الجزء الثاني من الشرح :
• مفردات :
1-ألح : استمر .
2-النزف : سيولالدم .
3-أحاله : حوله .
4-الجادي : الزعفران .
• شرح :
يصف الشاعر موت ابنه بعد أن اشتد عليهالمرض والنزف حتى حول لونه إلى الاصفرار والذبول بعد حمرة الوجه ونضارته .وهنايستخدم الشاعر الألوان لإبراز فكرته وتوضيحها ، فالأصفر يدل على الشحوب بعد النزف،والحمرة تدل على تمام الصحة والنضارة والجمال
• بلاغة
ألح عليه النزف : كناية عن القصد والتعمد . ويجوز أن تكون استعارة مكنية حيث شبه النزف بإنسانيلح .
بين حمرة وصفرة : طباق لإظهار المعنى .
البيت أسلوبه خبري لإظهار الحسرة والحزن .
6- فيا لك من نفس تساقط أنفسا تساقط در من نظام بلا عقد
• مفردات :
1- تساقط : تتساقط .
2-در : لؤلؤ .
3- نظام : خيط تنظم فيه حبات العقد .
4-عَقد : رباط في نهاية الخيط يمنع تساقط حباته .
• شرح :
يتعجب الشاعر حين يصف موت ابنه ، متحسرا وموضحا أن نفسه كانت كأنها نفوس تموت منها واحدة، بعد
واحدة أو كعقد قطع خيطه فتساقطت حباته، واحدة بعد أخرى .
• بلاغة :
البيت تشبيه تمثيلي .فالشاعر يشبه نفس ابنه مع عملية النزيف المستمرة حتى فارقت هذه النفس
جسمه على مراحل بالعقد الذي قطع خيطه فتساقطت حباته . وقيمته توضيح المعنى برسم صورة له وفيه
إيحاء بالحزن والحسرة .
الأسلوب إنشائي للتعجب وإظهار الحزن .
7- أُلام لما أبدي عليك من الأسى وإني لأخفي منك أضعاف ما أبدي
• مفردات :
أبدي : أظهر . الأسى : الحزن . أضعاف : المراد كثيرا جدا .
• شرح :
يخبرنا الشاعر بمدى اللوم الذي يوجه إليه من الناس على حزنه ا لشديد على فقده ويوضح لنا أن ما
يخفيه من الحزن أضعاف ما يظهر منه .
• بلاغة :
البيت كناية عن شدة الحزن الذي يعانيه الشاعر .
أبدى و أخفى طباق يبرز المعنى بالتضاد
والشطر الثاني مؤكد بإن للتأكيد على ما يخفيه من الحزن .
ألام ، أبدي ، أخفي ، أفعال جاءت بصيغة المضارع لتدل على التجدد والحدوث .
البيت أسلوبه خبري لإظهار الحزن والأسى
8- محمد ما شيء تُوهم سـلوةً لقلبي إلا زاد قلبي من الوجــد
• مفردات:
سلوة : عزاء ونسيان . تُوهم : ظن . الوجد : شدة الحزن
• شرح :
يتوجه الشاعر بالخطاب إلى ابنه وكله حزن ولوعة ويوضح أنه لا يستطيع أن ينساه ،فكل ما توهم أنه
سبب في نسيانه يزيد لوعة قلبه حزنا عليه .
• بلاغة:
والبيت كناية عن عدم نسيانه وشدة الحزن في البيت أسلوب قصر أداته النفي و الاستثناء
9-أرى أخويك الباقيين كليهما يكونان للأحزان أورى من الزند
• مفردات :
1- أورى أكثر اشتعالا . الزند العود الذي تقدح به النار ويجمع على : أزناد وزناد.
• شرح :
وعلى سبيل المثال في أن كل ما توهمه لنسيان ابنه لم يزد قلبه إلا حزنا فقد توهم الشاعر أن أخويه
يكونان سلوة لقلبه، فإذا هما يشعلان النار في قلبه أكثر من أن يكونا سلوة له وعونا له على النسيان
والجلد .
