قصة جميلة عن الإيثار
في قرية جميلة بغرب الهند عاش شقيقان متحابان ، كان الأخ الأكبر يسمى سوراج والأخ الأصغر يسمى سلطان ، ورثا الاثنان عن والدهما أرضًا زراعية كان يقتات عليها في حياته ، ولكن بعد وفاته تم تقسيم الأرض بينهما بالتساوي ، وأصبح لكل منهما منطقة زراعية منفصلة عن الأخر .
ومع مرور الوقت تزوج الأخ الأكبر سوراج وأصبح لديه أطفال صغار ، ولكن الأخ الأصغر سلطان لم يتزوج وكان لا يزال أعزب خاليًا من المسئوليات والضغوط ، وفي إحدى الليالي بينما كان الأخ الأصغر سلطان مستيقظًا أخذ يتأمل حياة أخيه الأكبر وأولاده .
وقال لنفسه : ليس من العدل أن يكون لدينا أرضًا متساوية ، فأخي لديه ستة أطفال مسئولون منه لابد أن يطعمهم ويقدم لهم كل احتياجاتهم ، يجب أن يكون نصيبه أكثر مني وبعد فترة من التفكير ذهب سلطان إلى صومعته التي بها يخزن بها القمح الخاص به ، وأخذ معه كيس من القمح ووضعه بصومعة أخيه الأكبر سوراج .
ثم عاد إلى بيته سعيدًا بما فعله مع أخيه ، وفي نفس الليلة كان الأخ الأكبر سوراج مستلقيًا يفكر في حياة أخيه الأصغر سلطان ويقول لنفسه : ليس من العدل أن يكون لدينا أرضًا متساوية فأنا لدي زوجة وأبناء .
حينما يتقدم بي العمر وأصير في شيخوختي ، سيكون لدي أنا وزوجتي أبناءً يهتمون بنا ، ولكن أخي ليس لديه أحد لذا يجب أن يكون لديه المزيد من الحبوب كي يبيعها ويتوفر لديه المال فلا يحتاج للعمل في شيخوخته ، وعلى الفور ذهب سوراج إلى صومعته وحمل كيس من القمح ووضعه في صومعة أخيه الأصغر .
وبعد عودته شعر بسعادة غامرة لما فعله ، وفي صباح اليوم التالي وأثناء تفقد كل منهما لصومعته فوجئا كل منهما بأن عدد أكياس القمح كما هي لم تزيد أو تنقص ، فاندهشا كثيرًا لذلك وقرر كل منهما أن يعود ليلًا ليقوما بنفس الفعل ، وبعد أن حل الظلام جمع كل شقيق منهم كمية من القمح من صومعته ، ووضعها في صومعة الأخر دون أن يشاهدا بعضهما البعض أو يعرفا ما حدث .
ولكن في صباح اليوم التالي وأثناء تفقد كل منهما لصومعته كانت الحيرة تعتريه ، لأن عدد أكياس القمح كانت كما هي لم تقل أو تزيد ، فتعجبا الاثنان ولم يعرفا بالضبط كيف حدث هذا ؟ وفي الليلة الثالثة كان كلا الشقيقان أكثر تصميمًا على نقل كمية كبيرة لصومعة الأخر .
فقام سوراج بوضع كمية كبيرة من أكياس القمح على عربة لكي ينقلها لصومعة أخيه ، وقام سلطان بوضع كمية كبيرة من القمح على عربة أخرى لينقلها أيضًا لصومعة أخيه ، وتحت ظل القمر لاحظ سوراج شخصًا يسير بعربة من بعيد ، وقال لنفسه من يكون هذا الرجل الذي يسير بالقرب من صومعتي في الليل ؟
كما لاحظ سلطان أيضًا شخصًا ما يسير بعربة ويتحرك بها من بعيد في اتجاه صومعته ، وعندما اقترب الأخوان من بعضهما البعض أدركا ما يحدث ، وعلما بحرص كل منهما على الأخر وتفضيله على نفسه .
فقام سوراج باحتضان أخيه الأصغر سلطان في تأثر شديد ، وشكرا الاثنان بعضهما البعض على كل ما حدث وتفكير كل منهما في الأخر ، وتذكرا والدهما الذي زرع المحبة بينهما ورباهما على العطاء وحب الخير للآخرين ، وكم كان يقول لهما إن سعادة العطاء أكبر بكثير من الأخذ .