0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
موضوع عن المواطنة والانتماء للجمهورية العربيةالسورية


أول الوعي… الوحدة الوطنيةيجعلنا الاحساس بفقدان الوطن نشكي حتى “لطوب الارض”. نقول في أنفسنا اننا لا نسوى قشة من دونه وان الروح معلقة في نعاله والقمم. نتساءل بحرقة اليتيم ماذا يمكنان نفعل لانقاذه واين الخطأ. نلوذ بضعفنا وحيرتنا بينما الحل بين ايدينا وفي صلب وعينالو نحن عارفون. والوعي هو من اهم الادوات الشعبية على الاطلاق التي يمكن ان تضع حدا فوريا امام تدهور وتدحرج الوطن باتجاه الهاوية. واول الوعي هو الوحدة الوطنية.تتألف عبارة )الوحدة الوطنية( من حدي الوحدة وتعني تجميع و ضم الاشياء او المفاهيم او الافراد ضمن بوتقة واحدة. اما كلمة الوطنية فتعني كل ما له علاقة بالوطن – الارض. انها ايضا تعني طول الانتماء لوطن ما او ارض بعينها وحمل جنسيتها والتحدث بلغتها والمساهمة في بناءها والعيش تحت منظومة واحدة مشتركة من القوانين والقيم الاجتماعية والروحية الموافق عليها او المراد تحسينها لما فيه خير وصالح المجتمع مع الاحتفاظ بخصوصية كل اثنية واحترام عاداتها.ما يشد من أزر الوحدة الوطنية هو التهديد المشترك لوجود المجتمع ومؤسساته التي يستفاد منها الجميع. قد لا يكون ضروريا أن نعثر بيننا كاثنيات على نقاط كثيرة مشتركة – وهذا مصدر غنى للشخصية العربية السورية وليس فقر – مع ادراكنا بالعمق انه ليس هذا هو السبب الذي يجمع الناس وانما التحام هذه الاختلافات اوهذا الغنى الفسيفسائي بالذات امام التهديد المشترك.وموضوع الوحدة الوطنية هو الانسان تحديدا الذي يحيى ويعيش فوق ارض الوطن والذي يرتبط مع هذه الارض بعلاقة تاريخية وروحية ومادية – اقتصادية. والاهم انه اختار هذا الوطن بارادته وبكامل قواه العقلية.ولقد قدم الكثير من الفلاسفة والمفكرين الغربيين والعرب عبر التاريخ الحديث والقديم من أمثال روسو وهيجل و مكيافيلي وابو حامد الغزالي ورينان وفيخته وغيرهم كثيرين تصوراتهم عن معنى الوحدة الوطنية ومقوماتها انطلاقا من الظروف التاريخية التي وجدوا انفسهم وبلدانهم فيها، اعتقد انني استطيع اختزال اغلبها ببضعةنقاط مشتركة:1- الولاء للحاكم باعتباره راس السلطة الذي تجمع الكل تحتها. والولاء لا يكون الا بقدر ما يمثل هذا الحاكم من قيم المجتمع والقدرة على الدفاع عنها والحفاظ على السلم الاهلي.2- الولاء للدولة كمنظومة مؤسساتيه عن طريق غزر حب الوطن في المواطنين من خلال المناهح التعليمية والتوجية السياسي.3- وجود اتفاق جماعي واجتماعي بين النظام)القيادة السياسية القائمة( والشعب ضمن بوتقة وطنية قومية حيث الفرد يطيع الحكومةالتي ارتضاها وانتخبها ووافق على سياستها.4- طاعة القانون الذي هو فوق جميع الافراد- المواطنين. انه القانون الذي ينطوي على العدلويحكم بالعدل.5- اللغة المشتركة التي هي لسان جميع المواطنين وهي الأداة الوطنية المميزة التي تجمع الكل. واللغة هي الوعاء الثقافي الاجتماعي للمواطنين بجزء كبير منها وهي الوسيلة التخاطبية الاولى بين الافراد – المواطنين للتعبير عن هواجسهم وموضوع حريتهم وافكارهم.6- التاريخ المشترك الذي يضم هذه المجموعة من المواطنين الذين يملكون جعبة من الذكرياتالماضية الروحية والمادية المشتركة. وكذلك هي الاحلام المشتركة للمستقبل.7- هناك ايضا الانتماء للتراب الوطني السوري بحدوده الجغرافية والحفاظ على هذه الوحدة من اي عوامل تقسيم.