• بلاغة:
البيت التاسع تشبيه تمثيلي يوحى بشدة الحزن ونار القلب
الأسلوب في البيت : خبري لإظهار الحزن واللوعة
10- إذا لعبا في ملعب لك لذعـا فؤادي بمثل النار من غير ما قصد
• مفردات:
1- ملعب: أي مكان اللعب .
2- لذعا : أحرقا وأوجعا .
3- فؤادي : قلبي .
• شرح :
يبين الشاعر إنه إذا توهم ابنيه الباقيين سيكونان سلوى له تنسيه ولده الفقيد فهذا لم يحدث، فإذا لعبا
في مكان كان يلعب فيه أو بأشيائه أحرقا قلبه حزنا على فقيده الذي كان ثالثا لهما ،دون أن يقصد ذلك.
• بلاغة :
البيت كناية عن شدة حزنه في البيت تشبيه تمثيلي حيث شبه ولديه عندما يلعبان بنار تحرق قلبه
11- وأنت وإن أفردت في دار وحشة فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
• مفردات:
1- أفــــردت : كنت فريدا وحدك .
2- دار وحشة : يقصد القبر .
3- دار الأنس : يقصد الدنيا .
• شرح :
ثم يصرخ صرخة مجروح الفؤاد فإذا كان ابنه وحيدا في قبره الموحش فها هو ذا الشاعر يشعر بالوحشة
نفسها وهو في الدنيا بين الناس.
• بلاغة :
فى البيت كنايتان "دار وحشة " كناية عن القبر و( دار أنس ) كناية عن الدنيا والطباق بين دار وحشة ودار
أنس يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
• الأسلوب :
خبري لإظهار الحزن
* التعليق العام على النص :
• الأفكار
واضحة مترابطة تدور حول حزن الشاعر على ولده، وكيف كان المرض يعتصرها وكيف صار ابنه قريبا بعيدا
في الوقت نفسه بسبب الموت.
• الصور
جميلة معبرة عن حزن الشاعر موضحة للمعنى وفى خدمته
* أما الألفاظ فسهلة والعبارة متماسة والمحسنات غير متكلفة وجاءت لخدمة المعنى .
* أما عن الشاعر فهو أب حزين ، يفيض قلبه ألما على موت ولده، وهو بطبعه متشائم، زاده موت ولده ألما
على ألم
شرح آخر صديقي العزيز :
1بكاؤكما يشفي و إن كان لا يجدي،
فجودا فقد أودى نظيركما عندي
2ألا قاتل الله المنايا و رميها
من القوم حبات القلوب على عمد
3توخى حمام الموت أوسط صبيتي
فلله كيف اختار واسطة العقد
4على حين شمت الخير من لمحاته
و آنست من أفعاله آية الرشد
5طواه الردى عني ، فأضحى مزاره
بعيداً على قرب،قريباً على بعد
6لقد أنجزت فيه المنايا و عيدها،
وأخلفت الآمال ما كان من وعد
7لقد قل بين المهد و اللحد لبثه
فلم ينس عهد المهد ،إذ ضم في اللحد
8ألح عليه النزف حتى أحاله
إلى صفرة الجاديّ عن حمرة الورد
9و ظلّ على الأيدي تساقط نفسه
ويذوي كما يذوي القضيب من الرند
10فيا لك من نفس تساقط أنفساً
تساقط در من نظام بلا عقد
11عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له
ولو أنه أقسى من الحجر الصلد
12و إني وإن متعت بابنيّ بعده،
لذاكره ما حنّت النيب في نجد
13وأولادنا مثل الجوارح، أيها
فقدناه،كان الفاجع البيّن الفقد
واليكم شرح القصيدة
- بكاؤكما يشفي وان كان لايجدي .....فجودا فقد اودى نظيركما عندي
بكاءكما يا عينيَّ ربما يشفي قليلا من الغليل ولكنه لايجدي فتيلا فهو لن يرد ابنى الى الحياة فاذرفا الدمع السخين ولاتبخلا به فقد فقدت من يماثلكما في القيمة عندي بل هو أغلى .
