من هو يعقوب الحمد السيرة الذاتية
يعقوب الحمد السيرة الذاتية
الاسم : يعقوب يوسف عبداللطيف الحمد
ونحن نحتفل بأعياد الوطن يغادرنا العم يعقوب يوسف عبداللطيف الحمد، حيث انتقل إلى رحمة الله عن عمر يناهز 95 عاماً.. إنه صاحب الرؤية حيث غادر إلى القاهرة في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي للدراسة في كلية التجارة، غادر الوطن، إلا إن الوطن لم يغادره، حيث حمله بقلبه وبكل جوارحه، وترك نبضات ذلك تُكتب على الورق.
غادر الوطن، والكويت مُقبلة على سنوات خير، بعد أن بدأت أنابيب آبار النفط تصدّر إنتاجها إلى الخارج، والبلاد حينها في انتعاش كبير؛ لهذا العم يعقوب وهو على مقاعد الدراسة همه الأكبر هو أهل الكويت وبلده؛ لهذا راح ينشر مقالاته في «البعثة» و«الرائد» و«الإيمان»، مقالات عندما يتفحّصها المُطّلع يتأكد أنها كُتبت من أجل تقديم رؤية وطن ينهض، ولم تكن مقالات بحد ذاتها، إنما مشاريع قابلة للتطبيق على ارض الواقع، وتم تنفيذها، وليس من اجل الكتابة.
أغلب المقالات التي تحمل رؤيته وفكره نشرت في مجلة البعثة الفترة من عام 1946 حتى عام 1947، حيث كان يؤمن بأن الوطن لا ينهض إلا بالتعليم؛ فمحتوى تلك المقالات أغلبه يتركّز على التعليم، وهو أساس تقدّم البلد؛ لهذا نرصد أكثر من تسع مقالات متسلسلة، تحت عنوان «خواطر في شؤون التعليم»، حيث يوصي في ثنايا المقالات على التشدّد بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي للطلبة الذين يُرسلون الى مدارس أجنبية في مصر، ويعتبر أن تعلّم اللغات مهم لأبناء الكويت، لكون البلد بلداً تجارياً، ويشيد بما تقدّمه مصر لأبناء الكويت، سواء في القاهرة أو في الكويت، وكذلك يشيد بدور الأساتذة الكويتيين والفلسطينيين الذين بُني التعليم على أكتافهم، حيث للفلسطينيين دور كبير بإدخال النظم الحديثة والمدرسة العصرية لنظامنا التعليمي في فترة الأربعينيات وما بعدها، وأشاد بتجربة نادي المعلمين بمشروعه لمحو الأمية لأهميته القصوى، وكان يطالب بفتح مدارس محو أمية للبنات أيضا، وألا يقتصر على الذكور، وان يكون التعليم للجميع صغاراً وكباراً.
وطالب كذلك، بإيجاد معهد صناعي بعد بروز صناعة البترول، وبيّن الاهتمام بمعهد المعلمين لازدياد طلبة المدارس في تلك الفترة، وكذلك الاهتمام بالمعهد الديني لرفع العملية التعليمية، وكان له اهتمام شديد بدور المرأة، حيث أوصى بإنشاء معهد للمعلمات، وهنا نجد مُساندة للفتاة الكويتية، وانها مؤهلة لكل الوظائف، ولا يقتصر دورها على التدريس، وهذا وعي مبكّر لشاب في تلك المرحلة.