أما عند ماركس فالوحدة الوطنية تكمن في القضاء على الصراع والانقسام بين الافراد في المجتمع الواحد الذي يعود اصلا الى التفاوت الطبقي والاقتصادي والذي يُحل من خلال القضاء على الملكية الخاصة في المجتمع وتسليم مقاليد الحكم كلية لطبقة البروليتاريا. انه يرى ان الصراع سيكون حتميا في ظل التفاوت الطبقي الاقتصادي اي بين الطبقة التي تملك قوة العمل وتلك التي تسيطر على هذه القوة ؛ او بين العمال والطبقة الحاكمة. لهذا كان من الضروري ان يكون هناك مصالح اقتصادية مشتركة لكي تتعزز الوحدة الوطنية في المجتمع.وما حصل في سوريا هو تماما: ابتعاد قسم من الشعب او بعض الافراد عن مفهوم الوحدة الوطنية والمطالبة بوطن يشمل فقط اثنية او طائفة واحدة لكي تحتل الوطن وهذا امر شكل ضربة قاضية للوطن بكليته علاوة علىاستحالة هذا الامر عمليا. ان هذا القسم الذي اراد الاستئثار بسوريا لايمكن ان يعي معنى الوحدة الوطنية الذي اسلفته سابقا لانه ضرب عرض الحائط بكل مقوماتها واراد فرض ارادته بقوة السلاح وتدمير الاسس التحتية المادية والروحية التي تقف عليها بنية الدولة والوطن. ولست هنا بوارد تبيان الاسباب او تقديم اي تحليل للأمر بقدر ما اريد توصيفما يحدث بكل بساطة.الوحدة الوطنية في الدستور السوري الجديد 2012إن الاحساس بالانتماء للحاضر في كل لحظة والدفاع عن المستقبل هو ما يحفز الاحساس بالوحدة الوطنية ويرسخة ويميزه.الوحدة الوطنية هي في صلب الفكر المدني بينما يحفزنا العقل الديني – الذي هو قاتل الوحدة الوطنية – للعودة في كل مرة باتجاه الماضي وبعنف.وها أنا أتساءل، مع ذلك، لما للماضي هذه القوة الماسية المتوهجة !؟ ألانه سحيق بعيد لا ينفع معه النقد او الشك والبحث وان ما مضى قد مضى؟ لماذا لكلمات القدماء هذا الوقع الجليل في نفوسنا ولما كانت نصوصهم فوق النقاش واستثناءاتهم قواعد لأيامنا؟ هل هي هالة الموت ! الغياب ! هل هو سحر القدم ! هل هو هذا الإشعاع المبارك الذي ظننا انه يلف كل رجل أطلق لحية في عصرهاو شاعر تطلع من مضاربه الى القمر فنحت كلمتين على بردية أو حجر !لماذا يتحول الماضي إلى )قَدر( جاثم متراكم ككرة ثلج متدحرجة، متضخمة، مندفعة باتجاه)الآن(، عابسة، ومكفهرة ! ما الحل أمام مده وهيمنته ! ما الحل ونحن نقر، بان لا وجود للثابت حتى في جوهر المادة ذاته بينما نتعامل مع الماضي و كأنه الثابت الاستثنائي.يفهم العقل العربي الاختلاف والمعارضة كوجهين لعمله واحدة. يفهمهما كنوع من التحدي أو التخطيء لما كان ولما اسلف ولما هوقائم لدى الآخرين و ذلك لانه عقل فطر على)الابقاء( على الاشياء والمفاهيم واعتاد المرور إلى )جوارها( بدلا من اختراقها ومواجهتها كمغامر يريد ان يصل إلى ابعد نقطة من كينونته الإنسانية ! وهو يفعل نفس الشيء بالنسبة للآخر فيرفض ان يقبله شريكا الا اذا كان من صلب معتقداته التي يحاول جاهدا لكي تكون الغلبة لها.في أدبيات الدستور السوري الجديد نعثر على بعض البنود التي تتعلق بالوحدة الوطنية والتي تحيل المواطن الى الحاضر كلية وتدفعه باتجاه المستقبل. صحيح ان هناك بعض البنود التي يجب تغييرها فتأتي داعمة لعمليةتأسيس النسيج الوطني وتجذره في الوجدان العربي السوري بشكل أكبر أكمل الا ان ارهاصات هذا النسيج بينة وواضحة و لا لبس فيها:تقول المادة الثالثة من الدستور السوري 2012: تحترم الدولة جميع الأديان، وتكفل حرية القيام بجميع شعائرها على أن لا يخل ذلك بالنظام العام.المادة التاسعة من الدستور السوري 2012:

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
