التقديم:
قصيدة لـ أحمد شوقي تندرج ضمن المحور الثالث الشعر الوطني.
الموضوع:
يعبّر الشاعر عن شوقه وحنينه إلى وطنه آملا العودة إليه.
المقاطع:
المعيار: الإنشاء والخبر
الحنين إلى الوطن: من 1 إلى 2
خصائص الوطن: بقيّة القصيدة
التقديم
قصيدة وطنية لأمير الشعراء: أحمد شوقي، وردت على بحر البسيط التام و قد استمدت من ديوان الشوقيات و تندرج ضمن محور: الشعر الوطني
الموضوع
شكوى الشاعر من ألم الغربة و المنفى و تغنيه بوطنه
المقاطع
معيار المضمون
ب 1 + ب 2: شكوى الشاعر من ألم الغربة و المنفى
البقية: حنين الشاعر إلى وطنه و تغنيه بجماله
الشرح
المقطع الأول: شكوى الشاعر من ألم الغربة و المنفى
قصيدة شوقي معارضة لقصيدة أبي الوليد بن زيدون ( شاعر أندلسي )
قدم تعريفا موجزا للشاعر أبي الوليد بن زيدون
ابن زيدون ( 1003م – 1071م ): وزير و كاتب و شاعر أندلسي، عرف بحبه لولادة بنت المستكفي
من أشهر قصائده قصيدته المعروفة بالنونية و التي مطلعها:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا *** و ناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم و بنا فما ابتلت جوانحنا *** شوقا إليكم و لا جفت مآقينا
القصيدة المعارضة هي قصيدة تكتب على منوال قصيدة أخرى مشهورة لشاعر مشهور، توافقها في البحر الشعري و الروي و القافية ( قد توافقها في الموضوع و قد تختلف عنها ما سبب توسل أحمد شوقي لطريقة المعارضة في تأسيسه لهذا النص الشعري؟
هذه الطريقة تنسجم مع ما تتبناه المدرسة الكلاسيكية ( الإحيائية )
استحضار الشعر القديم أهم وسائل المحافظة على الهوية العربية
إحياء التراث القديم الذي يعبر عن مجد هذه الأمة
ما هي الأعمال اللغوية التي سيجت هذا المقطع؟
النداء ( يا نائح الطلح )
المنادي: الشاعر
المنادى: نائح الطلح
الأداة: الياء (للبعيد)
الاستفهام ( نشجى... أم نأسى...؟ )
طلب التعيين
( ماذا تقص علينا... )
الحيرة
أسلوب إنشائي طلبي
نائح الطلح: كناية عن موصوف
عوادينا = مصائبنا
جالت = طافت
حواشينا = جوانبنا ( ما في البطن )
ما سبب توسل الشاعر للأسلوب الإنشائي الطلبي؟
التعبير عن الحزن و الألم و الأسى و الشكوى
بين أركان الخطاب في هذا المقطع
الباث: الشاعر – المتلقي: الطائر (ابن عباد: كان يترنم بذكر الطلح ) – نص المقول: نص شعري – اللغة: شعرية – القناة: الكتابة – المقام: الأسى و الشكوى
ما العلاقة بين الباث و المتلقي؟
علاقة مماثلة: الشاعر ينادي الحمام / المعتمد بن عباد مؤكدا اشتراكهما في المصائب ( المعاناة )
مناجاة
استحضار شخصية تاريخية (المعتمد) عاشت مأساة النفي و البعد عن الوطن
و هو ما ضخم مشاعر الشوق و الحنين
غريب بأرض المغربين أسير
سيبكي عليه منبر وسرير
وتندبه البيض الصوارم والقنا
وينهل دمع بينهن غزير
المعتمد يحن لواديه ( إشبيلية ) + الشاعر يحن لواديه ( النيل - مصر )
تقاطع + مماهاة + انصهار ( نشجى / نأسى
الجزء الثاني من الشرح :
ما العلاقة بين هذا البيت و البيت السابق؟
يدعم هذا البيت ما كان الكلام قد ابتناه في المقطع الأول، فهناك إلحاح على معاني التشابه و التقاطع و الاتحاد بين الباث و المتلقي و هو ما يجعل شكوى الواحد للآخر ضربا من العمل العبثي
