سبب نزول سورة المنافقون
سورة المنافقون هي واحدةٌ من السور المدنيّة نزلتْ بعد سورة الحج وقبل سورة المجادلة، ويبلغُ عددُ آياتها إحدى عشرة آيةً، وتقعُ تلك الآيات في الرُّبعيْن الخامس والسادس من الحزبِ السادس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين.
اختلف العلماء في تحديد سبب نزول سورة المنافقون وفي تحديدِ وقت نزول السورة فقيل أنها نزلت في غزوة تبوك، لكنّ الأرجح والأشهر أنه كان في غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق، ففي أثناء ذلك اختلف رجلان حول الماء أحدهما جهجاه بن سعيدٍ مولى عمر بن الخطاب والآخر سنان الجهني حليف بني عوفٍ من قبيلة الخزرج؛ فضرب كلٌّ منهما الآخر، ثمّ صاح جهجهاه يا للمهاجرين وصاح سنان يا للأنصار، فاجتمع إليهم الناس ووصلَ الخبر إلى عبد الله بن أبي سلولٍ رأس النفاق في المدينة، فقال: "أقَد تَداعَوا عَليْنا، لَئِن رَجَعنا إلى المَدينةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعزُّ مِنها الأَذلَّ".
فأنزل الله قولَه تعالى:"هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّـهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ* يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