يكفل الدستور حماية التنوع الثقافي للمجتمع السوري بجميع مكوناته وتعدد روافده، باعتبارهتراثاً وطنياً يعزز الوحدة الوطنية في إطار وحدة أراضي الجمهورية العربية السوريةالمادة الثالثة والثلاثون من الدستور السوري 2012:1- الحرية حق مقدس وتكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم.2- المواطنة مبدأ أساسي ينطوي على حقوق وواجبات يتمتع بها كل مواطن ويمارسها وفق القانون.3- المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة.4- تكفل الدولة مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين.على الرغم من اعتبار الدستور السوري اليوم من اهم دساتير العالم الديمقراطية غير اننا ما زلنا نعاني العجز عن تحقيق اختراق فعلي فيما يتعلق بالوحدة الوطنية بالنسبة لتكامل المواد المتعلقة بها، من حيث عدم تحديد دينرئيس الجمهورية او من حيث اعتبار الفقة الاسلامي مصدر للتشريع الرسمي او من ناحية اعتبار الاحوال الشخصية لكل طائفة هي المرجع بدلا من ان يكون هناك قوانين مدنية تحكم الجميع. مع ذلك، لا يمكن التوقف عن تحسين مواد وبنود الدستور باتجاه هذا الهدف المنشود ؛ اللحمة القصوى بين اطياف المجتمع كله.الخريطة الاثنية والدينية في سورياالحقيقة لا تتوافر مصادر موثوقة ومعتمدة احصائية تحدد بدقة ووضوح »خارطة التركيبة الاثنية و الدينية السكانية« في سورية. ولكن ما لدينا من معلومات ومعطيات عن هذا الامر انما يشير بشكل لا لبث فيه على وجود عرب وأكراد وشركس وأرمن و سريان وداغستان وتركمان وشيشان وغجر وغيرهم قوميات وأثنيات في سوريا بالاضافة الى العديد من الطوائف الدينية مثل الاسلام)بطوائفه( والمسيحية )بطوائفها( والدروز واليهود والاسماعيلين واليزيديين والعديد من الطوائف الاخرى.وسوريا التي تعتبر من أقدم الاماكن المأهولة في التاريخ كان من الطبيعي ان تستوعب هذه الاقليات او هذا التنوع الكبير من الاثنيات والاديان الذي يعتبر مصدرا مهولا لغناها وليس اداة لتفتتها. لقد كانت ارض سوريا مسرحا لكثير من الصراعات التي دارت بين الامبراطوريات الكبرى وممرا لقوافل الهجرة الكبيرة وللانزياحات السكانية التي عبرتها عبر آلاف السنين. وحتى في العصور الحديثة دخل سورياالكثيرين من القوميات المهاجرة ابتداءا من الصليبيين وانتهاءا بآخر المفتونين الغربيين الذين طاب لهم هواها فأقاموا في أزقتها مثلبعض الفنانين والمفكرين الاوروبيين الذين تصدفهم اليوم في حواريها الاثرية القديمة يتأملون بعيون الوله حجارتها والقبب.يجب ان نعترف ان السلم الاهلي الذي عرفه المجتمع السوري طوال مئات من السنين السابقة يرجع الى ايمان السوري بكل طوائفه وقومياته وأديانه بالتعايش. ولقد وصلت ذروة التعايش في الحقيقة بعد خروج الاستعمارين العثماني والفرنسي من سوريا حيث شعر الكل بالتهديد المشترك وبقوة فتعاضددوا. لقد عانوا من الفتنة التي خلقها المستعمر وعمدوا بعد خروجه الى ضبط السلم الاهلي بالمواثيق الجديدة والتحالفات بين مختلف شرائح المجتمع السوري. ففي سوريا كان من المشين ان يسال الواحد الاخر عن دينه. احيانا كان يتم الامر بشيء من الموارية فيسألالواحد فينا الآخر اين يسكن وعن اسم العائلة. لكن اليوم في سوريا من الصعب التعويل علىهذا النوع من الاسئلة كثيرا إذ في كل حي يختلط العديد من ابناء الطوائف المختلفة، كماأن العديد من اسماء العائلات تكنى بها الطوائف الاسلامية والمسيحية بمختلف تفرعاتها. والحق، لقد وعت الدولة في وقت من الاوقات هذا الامر فتم العمل على التوزيع الاثني والديني