هذا لهيبك ! لولا الشمس تلتهب ما كان للخلق فوق الأرض مضطرب
حرارتك أيتها الشمس دفء للناس وعند ظهورك يبدؤون أعمالهم بهمة ونشاط
إذا طلعت فكلّ الكون مبتهج وإن غربت فكلّ الكون مكترب
إشراق وجهك فرحة للخلق جميعا , ورحيلك حزن وكرب لهم
لولاك لم تزدهر يوما حدائقنا ولا استطال على أطرافها العشب
وجودك سبب لإزهار البساتين وهو سبب الخصب والنماء في ربوع أرضنا الخضراء
فالزهر من وجهك الوقّاد رونقه والورد منك نضير اللّون ملتهب
أنت سر الصفاء واللمعان في أزهارنا , وألوان الورد تستمد من لونك المشتعل
والعندليب إذا غنّى على غصن فمن شعاعك هذا الصوت والطرب
ألحان الطيور وتغريدها من بريق أشعتك تعذب وتطرب
إذا الربيع أتانا في بشاشته خلنا الجوانح من لألائه تثب
وعند قدوم الربيع الطلق , نحسب أضلاعنا تقفز من بين أزهاره المتلألئة
فالفجر بعد طلوع الشمس منشرح والليل بعد غروب الشمس مكتئب
الدنيا تبتسم لإشراقتك ونورك , ورحيلك مساء يأخذ الفرحة من القلوب
والفضل كالشمس لا يخفي محاسنه سعي الذين على إخفائها وظبوا
إنّ الخير والإحسان للناس لا يستطيع أحد إخفاءه كنور الشمس لا يخفيه أحد