تحميل رواية شظايا القلوب pdf
قابلـتـه حجـرًا لينًا داخليًا .. وخارجيًا زجاجًا غلافًا من القسـوة المعتـادة منه، فسلطـت ضـوء إنجـذابهـا وطلتهـا .. واقترابهـا المؤثـر، لتفتتها فتصبـح لها ” شظايـا قسوتـه ” ……
تحت أضـواء القمـر المنير الذى يسطَع بنوره الزهـي ليغطـي الكرة الأرضية، ليملئ القلـوب بالنور والأمل، ولكن القلوب الحالكة .. طيف نور لا يؤثر بها !! ..
تحديدًا في منزل اشبه للقصـر، كانت تقف هي و قدماهـا ترتعـش، لا تقويـان على حملها فيحملان ما لا طاقة لها به، وخوف حقيقي يسيطـر على خلاياها كليًا !!
دلفت الي المكتب، لتجـده يجلس كالعادة امام الجهاز الخاص به وأوراقـه ..
تنحنحت وهي تقترب منه بالقهـوة خاصتـه، لينظـر لها بعينيه السوداء الحـادة كالصقـر، نظرة داعبـت خوفها المكبوت فانفجر وظهر !!
لتُسقط كوب القهوة من يدها على الأوراق الخاصة به ..
وكأنها اسقطت النيران على فتيل غضبه فصرخ فيها بحدة مفرطة :
_ أنتِ غبية مابتشوفيش ابدًا
هـزت رأسهـا بخوف حقيقي وهي تغمغم متلعثمة :
_ أسفة والله أسفة مش قصدى
بدء يلملم اوراقـه وهو مستمـر في زمجرته بوجهها كأنه لا يستغنى عنها ابدًا !!
ولمَ كأنه ؟!
تحميل رواية شظايا قسوته
فهو بالفعل القسوة والغضب جزئـان اساسيان في شخصيتـه ..
قواعده وسلوكه جميعهم يرتكزوا على ذاك الجزء ..
وهما ما يبعثـان الخـوف والرعب في نفوس الاخرين تلقائيًا كنسمات الهواء !!!
واستمر في صراخه بقوله الحاد :
_ اعمل أية انا بأسفك ده، الورق ده مهم جدًا، ده يمكن أهم منك أنتِ شخصيًا
جـرح اخـر بفضل كلماته اللاذعـة التي تقطـر سمًا حقيقيًا يقتلها تلقائيًا !!!
اسبوع واحد اقامته معهم ولكنه كان كالدهـر ..
وكل مرحلة فيه تعلمت أن تتحمل الألم وتصمت عن الأهانات اكثـر ..
ودائمًا ما تستقبل الاهانات منه ومن ” خطيبتـه ” الحمقاء على وتيـرة الصمت !!
نظـرت لأول مرة وهي تلهث من انفعالها مرددة :
_ فعلاً ماكنتش قاصدة والله
نهـض وهو يشيـر لها بعصبية هبت في وجهها فأسارت القشعريرة في جسدها :
_ لأمتى، هتفضلي تغلطـي وتقولي مكنتيش قاصدة لأمتى !!!!؟
نظـرت له ببلاهـة، أى غلـط هذا !!؟
أي غلط أكتنفته فتسببت في غضبه .. هي دائمًا تحاول أن تتلاشـاه نهائيًا !!!!
ولكن لمَ لا يمكن أن يكون الخطأ في حد ذاته هو بعدهـا وخوفها اللانهائي ؟!!!
رواية شظايا قسوته – رحمة سيد
أطرقـت رأسهـا وهي تتراجـع للخلف ببطئ علها تمنـع أنفاسه أن تلفح صفحة وجهها الأبيض وقالت :
_ أعتبرها أخر مرة، بعد كدة هبعت لك القهوة مع أي حد
ظل يقتـرب منها ببطى …
بطئ متعمـد ليلاعب أوتارهـا الحساسة !!
وهي تعود للخلف أكثر ..
كل خطوة تتراجعها وكأنه يُقسـم أن يتقدم العشـرات مثلها !!!
حاصرهـا بذراعيه كالقيـود الحديديـة…
قيود حقيقية لطالما تحكمـت بها ولكن السبب مجهـول !
وفعليًا لفحت أنفاسه صفحة وجهها الذى زحفت الحمرة له تلقائيًا من ذاك القرب الذى يُخدر حواسهـا ..
مخدر لم ترغبه ولا تريـده !!
ثم همـس بصوته الأجش :
_ أنتِ اللي هتجيبي القهوة وقت ما أطلبها، ماتنسيش إنك هنا مجرد خدامة بس، مش انتِ اللي هتتحكمي فينـا
اومـأت بدموع بدءت تحاول الانهمـار من عينيهـا ولكن أبت النزول ..
وكالعادة إبتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها وهمست :
_ صح، أنا هنا مجرد خدامة فـ المطبخ
ابتعـد قليلاً وقد إنقلبت ملامحه تمامًا للضيق لتنطلق هي راكضـة بحزن حقيقي أدمى قلبها !!
وصلت لتلك الغرفـة الصغيرة التي تقيـم فيها بجـوار المطبـخ لتغلق الباب عليها وتبدء بالنحيب كالعادة وهي تتذكـر الذى جلبها لذاك المنزل واول لقاء لها بذاك الصقـر …