0 تصويتات
في تصنيف مناهج بواسطة
شرح قصيدة سنرجع يوما كاملة

الاجابه هي

سوف يتم وضع الاعراب قريبا والان مع الشرح



الحنين إلى الأوطان والأهل والأحباب، من رقة القلب، وعلامات الرشد لما فيه من

الدلائل على كرم الأصل، وتمام العقل.


ولقد عرف العربي حب الوطن والحنين إليه منذ أقدم الأزمان، فحمل لنا الشعر العربي

صوراً رائعة من أشواق الشعراء وحنينهم إلى أوطانهم ومرابعهم ومراتع صباهم

فيندر أن تجد قصيدة عربية إلاّ وبها حنين إلى الوطن أو ذكر المنازل والديار، ولا غرو

في ذلك فالأرض قطعة من الإنسان لا يستطيع نسيانها متى حل أو رحل وهل يستطيع

الإنسان أن ينسى نفسه؟



*****************

*وأول ما يطالعنا في هذا الموضوع بيت امرئ القيس:

وقد طوفت في الآفاق حتى

.....................رضيت من السلامة بالإياب



*******************




*أما -ابن الرومي- فيوضح لنا بجلاء السبب في حب الأوطان عند العرب بقوله:

ولي منزل آليت ألا أبيعه
.................زوألاّ أرى غيري له الدهر مالكا
عمرت به شرخ الشباب منعما
.................بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه
..............لها جسد، إن غاب غودر هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم
.................مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم، ذكّرتهم
........................عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا


*****************************


*ويحكى أنه عندما كان ابن جبير في دمشق قُطِع أحد الأغصان الصغيرة من شجرة

كبيرة فأنشد قائلا:

لا تغترب عن وطن
..............واحذر تصاريف النوى
أما ترى الغصن إذا
..................ما فارق الأصل ذوى؟!


*****************************

*ولا يعرف معنى الحنين إلى الوطن إلا من ذاق مرارة البعد وقسوة الاغتراب، تقول

وجيهة بنت أوس الضبية عندما لامتها امرأة على شوقها لأرض عشيرتها:

وعاذلة هبت تلومني
..................على الشوق لم تمح الصبابة من قلبي
فما لي إن أحببت أرض عشيرتي
.................وأغضبت طرفاء القصيبة من ذنب


*****************************



وقد سئلت زينب أم حسان الضبية وكان أهلها قد زوجوها واحتملوها من البادية إلى

الحضر: أليس هذا الحضر أطيب مما كنت فيه أيام مقامك في نجد؟ فقالت:

فيا حبذا نجد وطيب ترابه
..........إذا هضبته بالعشي هواضبه
وريح صبا نجد إذا ما تنسمت
..............ضحى أو سرت جنح الظلام جنائبه
وأقسم لا أنساه مادمت حية
..............ومادام ليل من نهار.. يعاقبه


*********************************

*وقال ابن حمدون المالقي الأندلسي في الحنين إلى وطنه:

تناءت ديار قد ألفت وجيرة
...........فهل لي إلى عهد الوصال إياب؟
وفارقت أوطاني ولم أبلغ المنى
............ودون مرادي أبحر وهضاب
وفارقت من غرب البلاد مواطنا
..........فيسقي ربا غرب البلاد سحاب
فبالقلب من نار التشوق حرقة
..........وبالعين من فيض الدموع عباب


***********************


*ومهما بعد الانسان عن وطنه، ومهما كانت البلاد التي تضمه فإنه لا بد أن يحن إلى

وطنه، بل إن شوقه سيتضاعف حتما إذا كانت بلاده التي يحن إليها تضم بيت الله وقبلة

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)

