أهمية المبادرة في الحياة والمجتمع أهمية يُعرف أهل اللغة المبادرة بأنها السبق لفكرة لم تُقترح من قبل، وبالتالي الشروع في تنفيذها، أي أنها محاولة شخصية أو جماعية لإحداث فارق في الحياة الشخصية أو المجتمعية على حد سواء، وبالتالي سينتج عن تنفيذها تلبية لحاجة شخصية أو تلبية حاجة للمجتمع لم يسبق وأن كانت موجودة أو لم تكن بالمستوى المطلوب، أي أنّ وجودها كعدمه، وفي العادة فإنّ المبادرات تتميز بعدم التعقيد والبساطة، فبعضها لا تحتاج لكمّ كبير من المصادر المادية لكي تُنفذ، وإنما هي بحاجة أكثر للمبادرين أنفسهم في طريقة تفكيرهم ومهاراتهم وخبراتهم، فالكثير من المبادرات يكون تنفيذها لا يحتاج إلا لجهد جماعي متضافر لتعطي الأثر المطلوب في المجتمع، فالمبادرات عمومًا تميل للأعمال التطوعية أكثر منها أعمال تحتاج إلى تمويل، ينتظر القائمون عليها مبادرات ماديّة، ولكنّ هذا لا يعني أن ثمة مبادرات لها ميزانياتها وكوادرها البشرية، إذا كانت فائدتها تشمل قطاع واسع شرائح المجتمع. [١] أهمية ثقافة المبادرة في الحياة والمجتمع يعدّ الكثيرون بأن تنمية ثقافة المبادرة من ركائز الاقتصاد المعاصر، فهي التي تدعم التنافسية الإيجابية التي تخلق اقتصادًا قويًّا، وبالتالي زيادة رفاهية المجتمعات، فالأموال والسياسات والقوانين وحدها لا تكفي لخلق الفرص الهامة التي من شأنها النهوض بالمجتمعات، بل هي ثقافة مبنية على الوعي والتعليم، فأساليب النظام التعليمي ومحتوياته ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها، هي من تستطيع التأثير في هكذا مجال، من خلال التركيز على في البرامج التعليمية أو الإعلامية على أهمية المبادرة في تحقيق التنمية الشخصية أو المجتمعية، فالكثير من الدول تؤسس مراكزًا متخصصة لاحتضان الأعمال والمشاريع الريادية، حتى تنشر هذه الثقافة، أي تصبح جزءًا لا يستهان به من تفكير فئة الشباب الباحثين عن فرص العمل، إذ يتحول الشباب من تفكير التواكل والسلبية والتهميش، إلى التفكير الدائم بالأساليب التي سترفع من شأنهم على المستوى الشخصي والاجتماعي. [٢] فوائد المبادرات الشخصية أو الاجتماعية تظهر أهمية وفوائد المبادرات في تركيبة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيما يأتي : [٢] تخلق المبادرات فرصًا جديدة للأعمال والمشروعات الواعدة، والتي من شأنها بناء قدرات الشباب، والاستفادة القصوى من الموارد البشرية والمادية على حد سواء، الأمر الذي يحقق المزيد من التشغيل لفئة الشباب، سواءً كانت أعمالًا تطوعية تؤهلهم مستقبلًا للدخول في سوق العمل، أو أعمالًا تعود عليهم بالمردودات المادية التي تؤمن لهم الحياة الكريمة. تعزز المبادرات من دور الإنسان في شراكته على تنشيط الاقتصاد من خلال جلب الأفكار والمشاريع الريادية، التي تصقل المهارات والخبرات الموجودة عند الكثيرين من الشباب. تقلل المبادرات من المظاهر السلبية لشخصية الإنسان، كونها تلعب دورًا ايجابيًا في خلق المنافسة الفاعلة بين أفراد المجتمع، فيشعر الإنسان بقيمته في مجتمعه، فيكون ذلك حافزًا له للمزيد من العطاء والتطور. تدفع المبادرات الأشخاص أو المجتمعات للمزيد من التقدم نحو متطلبات سوق العمل، والتي تحتاج دائمًا إلى مواكبة أهم وأحدث التغيرات في الكثير من المجالات التكنولوجية والاقتصادية، الأمر الذي يزيد من خبرات المبادرين الناتج عن التنوع الدائم في هذه المجالات. تعزز المبادرات الكثير من قدرات الأشخاص المبادرين، وذلك في النواحي الآتية: يدرك المبادرون النواحي الإيجابية في ذاتهم، وبالتالي يرتفع مستوى الطموح لديهم. تعطي المبادرات الأشخاص القدرة والتدرب على الالتزام وتحمل المسؤولية، لا سيما أن نجاحها هو الهدف الأساسي الذي يسعون للوصول إليه. تكشف المبادرات القدرات والمهارات التي قد تكون موجودة في العديد من الأشخاص، فهي تُظهرها وتسلط الضوء عليها. تُعلّم الأشخاص المرتبطين فيها بإدارة وقتهم وقبول الآخرين وطريقة التفكير الإيجابي في جميع نواحي الحياة، وأساليب التمييز بين الخير والشر، وكذلك المعرفة في وضع الأولويات سواءً على المستوى الشخصي أو الجماعي. نماذج متعددة لمبادرات مجتمعية لرعاية الأيتام فيما يأتي بعض المبادرات التي نفذتها مؤسسة لرعاية الأيتام، كنموذج للمبادرات الاجتماعية، وسردها هو من باب توضيح أهمية هذه المبادرة في تحسين المستوى الاجتماعي للأيتام، وهذه الفئة التي قد تكون بأمس الحاجة للرعاية: