موضوع عن تبؤا الأدب الوطني والقومي في مكانة بارزة لدى الشعراء العرب في العصر الحديث
الفصل الأول
الأدب في العصر الحديث
آ- بين يدي العصر :
عاش العرب تحت سيطرة العثمانيين فترة قرون ثلاثة عانوا في نهايتها أقسى أنواع الظلم والاستغلال و الابتزاز وتحوّل الوالي العثماني إلى جابي ضرائب ليحكم مجموعة كبيرة من الفقراء والجهلاء والبائسين، وقد وصف أحد الرحالة الفرنسيين المشرق العربي في هذه الفترة بأنه (جهل مطبق) وبالتالي فقد أثر ذلك على النواحي الأدبية، ثم مع مجيء الحملة الفرنسية بدأ النيام من العرب يستيقظون على حياة جديدة، ومعارف مختلفة من خلال ما جاء به نابليون من مراصد فلكية ومعامل للورق ومجلات وجرائد ومكتبات ومدارس حديثة، وساعد أيضاً على نهضة البلاد العربية تفتح الوعي السياسي والاجتماعي من خلال الاتصال بالثقافات الأجنبية وبسبب إدخال المطابع إلى هذه البلاد وافتتاح المدارس الحديثة كمدرسة الألسن وتعلم اللغات وتعاون العرب مع الأوربيين للتخلص من الظلم التركي فوجد أنفسهم قد أصبحوا فريسة جديدة لاستعمار جديد من خلال اتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت العرب إلى دويلات بلغ تعدادها اثنين وعشرين دولة.
ب- سمات الشعر في هذه العصر:
نظراً لزيادة الوعي الثقافي الجماهيري (الإذاعة – الصحف – الكتب – المجلات...)
وبعد قيام ثورات التحرر السياسي والاجتماعي و القومي اتسم الأدب بسمات جديدة أهمها:
1- الارتباط بالقاعدة الجماهيرية وقول الشاعر من القصر إلى الشعب ، ومن المثالية إلى الممارسة الفعلية.
2- ظهور الخصوبة الثقافية والفكرية بحيث لم يعد يقبل الشعر دون أن صاحبه مثقفاً واعياً لثقافات الأمم.
3- انتماء الأدب والأدباء إلى مدارس فنية ومذاهب أدبية (كالرومانسية ...).
4- تسرب الثقافات الأجنبية والأفكار الحديثة إلى البلاد العربية واصطدام مع الثقافة العربية، بحيث جعل البعض يرى أن العودة والتراث أصبح من الانغماس بالثقافة الأجنبية وإن ظهر تيار يدعو إلى الموازنة بين القديم والحديث.
5- تغير طبيعة الحياة المعاصرة طمس أغراضاً شعرية كالفخر والهجاء وأبرز أغراضاً جديدة كالقومية والاجتماعية .