المقطع الثاني: حنين الشاعر إلى وطنه و تغنيه بجماله
لكن: ناسخ حرفي يفيد الاستدراك
و إن... مقة:
جملة اعتراضية
ما هي الأحاسيس التي أثارتها الغربة في نفس الشاعر؟
تذكر الوطن و الحنين إليه بعد اشتغال الذاكرة
وطن الشاعر ( مصر ) سيقتحم عليه عالمه الجديد ( المنفى: الأندلس ) و هو ما سيعمق من معاناته و آلامه
الشاعر يعيش غربتين:
- غربة مادية: البعد ماديا عن الوطن
- غربة نفسية: مشاعر الشوق و الحنين التي استبدت به
ما أسباب هذه الأحاسيس و المشاعر؟
الوطن ( مصر ) يسكن ذات الشاعر و يتوغل في كيانه
الوطن ليس مجرد إطار مكاني ( مادي ) فقط و لكنه ذو أبعاد نفسية وجدانية بالأساس: يختزل حياة الإنسان و يعبر عن هويته
التشبيه: شبه الشاعر مصر بعين ماء من الجنة
الاستعارة: تشبيه مصر بإنسان يسقي الظمآن كافورا ( نبت طيب عطر الرائحة )
تشبيه
المشبه: مصر
المشبه به: الكرم
الأداة: الكاف
وجه الشبه: العطاء و الكرم
على جوانبها + حول حافاتها + ملاعب + رواق + أربع: أطر مكانية
التمائم = خرزة وما يشبهها تعلق في العنق ظنا أنها تدفع العين أو تقي من الأرواح الشريرة
مرحت – أنست: معجم السعادة و الانشراح
تشبيه
المشبه: مصر
المشبه به: أم مصر
الأداة: الكاف
وجه الشبه: الحنان و العطف
ما هي الصورة التي ابتناها الشاعر لوطنه؟
- الوطن = الحياة و قد عبر عن ذلك بتشبيه مصر بعين ماء من الجنة، فالوطن هو حياة الإنسان و هو مبرر وجوده. إنه ذلك النبض الذي يتيح للإنسان أن يكون و أن يتجذر في هذا العالم و أن يكون لحياته معنى و هدفا ( الأنا = الوطن ) الوطن بهذا المعنى هو الضامن لخلود الإنسان بما أنه يمنحه فرصه أن يكون ذاتا فاعلة في التاريخ و بانية للحضارة الإنسانية
- الوطن = العطاء و يظهر ذلك أولا في توسل الاستعارة فالعين المرادفة للوطن شبهت بإنسان ثم حذف المشبه به و رمز إليه بفعل يختص به ( تسقي ) و يظهر ذلك ثانيا في توظيف التشبيه، ذلك أن الشاعر قد عقد مماثلة بين مصر و الكرم الوطن إذن بذل دائم و كرم مستمر و عطاء لا ينضب: إنه ما يحقق إشباع الإنسان المادي ( خيرات الوطن ) و المعنوي ( الشعور بالانتشاء و بالاعتزاز و بالانتماء )
- الوطن = الملجأ و الملاذ: فهو يجعل الإنسان يشعر بالاطمئنان و يزيل عنه مشاعر الخوف و الخشية و الوحشة
- الوطن = السعادة و الانشراح: فهو يجعل الإنسان يشعر بالغبطة و الحبور و يبعد عنه مشاعر الكآبة و الحزن و الألم
- الوطن = الأماني و الأحلام، فهو يحتضن ما يعتمل في ذات الإنسان من طموحات و يعايش أحلامه و أمانيه و يوفر الظروف الملائمة لتحققها
- الوطن = الأم: فهو قرين الحنان الأبدي و الحب الخالد و العطاء الدائم و التضحية السرمدية
⇐
توسل الشاعر الأسلوب الإنشائي في المقطع الأول للتعبير عن شدة ألمه بسبب بعده عن وطنه
وظف الشاعر التشبيه و الاستعارة و المعجم في المقطع الثاني لابتناء صورة نورانية لوطنه ارتقت به إلى مصاف المقدس
و الجامع بين المقطعين هذا التقاطع الفريد بين أنا الشاعر و أنا الوطن