah عالميًا.
وبحسب ما ورد اعتقلت الشرطة الباكستانية يوم الأحد الزوجين لضربهما زهرة حتى الموت بعد غضب وسائل الإعلام الاجتماعية.
رد فعل الدولة:
وأبلغت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية، شيرين مازاري، أن الدولة تتابع القضية، وأن المتهم حُكم عليه بالسجن لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، كما اقترحت الوزارة تعديلات على قانون توظيف الأطفال القائم لعام 1991 لتصنيف العمل المنزلي على أنه عمل خطير للأطفال.
وقال ضابط الشرطة مختار أحمد: لقد اعتقلنا الزوجين واعترفا بجريمتهما وأرسلناهما إلى الحبس الاحتياطي لمدة أربعة أيام.
عمالة الأطفال في باكستان:
وعلى الرغم من قوانين العمل السارية في باكستان التي تمنع تشغيل الأطفال والأشخاص دون السن القانونية، فإن محنة عاملات المنازل تثير القلق، حيث إنه وفقًا لمنظمة العمل الدولية، هناك أكثر من 8.5 مليون عاملة منزلية في باكستان، والعديد منهم من النساء والأطفال، وبحسب ما ورد، يتم توظيفهم على أساس شهري أو سنوي، ويتعرضون للعنف من قِبل أرباب العمل.