حل المنظوم ونظم المنثور
دراسة في العلاقة بين الشعر والنثر
الملخص باللغة العربية
يسعى هذا البحث إلى الوقوف على مسار العلاقة بين الشعر والنثر، وذلك من خلال الدراسة التاريخية التطبيقية، فقد بدأ الشعر في العصر الجاهلي مسيطراً على المشهد الأدبي العام بما أوتي من قدرة على التأثير في النفوس، لكن هذه الحالة لم تدم طويلاً إذ حدثت هناك تحولات جعلت الشعر ينسحب تدريجياً لصالح النثر، وقد بدأ ذلك مع نزول القرآن الكريم وتقليله من شأن الشعر والشعراء، ثم بعد ذلك ما حدث من قوة تأثير النثر على الحياة العامة بعد عصر التدوين، إذ صار النثر متمثلاً بالكتابة يأخذ دور الشعر، وصار الكتاب ممثلي السياسة، ووزراء الخلفاء وجلساءهم ومربي أبنائهم، وصار ينظر إلى الشاعر على أنه المتطفل والمتكسب بشعره على الأبواب، وبذلك فقد الشعر بريقه، ومع مرور الزمن تحولت الأنظار عن الشعر لصالح النثر، فصار النثر هو المعبر عن الحاجات الإنسانية للمجتمع ولم تعد فضيلة الشعر كما كانت سابقاً
إن الشعر لم يفقد أهميته فجأة بل كان هناك صراع وتحولات ثقافية واجتماعية أدت إلى ما سمي بحل الشعر؛ أي تحويله من منظوم إلى منثور، حتى وإن ظهر تطور طبيعي في حركة الشعر في العصور اللاحقة؛ وذلك كي تتم البرهنة على أن للنثر القدرة على التعبير عن المعاني بالكفاءة نفسها التي كانت حكراً على الشعر، ومرت عملية حل الشعر بمراحل متعددة حتى أصبحت نظرية مكتملة على يد ابن الأثير في القرن السادس الهجري، فنظر لها وأعطى التطبيقات عليها، ثم بعد ذلك صار النثر سيد المشهد الادبي بما يحمله من قوة التعبير عن كل الحاجات والمتطلبات التي يقتضيها العصر، وصار عنوان التطور للمراحل اللاحقة.