سنرجع يوما الي حينا ونغرق فِي دافئات المنى اما الغرق فِي دافئات المنى، فَهو يمثل حالة شعورية انتعاشية مِن نحو؛ حيثُ نشوة الاستقرار والعودة، لكن هَذا الشعور لَن يتاتي دون اصرار، ومصابرة رغم العقبات الجسام المتمثلة فِي مرور الزمن ومسافات القطع والتفريق بَين الاهل: سنرجع مُهما يمر الزمان وتناي المسافات ما بيننا شرح ابيات قصيدة سنرجع يوما • واذا كَان المطلع الافتتاحي التاملي مباشرا،تقريريا الي حد ما، فان نسمة التصوير الفني تنداح مَع انفتاح النص علي همس الموسيقا بحروف سلسة، تكشف عَن استقرار ذهني، وغياب الاضطراب النفسي مما يمهد لولوج الرؤية التشكيلية الَّتِي تنبانا بها فِي مقدمة المقال، ويتجلي ذلِك مِن خِلال التهيئة الَّتِي يقدمها الشاعر بواسطة حرف النداءَ طالبا مِن القلب ان يتمهل،ثم بتلك الصورة الفنية الشفيفة لقلب يرتمي علي درب العودة:. فيا قلب مهلا ولا ترتمي علي درب عودتنا ان الارادة الَّتِي تَحْتل المكانة الاولي فِي النبوءة الشعرية تكشف أيضا عَن عالم شعوري يتمثل فِي ذلِك الحزن المنبعث مِن نون الجماعة، وهي تشاهد رفوف الطيور تقطع مسافات بعيدة عائدة لاعشاشها، بينما يترنح الشعب فِي المنافي قابعا تَحْت سياط ياسه وخطوب محنته، ومن هنا؛ فإن مزج الارادة مَع الحلم يقصف جناح الياس ويشعل فتيل التصميم: يعز علينا غدا ان تعود رفوف الطيور ونحن هنا اذا كَان الزمان قَد مِثل الحلم والبعد النفسي فِي وجدان الشاعر؛ فإن المكان بشموخه وثباته يصرخ بالنازحين صرخة مِن يجمع حوله الجند. هنالك عِند التلال تلال لكن هَذا الصراخ لَم يكن مجلجلا بل همسا رؤيويا علي طريقَة التصوير الفني المنسجمة مَع طبيعة الشعر،ولذا ستتجلي صورة مشهدية يرافقها ظرف المكان هُناك لترتفع فِي البعيد عِند التلال، ثم تستقر بهدوء عَليها الحالمون، واثقين بتحقق العهد، هؤلاءَ الواثقون يستحقون هَذه النِهاية الموعودة لانهم ” هُم الحب ” وايامهم الحب، هم ينتظرون لحظة تحلق فيها الغناءات كرف حمام شجي عبقري شهي: تنام وتصحو علي عهدنا وناس هُم الحب ايامهم هدوء انتظار شجي الغنا وتتجلي مساحات الشوق عَبر مساحات الارض الَّتِي تمثل المشوق أو المعشوق فِي ذاكرة الحالمين، ربوع مِن المد تنحني علي صفحة الماءَ ربوع مدي العين صفصافها علي كُل ماءَ وهي فانحنى ثم تنحني زهراتها اليافعة لتعب عبير الهدوء وصفو الهناء، وهنا فَقط تصل النشوة غايتها ويعلن افتتاح المهرجان ليغني العندليب ” سنرجع” هَذا الغناءَ العذب لَم يكن الا نبوءة خبر بها العندليب غدآة لقائه الشاعر علي واحد مِن منحنيات الرحيل وهُناك أيضا كَانت البلابل تزغرد زغردة صاغ مقاطعها الشعراء: تعب الزهيرات فِي ظله عبير الهدوء وصفو الهنا سنرجع خبرني العندليب غدآة التقينا علي منحنى بان البلابل لما تزل هُناك تعيش باشعارنا ومازال بَين تلال الحنين وناس الحنين مكان لنا فيا قلب كَم شردتنا الريح سنرجع يوما الي حينا…. هَذه الرؤية الحالمة ليست نزفا أو شجنا ما دامت مرتبطة بارادة فاعلة، الارادة الَّتِي تصاغ مِن خِلال الوعي المشارك فِي تشكيل المرحلة عَبر صناعة ثقافة الامل وصد تهافتات الرحيل عَبر تنازلات الساسة. اي ان الشعر الناعم هُنا يعيد سبك الرؤية السياسية مِن خِلال بنيته الحكيمة الَّتِي تجعل الواقع أكثر صلابة مِن خِلال بث روح الامل فِي تعرجات الزمان، واشراك البيئة فِي زغردة العرس المنتظر. وهنا يدخل البعد الانساني،بل الكوني فِي صياغة هَذا الحلم وبناءَ اركانه. لم يكن الشعر فِي يوم مِن الايام الا واجهة مِن واجهات التنظير الانساني، من خِلال رسالة تشَكل بَعدا مضمونينا مساندا للبعد الجمالي والتغني الناجم عَن الرقة أو العذبة سيلتحم بالتغني الناجم عَن الحلم والوعد والامل، وهي كلها معاني سامية تحلق فِي سماءَ حق العودة، وترسم خيوط شروطه الَّتِي لا تنازل عنها ابدا، لان الحق فِي مثاليته اشبه بالشعر فِي جماليته، واذا ما انتقص المبني الجمالي بانتقاص صدق التجربة؛ فإن الدلالة أو القيمة المعرفية الَّتِي يتناولها النص ستبقي ناقصة ما لَم تحلق عاليا فِي سماءَ الاباءَ والعزة. ومن هُو ذاك الدعي الَّذِي يستطيع ان يسقط حق امة فِي ان تستعيد كرامتها وتعود الي ديارها، وكيف يَكون ذلِك التغيير منطقيا والطيور المغردة تعزف علي لحن النصر وتابي ان تعيش فِي عبودية الحبس. ان قيمة النص لا تتشَكل مِن مقاطعه الموسيقية فَقط بل ستندغم مَع قيمه المضمونية لتكتمل فيه رؤيته الفنية والمضمونية. هَذا التصوير الفني البديع جعل واحدة مِن مشاهير الغناءَ العربي”فيروز” تشدو بهَذه المعزوفة بلحن رقراق بديع ، ولعل مِن اعجب ما فِي هَذا الغناءَ ان كثِيرا مِن السامعين يظنون فيروز تقول سنرجع يوما الي حيفا؛ لما بَين اللفظتين ” حينا ” و”حيفا” مِن تناغم عجيب.ولم تكُن فيروز فريدة فِي التفاتتها الذكية الي شاعرية هَذا المتالق، بل ان المجموعة القطرية صدحت منذُ عقود بقصيدته الرائعة احبك يا قدس.

 

مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...