2 - الا قاتل الله المنايا ورميها .....من القوم حبات القلوب على عمد
لعن الله الموت كيف يهجم على الناس ويتصيد عن قصد مسبق احباء قلوبهم والاعزاء على نفوسهم .
3 - توخى حمام الموت اوسط صبيتي .....فلله كيف اختار واسطة العقد
لقد تقصد الموت أن يقع اختياره على ابني الاوسط أحب ابنائي فله الله كيف انتقى أثمن وأكبر جوهرة في عقد عائلتي واختطفها من أمام ناظري .
4 - على حين شمت الخير في لمحاته .....وآنست من أفعاله آية الرشد
لقد كانت مخايله تدل على ذكاء واعد وفطنة متوقدة وكنت انتظر له مستقبلا كبيرا لما كان يبدو عليه من بذور الذكاء والنشاط .
5 - طواه الردى عني فاضحى مزاره .....بعيدا على قرب قريبا على بعد
لقد غيبه الموت الغادر عن ناظري ورغم أن قبره قريب مني الا انه بعيد عني لايمكن رؤيته أو الاجتماع به فهو بعيد بشخصه رغم قرب قبره , وقريب بقبره رغم بعد التلاقي معه ..
6 - لقد انجزت فيه المنايا وعيدها .....وأخلفت الآمال ماكان من وعد
كان يتجاذبه في مرضه جاذبان اولهما تهديد الموت المخيف وثانيهما امل واعد بالشفاء ولكن المنايا كانت أقوى واكثر سطوة فحققت تهديدها في حين لم ينجز الامل ماوعدنا به من انقاذه .
7 - لقد قل بين المهد واللحد لبثه .....فلم ينس عهد المهد اذ ضم في اللحد
لم يعش في هذه الحياة الدنيا الا زمنا قليلا , وان المسافة التي تفصل بين ولادته ومماته قصيرة فلم يكد ينسى عهد الطفولة حتى فجأه الموت وضمه القبر الموحش .
8- الح عليه النزف حتى احاله .....الى صفرة الجاديّ عن حمرة الورد
لقد الح عليه النـــزف واستمر يفقد دمه حتى ضعف وذبل وتحول لونه الزاهي الوردي الى صفرة كامدة تشبه صفرة الزعفران .
9- وظل على الايدي تساقط نفسه .....ويذوي كما يذوي القضيب من الرند
أخذ المرض يأكل منه شيئا فشيئا وتباطأ خروج روحه فكان يذوب بين ايدينا مثلما يذوب قضيب الغار أو الآس اذا القي في النار .
10- فيالك من نفس تساقط انفسا .....تساقط در من نظام بلا عقد
فلله انت من نفس تذوي وتسقط فتذوي معها وتتساقط انفس محبيها كما تسقط حبات العقد حين ينفرط نظامه .
11- عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له .....ولو انه اقسى من الحجر الصلد
فواعجبا لقلبي كيف بقي في مكانه ولم يتصدع حزنا عليه حتى لو كان هذا القلب من الحجر القاسي الصلب لأن مرآه وهو مريض كان يفتت الاكباد .
12- واني وان متعت بابنيَّ بعده .....لذاكره ماحنت النيب في نجد
سابقى على ذكراه ولن انساه واني ولو سلم لي ابناي الباقيان مقيم على عهده ذاكر أيامه الى الابد مابقيت النوق المسنة تنوح على اولادها في نجد .
13- واولادنا مثل الجوارح ايها فقدناه .....كان الفاجع البين الفقد
ان اولادنا قطع منا بل هم اعضاؤنا , وان فقدان أي واحد فيهم مؤلم وفاجع وقاس يشبه فصل عضو من أعضائنا عن جسمنا وخسران أي واحد فيهم لايمكن أن يعوضه وجود الآخرين .