شرح وتحليل قصيدة تلف مقيم أبو ذؤيب الهذلي
شرح قصيدة تلف مقيم ثاني ثانوي
شرح قصيدة تلف مقيم ثانية ثانوي.
أَمِـنَ الـمَنونِ وَريـبِها تَتَوَجَّعُ ***** وَالـدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
المنون جمع منية وهو الموت.
هنا الشاعر يخاطب نفسه أو بالأصح يعاتب نفسه على شدة جزعه وطول توجعه بسبب موت أبنائه الخمسة وان موتهم كان بيد الدهر الذي لا يثنيه عن مشيئته جزع من جزع ولا اعتراض من اعترض .فهو يطوف بالناس سواسية بلا هوادة وبلا توقف فما الفائدة من طول الجزع والحزن على ما قد وقع.
وقد يكون هذا البيت جزء مقدم من عتاب زوجته أميمية له على توجعه وجزعه مما أصابه.
وسنرى ذلك في الأبيات التالية.
قـالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً ***** مُـنذُ اِبـتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
أميمة هي زوجته.
وهو هنا ينقل لنا الحوار الذي دار بينه وبينها وهي تستفهم عن سبب شحوب لونه.
ونحول جسمه لدرجة أن منظره أصبح رثاً مبتذلا كمنظر شخص فقير رغم ما لديه من مال وفير.
الشاعر في هذا البيت يصور لنا عزوف نفسه عن مظاهر الحياة ومباهجها رغم ما يملك من أمول بعد أن فقد أبنائه لدرجة أنه أصبح شاحب اللون ناحل الجسم رث الهيئة.
وأن حزنه عليهم فاق حزن أمهم عليهم فأصبحت هي من يواسيه ويخفف المصاب عليه.
أَم مـا لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً ***** إِلا أَقَـضَّ عَـلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
لازالت أميمة زوجة الشاعر تسال وتستفهم... وقد تكون استفهامات حقيقة وقد تكون من خيال الشاعر لكي يوصل إلينا الصورة التي يريدها أن تصل.
وهنا أميمية تسأله عن سبب الأرق الذي يلازمه.
فهو لا يكاد يضع جنبه على الفراش حتى يقوم أما مفزوعاً من حلم مخيف.
أو يصيبه الأرق فيظل يتقلب على فراشه متململ لا يستطيع أن يتلاءم معه أو يستريح عليه.
فَـأَجَبتُها أَن مـا لِـجِسمِيَ أَنَّهُ ***** َأودى بَـنِيَّ مِـنَ البِلادِ فَوَدَّعوا
أودى بمعنى هلك.
الشاعر هنا يجيب على أسئلة أميمية ويخبرها عن سبب ذلك الأرق وسبب ذلك الشحوب.
فهلاك أبنائه الخمسة في عام واحد و وداعهم لهذه الدنيا بلا رجعه هو سبب أرقه وسبب شحوبه.