شرح نص لخولة اطلال ثانية ثانوي
شرح نصّ: لخولة أطلال ببرقة ثهمد
النصّ
طرفة بن العبد - المعلّقة
الشّرح
التقديم:
نصّ شعريّ استمدّ من معلّقة طرفة بن العبد، يندرج ضمن محور: الشعر الجاهلي
الموضوع:
وقوف الشّاعر على أطلال الحبيبة و وصفه لموكبها و ذكره لمحاسنها.
المقاطع:
حسب معيار بنية القصيدة
- من ب 1 إلى ب2: الوقوف على الأطلال
- من ب3 إلى ب5: وصف رحلة الحبيبة
- البقيّة: النسيب: ذكر محاسن الحبيبة
المعلّقات هي أجود ما قيل من شعر جاهليّ، أي أنّها تختزن مقوّمات القصيدة النموذجيّة. و قد سُميّت بالمعلّقات لأنّها كُتبت بماء الذّهب و عُلّقت على جدران الكعبة
المقطع الأوّل: الوقوف على الأطلال
لخولة: مركّب بالجرّ: خبر متقدّم للعناية و الإبراز
أطلال: الوظيفة النحويّة: مبتدأ
أطلال: آثار الدّيار بعد أن تركها أهلها
برقة / ثهمد: اسم موضع بالجزيرة العربية كانت فيه الحبيبة و أهلها
ما دلالات تقدّم الخبر على المبتدأ في بداية النصّ؟
مُواجهة العدم و إحلال مفهوم الحياة
المقطع الأوّل ينوسُ بين حدّين: المرأة الحبيبة ( الإنسان ) + المكان
ما صفات هذين الحدّين؟
1- خولة:
اسم علم مُوغل في القِدم
خولة هي محور الحديث و هي مدار القول الشعري، فكأنّ القصيدة تربط مُبرّر وجودها بوجود خولة
خولة المرأة - الحبيبة ترمز إلى الخصب و الحياة و النّماء
2- المكان:
ما سبب اعتناء الشّاعر الجاهلي بذكر الأمكنة عند الوقوف على الأطلال؟
- الإيهام بواقعيّة الأحداث
- إقرار الشّاعر الجاهلي بالعلاقة الوثيقة بين عالمه الدّاخلي و العالم الخارجي
- المكان مرتبط بهاجس الرّحيل
- المكان يبدو مُوحشا: طلل دارس
- يرمز المكان إلى الموت و الفناء و الاندثار
ما العلاقة بين هذين الحدّين ( الحبيبة + المكان )؟
يرتبط المكان بالحبيبة ارتباطا وثيقا، فحضورها يجعله عامرا بالحياة و غيابها يجعله محيلا على الموت و الفناء
الوقفة الطلليّة خاصيّة من خصائص الشّعر الجاهلي، و هي سنّة شعريّة متواترة و متوارثة
تلوح: تظهر + تبين
تشبيه:
الأداة: الكاف
المشبّه: الأطلال
المشبّه به: بقايا الوشم في ظاهر اليد
وجه الشبه: الدّوام و الاستمراريّة
شبّه الشّاعر لمعان آثار ديار الحبيبة و وضُوحها بلمعان آثار الوشم بظاهر اليد
تصعب إزالة ذكرى الحبيبة، كما تصعب إزالة الوشم: الحبيبة راسخة في ذهن الشّاعر متجذّرة في قلبه
يغدو المكان قادحا للذّكرى و مُهيّجا لمشاعر الشّاعر
ثنائيّة: المثير + الاستجابة
المثير: الطّلل
الاستجابة: الحزن و الألم
وقوفا / تجلّد: أمر يخرج عن معناه الأصلي و هو طلب القيام بالفعل على وجه الاستعلاء ليفيد الالتماس
لا تهلك: نهي يخرج عن معناه الأصلي و هو طلب الكفّ عن القيام بالفعل ليفيد الالتماس
أسلوب إنشائي طلبي
يلتمس الشّاعر من أصحابه أن يقفوا معه أمام أطلال ديار الحبيبة حتّى يشاركوه بكاءه أو حتّى يخفّفوا عنه آلامه و أحزانه.
