0 تصويتات
بواسطة (512ألف نقاط)
من هو عبدالله بن حمد البوسعيدي ويكيبيديا السيرة الذاتية

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (512ألف نقاط)
من هو عبدالله بن حمد البوسعيدي

يرى السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي رئيس جهاز الرقابة المالية للدولة، أن واحدا من أهم أسرار النهضة العمانية الحديثة يكمن في تركيز حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه- منذ البداية على الإنسان العماني وتعهده بالرعاية تعليما وتأهيلا وصحة، ليكون محرك التنمية وهدفها الرئيسي، فأعطى هذا الاهتمام ثماره، وتوج بتبوء السلطنة المركز الأول في تنمية الموارد البشرية .

ويشير السيد عبدالله بن حمد في شهادته على النهضة، إلى عامل آخر كان له دوره أيضا فيما نراه ماثلا من نهضة، وهو رسوخ خطى التنمية واشتمالها كافة المجالات واعتمادها في ذلك مبدأ التدرج والنظام والسير وفق خططٍ معدةٍ ومرسومة، خالية من التعجل والانفعال، وفي نفس الوقت لا تقصر أو تحيد عما أراده باني النهضة العمانية لها.

ويلفت السيد عبدالله إلى أن من ثمار النهضة اليانعة، ما أضحت تحظى به عمان اليوم من تقدير العالم أجمع نتيجة السياسة الخارجية الراشدة لصاحب الجلالة والتي تتسم بالحكمةٍ والكياسةٍ والتروٍي وبعد النظر ، والحرص على بناء علاقات مع الجميع على أساس التسامح والاحترام.

ويبرز السيد عبدالله مسؤولية الجيل الحالي في التمسك بمنجزات النهضة والحفاظ عليها وتعظيمها من خلال التشرب بمعاني حب الوطن ، والولاء المطلق للقائد العظيم الذي أرسى كل هذه الإنجازات الجبارة خلال الأربعين عاماً الماضية من عمر النهضة .

 

حوار – حاتم الطائي – أحمد الهنائي

 

تبدأ شهادة السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي على النهضة من الطفولة، والتي قضاها في وادي بني خالد، في كنف والده الذي كان قاضياً ووالياً يومئذ على بني خالد. تفاصيل الحياة الشاقة لا تزال مرتسمةً في مخيلته، فهو يذكر جيداً تضاريس الوادي القاسية، وتنقلات الناس عبر الوسائل المعروفة وقتئذ من الحمير والجِمال التي تتقهقر أمام عقبة الوادي، فيضطر الناس إلى صعودها مشياً على الأقدام، ولا يوجد إلا منفذين ينفذ من خلالهما الناس إلى الوادي أو يخرجون منه، الأول يتجه إلى ولاية صور، والآخر ناحية ولاية الكامل والوافي.

ولم تكن المواصلات هي الوحيدة الغائبة، وإنما جميع مظاهر الحياة العصرية كانت غير متوفرة، وعلى رأسها التعليم.

فعمد والده إلى استقطاب مدرسٍ خاص من ولاية الكامل ليعلمه الكتابة والقراءة وعلوم القرآن، وهو المعلم حميد الهاشمي، الذي التف حوله أكثر من خمسين طفلاً طمعاُ في شرف التعلم بحصن العتفين، وبذلك نال السيد عبدالله ووالده والمعلم أجر تعليم أولئك الصبية.

 

 

 

 

الدفتر الأول

بعدها نقل والده إلى المصنعة كوالٍ وقاضٍ عليها، كما نقل عمه بدر - رحمه الله- إلى السويق، ولم تمضِ سوى أشهرٍ بسيطة حتى جاءت التنقلات من جديد التي قضت بتبادل المواقع بين الأخ وأخيه. وفي حصن السويق بدأت حكاية الطفل عبدالله مع مسيرةٍ جديدة، إذ كان والده يخلو بنفسه ليقرأ ويكتب في غرفته العلوية المتاخمة لإيوانٍ كبير يستخدمه كمجلس علم، فوفد إليه عبدالله وهو في ربيعه التاسع يسأله إن كان وقت تجمع العائلة لتناول وجبة الغداء قد حان أم لا؟ فأمره بأن يخبر والدته بقدومه بعد دقائق معدودة، وعليه أن يعود الآن سريعاً وينتظره في الإيوان. هنا بدأ القلق يتسرب إلى نفسه، وساورته الشكوك حول طلب أبيه، فشرّقت الخيالات به وغربت، وكعادة الأطفال يتوجسون خيفةً من كل حركةٍ يقومون بها خشية ارتكاب خطأٍ ما حتى وإن كانوا لا يشعرون؛ وكانت المفاجأة أن خرج الوالد - تجلله المهابة ويعلوه الوقار- حاملاً معه مذكرة الأعوام، وقال لولده: خذ يا بني هذا "الدفتر" فمن اليوم ستقرأ في قواعد اللغة العربية، هنالك تنفس عبدالله الصعداء، وسافر في لامية الشبراوي، وهو ينصت لأبيه يفقهه في خمسينيتها، وعرّج على المتون الأخرى كملحة الإعراب ومشارق أنوار العقول وغيرها. حينما انتقل إلى قريات في الفترة من عام 1965 إلى 1970م، ظل يقرأ مع والده طيلة الفترة الواقعة بين صلاة المغرب والعشاء، والتي كانت طويلةً يومها، فالعمانيون يؤخرون صلاة العشاء لكون الحياة تنتهي ساعتئذ كلياً بعد الصلاة. فيقرأ في تلك الفترة كل يومٍ في علمٍ من علوم اللغة أو التاريخ أو الفقه وغيره.

 

 

أدب المجالس

لدى والده مكتبةٌ ضخمة متنقلة، وإن كانت المكتبة الحقيقية تتمثل في ثقافته الواسعة وعقله الراجح الممتلئ بالعلوم والفنون، فهو يؤمن بقول الشاعر بشار بن برد: (علمي معي أينما يممت يتبعني، إن كنتُ في السوق كان العلمُ فيه معي، أو كنتُ في البيت كان العلمُ في البيتِ) فالدراسة يومها لا تعتمد على الكتابة بقدر ما تعتمد على الحوار والحكاية والحفظ السمعي المباشر، فاشتهر ما يسمى بأدب المجالس، وفيها يتم تدارس الكثير من الحكم والأقوال المأثورة والأبيات الشعرية والأحاديث والآيات القرآنية والأمثال وغيرها، لذلك فإن السيد عبدالله يحفظ اليوم الكثير من تلك المعلومات التي ظلت راسخةً في ذاكرته الخصبة، ويغفل ما سمعه بالأمس القريب، وذلك بسبب اعتمادنا اليوم على ذاكرة الهاتف والحاسب الآلي والأدوات الأخرى المتطورة.

حينما تولى صاحب الجلالة مقاليد الحكم في البلاد، نقل أبيه والياً على أدم، ولأن المدارس في بداية العهد الجديد قد ابتدأت بالمناطق الرئيسة فقط، اضطر السيد عبدالله للانتقال إلى عمه في ولاية سمائل، ليبدأ مشواره الدراسي في الصف الرابع لتقدُّم مستواه، ولأنه درس سابقاً أكثر مما يُدَرَّسُ في الصفوف الثلاثة الدنيا، ليتم تعيين والده فيما بعد مستشاراً قضائياً بوزارة الإسكان، فيتنقل بذلك للدراسة في المدرسة السعيدية بمسقط.
مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...