المتوازن في الكثير من احياء المدن واماكنها السكنية. مع ذلك بقي هناك بعض القرى او المناطق في سوريا التي يقطنها ابناء طائفة بعينها لم ينتقلوا الى أماكن منذ اجيال واحقاب طويلة و بالتالي لم يُعمل على نقلهم او تبديل مكان سكنهم بسبب حالة التعايش التي كانت تتميز بها هذه القرى مع بعضها البعض، ناهيك عن حالات التزاوج الكثيرة واليومية المختلطة بين الطوائف والتي تشجع عليها الحياة المدنية العامة في سوريا الامر الذي يزيد من اللحمة الوطنية ويقوي التقارب بين أطياف الشعب ويرسخ الفهم لطبيعة كل أثنية أو طائفة.في نفس الوقت راعى الاعلام السوري الرسمي هذا الامر فامتنع عن الخوض في اي حديث يمكن ان يلمح من قريب او بعيد عن اي امر طائفي مكتفيا بنقل الصلاة الخاصة باعياد المؤمنين من مسلمين ومسيحيين بينما اعرض عن نقل اي نشاط ديني آخر حرصا على عدم تفعيل الهيئة الدينية للمجتمع. مع ذلك، وخلال العشر سنوات الاخيرة عرفت سوريا وبسبب من الاتكال على التعايش الديني، فورة من الحرية الدينية حيث كثر بناء دور العبادة ومدارس تحفيظ القرآن وظهور جميعات دينية كثيرة مع إن ذلك لم يترافق مع مراقبة لفهم طبيعة هذه الفورة و بالتالي غابت أي معالجة حقيقية من قبل الدولة للبؤر السكانية التي شكلت في الاحداث لاحقا حضنا للفتنة والارهاب الديني حيث الوعي الوطني كانت في ادنى مستوياته.قبل الاحداث في سوريا كان هناك مطالب شعبية تنشد التغيير من قبل المواطنين بالنسبة للكثير من الامور الاصلاحية مثل الفساد والبطالة والاحزاب وأمور كثيرة لها علاقة ربما بالواقع المعاش في سوريا ولد على الرغم من الانتعاش الظاهري الكبير في مختلف الحياة الاقتصادية والاجتماعية في سوريا حيث انتقلت البلاد في غضون فترة قصيرة من حال الى حال. مع ذلك وبالرغم من كل هذا التأفف الشعبي من الواقع المعاش الا انهلم يكن هناك حراك فتنوي طائفي بالمطلق ولم يكن هناك مؤشرات بادية للعيان على انه يمكن ان يتكون هناك اي ظاهرة لتطرف ديني، فالحرية الدينية المعطاة للجميع لم يكن احد – وهنا يكمن الخطأ ربما – يظن انها ربما قد تشكل الظهر الداعم لبعض المتطرفين لكي يحولوا اي اعتراض على فساد الى حالة طائفية خرقاء.مع ذلك هناك دلالات كثيرة في المجتمع السوري عن طائفة المواطن فالمسيحي يضع الصليب والمسلم يعلق نسخة من القرآن والنجمة الخماسية يستخدمها الدروز والسيف ذو الرأسين يستخدمه العلويون. اما اليزيديون فيضعون الطاووس الملك وهناك صور الامام الاسماعيلي لدى الاسماعيليين والكثير من الصور الفلكلورية باللباس القوقازي التقليدي للشراكسة. في حين بقي قسم كبير جدا من السوريين يمتنعون عن اقتناء او لبس الرموز الدينية اي كانت لكي لا يميزوا انفسهم انطلاقا من الدين، وهذا توجه علماني عرفت به سوريا المعاصرة.الحق انه من غير الواقعي ان نقول انه في سوريا هناك عائلة سنية او شيعية خالصة. فالكل مصاهر للكل كما اسلفت سابقا. كما ان هناك تداخل ايضا بين العائلات المسيحية والاسلامية بمختلف اطيافها. والمراقب لزوار الاماكن الدينية المسيحية والاسلامية يجد ان هناك اكثر من 25% من الزوار هم من ابناء الطوائف الاخرى. فصيدنايا يأمها الكثير الكثير من العائلات السنية والشيعية والعلوية التي تحمل معها الزيت والنذور بشكل موسمي. كما أن مقام السيدة زينب والمسجد الاموي في دمشق يعتبران قبلة سنوية لما يقرب من 50 % من ابناء الطوائف الاخرى.
مرحبًا بك إلى حلول، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...