0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
شرح قصيدة تلف مقيم ثاني ثانوي
شرح قصيدة تلف مقيم ثانية ثانوي.

أَمِـنَ الـمَنونِ وَريـبِها تَتَوَجَّعُ ***** وَالـدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

المنون جمع منية وهو الموت.

هنا الشاعر يخاطب نفسه أو بالأصح يعاتب نفسه على شدة جزعه وطول توجعه بسبب موت أبنائه الخمسة وان موتهم كان بيد الدهر الذي لا يثنيه عن مشيئته جزع من جزع ولا اعتراض من اعترض .فهو يطوف بالناس سواسية بلا هوادة وبلا توقف فما الفائدة من طول الجزع والحزن على ما قد وقع.

وقد يكون هذا البيت جزء مقدم من عتاب زوجته أميمية له على توجعه وجزعه مما أصابه.

وسنرى ذلك في الأبيات التالية.

قـالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً ***** مُـنذُ اِبـتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

أميمة هي زوجته.

وهو هنا ينقل لنا الحوار الذي دار بينه وبينها وهي تستفهم عن سبب شحوب لونه.

ونحول جسمه لدرجة أن منظره أصبح رثاً مبتذلا كمنظر شخص فقير رغم ما لديه من مال وفير.

الشاعر في هذا البيت يصور لنا عزوف نفسه عن مظاهر الحياة ومباهجها رغم ما يملك من أمول بعد أن فقد أبنائه لدرجة أنه أصبح شاحب اللون ناحل الجسم رث الهيئة.

وأن حزنه عليهم فاق حزن أمهم عليهم فأصبحت هي من يواسيه ويخفف المصاب عليه.

أَم مـا لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً ***** إِلا أَقَـضَّ عَـلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ

لازالت أميمة زوجة الشاعر تسال وتستفهم... وقد تكون استفهامات حقيقة وقد تكون من خيال الشاعر لكي يوصل إلينا الصورة التي يريدها أن تصل.

وهنا أميمية تسأله عن سبب الأرق الذي يلازمه.

فهو لا يكاد يضع جنبه على الفراش حتى يقوم أما مفزوعاً من حلم مخيف.

أو يصيبه الأرق فيظل يتقلب على فراشه متململ لا يستطيع أن يتلاءم معه أو يستريح عليه.

فَـأَجَبتُها أَن مـا لِـجِسمِيَ أَنَّهُ ***** َأودى بَـنِيَّ مِـنَ البِلادِ فَوَدَّعوا

أودى بمعنى هلك.

الشاعر هنا يجيب على أسئلة أميمية ويخبرها عن سبب ذلك الأرق وسبب ذلك الشحوب.

فهلاك أبنائه الخمسة في عام واحد و وداعهم لهذه الدنيا بلا رجعه هو سبب أرقه وسبب شحوبه.

أَودى بَـنِيَّ وَأَعـقَبوني غُـصَّةً ***** بَـعدَ الـرُقادِ وَعَـبرَةً لا تُقلِعُ

الرقاد يريد به الموت.

هلك أبنائي وتركوا في نفسي غصة لا تزول ودمعاً لا يتوقف على رحيلهم المر الأليم.

سَـبَقوا هَـوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ ***** َفـتُخُرِّموا وَلِـكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

سبقوا هواي .. ما هو هوى الشاعر هنا قد يكون هو أن يرى أبنائه أبطالا صناديد شرفاء كرماء قد يكون كذلك.

ولكن هذا الهوى وهذه الأمنية لم تتحقق فقد سبقتها أمنية أبنائه بمعانقة الموت ولقائه.

ولكن الموت صرعهم بسهامه التي اخترقتهم كالنبال فأودتهم صرعا.

فَـغَبَرتُ بَـعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ ***** وَإَخـالُ أَنّـي لاحِـقٌ مُستَتبَعُ

غبرت : بمعنى مكثت.

ناصب: بمعنى شاق ومتعب.

أخال : أظن وأتوقع.

فهو يقول مكثت بعد رحيل أبنائي في عيش شاق ومتعب وأظن أني سوف ألحق بهم واتبعهم إن بقيت على هذه الحالة.

وهو في هذا البيت لا يشكوا فقد أبنائه فحسب لكنه يشكوا افتقاده لمن يساعده ويعينه على مشاق الحياة بعد موت أبنائه.

فقد أصبحت الحياة بعد موتهم شاقه ومضنية ومتعبة لا يقوى عليها لدرجه انه قد يهلك لو مكث على هذه الحال.

وَلَـقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ ***** فَـإِذا الـمَنِيِّةُ أَقـبَلَت لا تُدفَعُ

هنا تتجسد عاطفة الأبوة وحرصه الأب على أبنائه ودفاعه عنهم ضد كل شر أو مكروه.

ولكن أتاهم مالا طاقة لأبيهم بدفعه عنهم وهو الموت.

واستخدام حرف الجر الباء في قوله ( بأن أدافع عنهم ) للاستدلال على السرعة في الحركة أو ردة الفعل للدفاع عن أبنائه.

وَإِذا الـمَنِيَّةُ أَنـشَبَت أَظـفارَها ***** أَلـفَيتَ كُـلَّ تَـميمَةٍ لا تَنفَعُ

ألفيت : بمعنى وجدت.

التميمة : هي ما يعلق على الصدر من خرز أو غيره لدفع الأضرار أو الأمراض.

أو العين أو السحر وهي من العادات الجاهلية التي نهى عنها الإسلام.

الشاعر هنا يصف الموت ويشبهه بوحش كاسر لا تنفع معه التمائم حين يُنشب أظفاره في صدر ضحيته فلا يتركه إلا وقد قضى عليه.

فَـالعَينُ بَـعدَهُمُ كَـأَنَّ حِداقَها ***** سُـمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ

حدقة العين هو سوادها.

سملت أي فقئت.

فهو يقول عيني بعد رحيل أبنائي كأنها فقئت بشوك حتى أصابها العور وهي لازالت تدمع.

وهذا يدل على شدة الحزن والأسى الذي أصابه على فقد أبنائه لدرجة أن سواد عينيه قد ذهب من شدة البكاء والحزن عليهم.

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...