مواساة الشّاعر: الصّبر + التجلّد
الأصحاب ( أو الخليلان ) سنّة شعريّة متوارثة طبعت الشّعر الجاهليّ
يقول امرؤ القيس:
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
إنّ استحضار الخليلين في مستوى القصيدة يشي بحاجة الفرد إلى الجماعة في تلك البيئة الصحراويّة القاسية
كأنّنا أمام كتابة ذاكرة، أي أنّ اللاّحق يُكرّر عادة بعض العبارات الجاهزة التّي يتوسّلها السّابق: هذا ما يُميّز ثقافة المشافهة التّي كانت سائدة في ذلك العصر ( تعتمد على الذاكرة في استدعاء الخطاب الشعريّ )
تلوح / يقولـ : صيغة المضارع: عدم الانقضاء
ينوس الزّمان في الوقفة الطلليّة بين حدّين:
الوقوف على الأطلال يتمّ في الزّمان الحاضر: زمن الألم و اللّوعة و الفراق و التوق إلى التلاقي
إنّه زمن يشعر فيه الشّاعر بغربة خانقة ( غربة: ماديّة + نفسيّة )، لكنّ هذه الأطلال بما تختزنه من معاني الفناء و العدم و الموت و السكون ستكون ذلك المثير الذي سيهوي بكرونولوجيّة الزمن ( تعاقب الزمن ) عن طريق عمليّة الاسترجاع أو الارتداد إلى الوراء، أي إلى ذلك الزمن السابق للأطلال
إنّنا في لحظة اشتغال الذاكرة و مباغتة الماضي للحاضر
انبثاق الحياة من أديم الموت و الفناء
يستهلّ الشّاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال و بُكاء الحبيبة و التّعبير عن عاطفة البين و الشّوق، و هي سنّة شعريّة كثيرا ما نجدها تُسيّج عمليّة إنتاج القصيدة الجاهليّة.
فها هو امرؤ القيس يقول:
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
المقطع الثّاني: وصف رحلة الحبيبة
الظّعينة: الرّاحلة يُرتحلُ عليها
الظّعينة: هودج مقعد ذو قبّة يُوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النّساء
ما العلاقة بين المقطع الأوّل و هذا المقطع؟
ذكرُ الطّلل سيُمثّل ذلك القادح المؤدّي إلى الحديث عن رحلة الحبيبة ( مشهد الظّعائن )
الانتقال من الحاضر ( الفراق و البين ) إلى الماضي ( لحظة الفراق )
كأنّ: أداة تشبيه
المشبّه: حدوج المالكيّة
المشبّه به: خلايا سفين
وجه الشّبه: الحركة
يتأسّس المقطع الثّاني على ثلاث صور:
- شبّه الشاعر الإبل و عليها الهوادج و هي تعبر الصحراء بالسّفن العظام و هي تعبر البحر: حركة متمايلة
- شبّه سوق الإبل و عليها الهوادج تارة على الطريق و تارة على غير الطريق بالسفينة التّي يميل بها الملاّح عن طريق السفن طورا و يهتدي طورا على حسب تصاريف الرياح
- شبّه شقّ مقدّمة السفينة الماءَ يشقّ المُفايل التّراب
يغلب على الصّور الطّابع الحسي و الاستلهام من بيئة الجاهليّ
أسباب ذلك:
- عفويّة الشّاعر الجاهلي و بساطة عيشه ( البداوة )
- المشافهة ( مقام الإنشاد )
إنّ حضور الصحراء و البحر وظيفيّ في هذا المقطع، فكأنّنا أمام صراع بين الموت و الحياة
