في تبوك، تخرج "أم عبدالرحمن" وهي سيدة تجاوزت الخمسين من عمرها، كل يوم في الصباح الباكر؛ طلبًا للرزق الحلال؛ من خلال عملها في بيع الشاي والقهوة.
وتبدأ "أم عبدالرحمن" يومها لتجهيز أدواتها من ترامس الشاي والقهوة، وتجلس على الرصيف رغم صقيع الصباح؛ لكنها تجد الدفء في كسب عيشها وسعادة الناس التي تقابلهم ويبادلونها الاحترام كأم فاضلة سعَت بكل جد لكسب قوت أسرتها.
توقفت "سبق" عندها لنتعرف على قصتها، وشاهدناها ترحّب بالجميع وتُعفي العمال ومَن تراه بحاجة مادية منهم، من الحساب.. ترددت كثيرًا في الحديث لنا؛ لأنها قد تجد من يلومها على بيع الشاي؛ ولكنها في النهاية تحدثت بألم وقالت: "أنا أُمّ لبنات، وأعول أسرتي، ولا دخل لنا، بحثتُ عن وظيفة ولم أجد؛ فوجدتها فكرة جميلة أن أجد لي مصدر دخل يكفي حاجتي ويُغني عن سؤال الناس".
واستدركت: "أهل الخير في هذه البلاد كثر؛ ولكننا نحن مستورين ولله الحمد، ولا نسأل أحد ليقيني بأن الله سيُغنينا من فضله".
وأضافت: أبيع هنا في كل يوم الشاي بأنواعه والكرك والقهوة والحليب بالزنجبيل، والحمد لله أجد زبائن يفضلون مشروباتي عن أكشاك القهوة ومحلات بيع المشروبات الساخنة، ولم أجد مضايقة من الناس؛ بل بالعكس وجدت كل تشجيع وترحيب.