علل تنهانا الاية الكريمة عن الانسياق وراء خطوات الشيطان.
ويقول الله عز وجل في الآية 21 من سورة النور «يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوت الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر».
ويقصد في الآية الكريمة بخطوات الشيطان في صيغة الجمع لأن الشيطان يتبع طريق الاستمالة والخداع وليس الطريقة المباشرة.
ويستميل الشيطان بني آدم بأسلوب متسلسل متعرج مائل بينما خط سير الإنسان المؤمن مستقيم مباشر.
ويقول الإمام أحمد بن حنبل حدثنا الأسود بن عامر شاذان قال:« خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ، ثم قال.. هذا سبيل الله مستقيما.. وخط على يمينه وشماله.. ثم قال.. هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه.. ثم قرأ : « أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».
والمراد بنهي الاية الكريمة عن الانسياق وراء خطوات الشيطان، أن الله أمر المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة.
ويخبر الله عز وجل في الآية الكريمة المؤمنين أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.
ويؤكد الله على هذا المعنى في سورة البقرة آية 257، بقوله تعالى : «فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».