الموت = الصحراء + الأطلال
الحياة = البحر ( رمزيّة الماء ) و خولة ( الحبيبة )
رحلة الحبيبة و قومها تحمل المعنيين معا: الحياة ( البحث عن الماء و المرعى ) + الموت ( الفراق )
رحلة الشاعر في نصّه الشعريّ تحمل المعنيين معا: الحياة ( الذكرى ) + الموت ( الحاضر: الفراق )
يستمدّ الشاعر الجاهليّ صوره و معانيه من بيئته
الشعر الجاهليّ ليس مُنبتّا ( منقطعا ) عن بيئته
المقطع الثالث: النسيب ( وصف محاسن الحبيبة )
الانتقال من وصف رحلة الظعائن إلى وصف الحبيبة
في الحيّ: مركّب بالجرّ: خبر متقدّم للعناية و الإبراز
ينفض: مضارع ( عدم الانقضاء ): الحركة
دلالات تقدّم المكان على الإنسان في هذا المقطع:
- المكان أصبح مُناقضا لما كان عليه الحال في مقطع الوقوف على الأطلال
- المكان أصبح عامرا مُفعما بالحياة بسبب وجود الحبيبة
كأنّ هناك استدعاء في مستوى القصيدة للأمكنة الخصبة التّي تتحقّق فيها شروط الحياة
السّمطُ: الخيط الذي نظمت فيه الجواهر
استعارة: شبّه الشّاعرُ الحبيبة بالشّادن ثمّ حذف المشبّه به
ملائمات تعود على الشّادن: ينفض المرد + تُراعي ربربا بخميلة + تناول أطراف البرير
استعارة مرشّحة ( ذُكر فيها ملائم المشبّه به )
الموصوف: الحبيبة
الصّفات:
- اللّون: السّمرة
- الجمال و الأناقة
- الخفّة و الرشاقة و النشاط ( تشبيه الحبيبة بالشادن )
- الشجاعة و المغامرة ( الحبيبة كالغزال الذي يترك قطيعه دون أن يخشى عاقبة ذلك )
تختلط صورة المرأة بصورة الحيوان ( الظبي ) و الجامع بين الصورتين الخفة و المغامرة و التحدّي
تشبيه تمثيلي
( ب 8 )
الصّورة الأولى: أسنان بيضاء تلُوح من بين شفتين سمراوين
الصّورة الثّانية: الأقحوان ( موصوف محذوف ) يلوح بين كثيبيْ رمل
شبّه بريق الأسنان بلون الأقحوان المنوّر، و شبّه لون الشفتين ( ألمى ) بدعصيْ رمل، و شبّه نضارة الشفتين و ما عليهما من الرّضاب بنضارة أوراق الأقحوان و ما عليها من طلّ نديّ
سمرة الشفتين و نظافة الأسنان و بريقهما و بياضهما
( ب 10 )
شبّه إشراق وجه الحبيبة و نقاءه و لينه ( دلالة على النّعمة ) بالشّمس المشرقة
الوجه يتميّز بالنقاء و الصّفاء
هذا يدلّ على أصل هذه الفتاة الرفيع: هي فتاة حرّة
نظام الوصف: هناك انتقال من الكلّ إلى الجزء
وظائف الوصف:
- الوظيفة التصويريّة: صورة الحبيبة
- الوظيفة التمجيديّة: التغنّي بمحاسن الحبيبة
- الوظيفة الرمزيّة: التغنّي بمحاسن الحبيبة هو تغنّ بهاجس الجاهليّ ( الحياة / الخصوبة / الجمال ) في هذه الطبيعة المعادية
معجم غزلي مألوف استمدّ الشّاعر عناصره من بيئته الصحراويّة و زاوج فيه بين الإنسان و الحيوان و النّبات سواء بالتّمثيل ( التّشبيه ) أو التخييل ( الاستعارة )
التأليف