دع عنك لومي – لابي نواس
دَعْ عَنْكَ لوْمِي فإنَّ اللوْمَ إغراءُ وَدَاوِني بالتي كانَتْ هيَ الداءُ
صَفْراءُ لا تَنْزِلُ الأحزانُ ساحتها لـوْ مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتْهُ سَرَّاءُ
قـامَتْ بإبْـريقِها والليلُ مُعْتَكِرٌ فَلاحَ مِنْ وَجْهِهَا فِي البَيْتِ لألأءُ
فَأرْسَلتْ مِنْ فَمِ الإبريقِ صَافِيَةً كـأنَّمَا أخْذُها بالعَيْنِ إغفـاءُ
رَقَتْ عَنْ الماءِ حتى ما يُلائِمُها لـطافةً وَجَفَا عَنْ شَكْلِهَا الماءُ
فلوْ مَزَجْتَ بِهَا نُوراً لمَازَجَهَا حَتَى تُولَدُ انْواُرُ وأضواءُ
دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزمانُ لهُمْ فمَا يصيبُهُمْ إلا بِمَا شاءُوا
لِتِلْكَ أبْكِي ولا أبْكِي لِمَنْزِلَةٍ كانَتْ تَحِلُ بِهَا هِنْدُ وأسماءُ
حاشا لدرة ان تبنى الخيام لها وأن تروحَ عَليْها الإبلُ والشاءُ
فقل لمن يدّعي في العلمِ فلسفةٍ حَفِظْتَ شيئاً وَغابَتْ عَنْكَ أشيَاءُ
شرح الأبيات:
البيت الأول:
دع عنك لومي فان ا للوم إغراء وداوني بالتي كانت هي ا لداء
في ا لبيت الاول يوجه ابو نواس كلامه للائمه ويقول له لا تلمني لان ذلك ليس من حقق ،وكلما لمتني اكثر فاني ساشرب الخمر اكثر وساتعلق بها اكثر هي الشفاء لعلتيفي نفس الوقت الذي فيه هي علتي. .
البيت الثاني:
صفراء لا تنزل الاحزان ساحتها لو مسها حجر مستة سراء
يصف في هذا البيت لون الخمرة ويقول انها صفراء لا يمكن لشاربها الا ان يشعر بالسعادة حتى ولو كان حجرا اصم فهي قادرة على بعث الحياة والفرح حتى في الجماد .
البيت الثالث:
قامت بابريقها والليل معتكر فلاح من وجهها في البيت لألأ
يصف ابو نواس بهذا البيت الفتاة التي كانت تسقيهم الخمرة ويصف هذه الساقية وكأنها نور يتلألأ في المكان وهي بنورها كانما تضيء الليل .
البيت الرابع :
فارسلت من فم الابريق صافية كانما اخذها بالعين اغفاء
هذة الساقية الحسناء بدات بسكب الخمرة الصافية والمتوهجة وكان العين لا تستطيع ان تنظر اليها لشدة توهجها .
البيت الخامس:
رقت عن الماء حتى ما يلا ءمها لطفا عن شكلها الماء
يواصل ابو نواس وصف الخمره فيقول انها على درجة عالية من اللطف والرقي فإذا مزجتها مع ماء فإنها لا تختلط به .
البيت السادس:
فلو مزجت بها نورا لمزجها حتى تولد انوار واضواء
الخمرة شيء ساحر فلو مزجتها بالنور لتدفق الكون من حولك نورا واشرق.
البيت السابع:
دارت على فتية دان الزمان لهم فما يصيبهم الا بما شاوا
يتحدث ابو نواس في هذا البيت عن النديم هو الشخص الذي يصاحب شخصا اخر في شرب الخمرة فيقول اننا لجأنا للخمرة بسبب ما قضاه علينا الدهر وليست الخمرة سبب لما وصلنا له، فوضعنا الحالي ليس نتيجة للخمر بل اننا لجأنا لها بسبب هذا الوضع الذي نعيشه.